الأمم المتحدة تحذر من اقتراب دخول 6 ملايين سوداني في مجاعة
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، ، من اقتراب أكثر من ستة ملايين شخص في السودان من الدخول في مجاعة.
وشددت روزماري ديكارلو على أن هذه الأعداد ستستمر في التزايد إذا لم تصمت الأسلحة.
تصدرت أزمة السودان قائمة الفعاليات في مقر الأمم المتحدة الأربعاء على هامش المناقشة العامة للجمعية العامة.
وذلك في اجتماع وزاري رفيع المستوى نظمته الأمم المتحدة وحكومات جمهورية مصر العربية ودولة قطر والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.
وقد تمحور الاجتماع على “تكلفة التقاعس عن العمل في السودان”، ودعا إلى حل النزاع وتقديم مزيد من الدعم للاستجابة الإنسانية داخل وخارج البلاد.
وفي كلمتها خلال الاجتماع، قالت ديكارلو إن الجيش وقوات الدعم السريع، بعيدان عن تحقيق النصر إلا أنهما يواصلان قتالهما “الوحشي”، فيما يواصل المدنيون دفع “ثمن باهظ لهذا العنف الأحمق”.
وقالت ديكارلو إن السودان الآن يضم أعلى عدد للنازحين داخليا في العالم، إذ وصل عددهم 7.1 مليون شخص، بما في ذلك 3.3 مليون طفل.
وأشارت وكيلة الأمين العام إلى أن الصراع في السودان يتأجج بسبب التعبئة عبر الحدود، بما في ذلك على طول الخطوط القبلية، فضلا عن تدفق المقاتلين والأسلحة والذخيرة من خارج البلاد.
وأضافت: “هذا يهدد بإغراق المنطقة في صراع أوسع نطاقا. يجب على جميع المجتمعات والجهات الفاعلة الإقليمية الامتناع عن الانحياز إلى أي طرف”.
وأكملت ممثلة الأمم المتحدة قائلة: “بدلا من ذلك، يجب عليها تركيز جهودها على منع مزيد من التصعيد وإنهاء العنف”.
وشددت ديكارلو على أن التقاعس السياسي قد كبّد الشعب السوداني بالفعل تكلفة باهظة ودعت إلى زيادة “الدبلوماسية الفعالة”.
وقالت: “يمكن للمجتمع الدولي، بل ويجب عليه، أن يفعل المزيد للمساعدة في وقف القتال وإيجاد طريق إلى التسوية السياسية”.
وأضافت: “يجب على الأطراف السودانية المتحاربة إنهاء القتال والعودة إلى جدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي من شأنه أن يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية”.
وأردفت ديكارلو بقولها: “سيتطلب ذلك إرادة سياسية، وآلية قوية للرصد والتحقق، والقدرة على محاسبة الأطراف المتحاربة”.
وقالت المسؤولة الأممية إن الحرب في السودان “حطمت آمال وتطلعات الرجال والنساء السودانيين الذين أدى إصرارهم وتضحياتهم إلى ثورة كانون الأول /ديسمبر 2018، التي ألهمتنا جميعا في جميع أنحاء العالم”.
وقالت إن الكثيرين في السودان يشعرون الآن بالقلق من أن الصراع سيعيد البلاد “إلى الأيام المظلمة” ودعت المجتمع الدولي إلى الوقوف مع الشعب السوداني لمنع حدوث ذلك.
من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، إن البلاد تواجه أزمة إنسانية ذات “أبعاد ملحمية”.
وحذر من تدهور الوضع إلى كارثة “يمكن أن تبتلع، وسوف تبتلع، البلاد بأكملها ومن ثم المنطقة” ما لم يتم اتخاذ إجراءات دولية عاجلة.
وقال إن المجتمع الإنساني يبذل كل ما في وسعه لتوسيع نطاق الاستجابة وقد وصل حتى الآن بالمساعدات إلى 3.5 مليون شخص.
إلا أن خطة الاستجابة الإنسانية لا تزال تعاني من نقص حاد في التمويل، حيث تم توفير حوالي 30 بالمائة فقط من الأموال اللازمة لدعم الأشخاص داخل البلاد.
وأشار غريفيثس أيضا إلى أن قدرة العاملين في المجال الإنساني على العمل تعوقها البيئة شديدة الخطورة والمعقدة، فضلا عن القيود المفروضة على الوصول والعوائق البيروقراطية.
وأعرب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ عن قلقه العميق إزاء اشتداد القتال وقال: “إن السماح لهذا الوضع بالانحدار إلى حرب أهلية شاملة سيكون مأساة إنسانية، خاصة وأنه يمكن منعها، ويجب منعها”.
وقال غريفيثس إن الاجتماع الذي يعقد اليوم هو بمثابة تذكير بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة ولإعلام الشعب السوداني “بأنه لم ينس”.
وأضاف: “دعونا نعقد العزم على أن نقول: ليس هذه المرة، ليس تحت أنظارنا لأسوأ كارثة إنسانية وأكثرها تعقيدا وقسوة نشهدها في العالم اليوم”.
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إنه من الضروري تجميع كل الجهود نحو استجابة فعالة لتخفيف حدة الوضع في السودان.
وشدد على أهمية التزام الأطراف بإعلان جدة، بما في ذلك حماية العاملين في المجال الإنساني والأصول والإمدادات والمكاتب والمستودعات والمرافق الأخرى، وضمان أمن الممرات الإنسانية ومناطق التخزين والتوزيع.
وقال الأمير فيصل إن المملكة ستقف إلى جانب شعب السودان في وجه الصعوبات، وستواصل جهودها الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي مستدام ينذر بمستقبل “أكثر سلاما وازدهارا” لهم.
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري تضامن بلاده مع الشعب السوداني لتجاوز المحنة، مشددا على أنها ستواصل جهودها لمساعدته وتمكينه للحصول على حياة كريمة في دولة آمنة ومستقرة.
وقال إن مصر سعت لنزع فتيل الأزمة والحفاظ على أمن واستقرار السودان “باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمنها القومي”.
وحرصت على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، وفتحت أبوابها أمام النازحين السودانيين، حيث استقبلت حتى الآن 310 آلاف سوداني وعملت على تلبية احتياجاتهم.
أكد شكري أن مصر ستواصل الوفاء بالتزاماتها تجاه الوافدين من السودان، إلا أنه قال: “لا ينبغي أن تتحمل دول الجوار وحدها وطأة تلك الأزمة”.
وأضاف: “فاستنفاد موارد تلك الدول ومفاقمة الأعباء والضغوط التي يتعرض لها قطاع الخدمات العامة بها من شأنه أن يزيد من هشاشة المجتمعات المضيفة، ويخلق تنافسا على الموارد وفرص كسب العيش على نحو قد يهدد التعايش السلمي ويدفع إلى حركات الهجرة غير الشرعية”.
ودعا لتقاسم منصف للأعباء والمسؤوليات للتعامل مع أزمة النازحين بشكل فعال ومستدام في ظل غياب آفاق واضحة للحل.
وشدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وحشد الدعم اللازم للتعامل مع الأزمة السودانية بمختلف أبعادها.
أعربت وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي لولوة الخاطر عن أسفها العميق للتداعيات المأساوية للقتال الدائر في السودان الذي ذهب ضحيته آلاف القتلى من المدنيين العزل والملايين والنازحين واللاجئين.
وجددت دعوة بلادها لأطراف النزاع في السودان لوقف القتال بشكل فوري والتعاون الكامل لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين والالتزام بمبادئ القانون الدولي.
وقالت إن قطر بادرت بالوقوف إلى جانب الشعب السوداني منذ اندلاع الأزمة، بما في ذلك من خلال إطلاق جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية. وحثت الدول على زيادة دعمها للسودان مع تفاقم الأزمة.
أكد الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة مدير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حرص المملكة العربية السعودية على تخفيف المعاناة الإنسانية التي يمر بها السودانيون وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان.
وأعرب المسؤول السعودي عن أمله في أن يحالف التوفيق الأمم المتحدة والدول المهتمة بالشأن السوداني بهدف الوصول إلى حلول مستدامة كي يعود الاستقرار إلى السودان والازدهار إلى الشعب السوداني.
وأوضح أن المملكة حرصت على أن تكون في مقدمة المانحين للسودان “وتبرعت بـ 100 مليون دولار وسيرت جسرا جويا وبحريا كما أطلقت حملة شعبية لجمع التبرعات من الشعب السعودي لمساعدة الشعب السوداني”.
وقال الدكتور الربيعة إن “مركز الملك سلمان هو الذراع الإنساني للمملكة العربية السعودية وقد وصل خلال السنوات القليلة الماضية إلى أكثر من 94 دولة”.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط بها أعلى نسبة من الأزمات الإنسانية “لذلك حرص المركز على التركيز على الدول الأكثر احتياجا مثل اليمن والسودان وسوريا والصومال”.
وأوضح أن المركز يعمل بشراكة قوية مع المنظمات الإنسانية الدولية المختلفة.