مأساة إنسانية في غزة.. البرد القارس يودي بحياة 6 أطفال رضع

لقي ستة أطفال رضع حتفهم في قطاع غزة بسبب موجة البرد القارس التي تضرب المنطقة، في وقت يعاني فيه الأهالي من أوضاع إنسانية كارثية نتيجة الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وأكدت مصادر طبية في غزة أن أطفالاً آخرين في حالات خطيرة بسبب البرد، في ظل افتقار القطاع إلى المأوى والتدفئة والوقود اللازم لإنقاذ أرواح المدنيين المحاصرين.

وصرح المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض الخيرية، الدكتور سعيد صلاح، بوفاة ثلاثة أطفال خلال ساعات من دخولهم، وكانوا في أعمار صغيرة (يوم الى يومين)، ووزنهم بين 1.7 كيلو غرام و 2 كيلو غرام، وأن هناك ثلاث حالات في وضع حرج.

كما أفاد بوفاة الطفلة شام يوسف الشمباري (60 يوما) داخل خيمتها بسبب البرد القارس في منطقة مواصي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأعلن عن وفاة طفلين آخرين، ليرتفع عدد الأطفال الذين توفوا نتيجة البرد القارس إلى 6.

وقال الطبيب صلاح، إن قسم الحضانة استقبل، في الآونة الأخيرة، ثماني حالات تعاني من البرد الشديد، وتم ادخال هذه الحالات الى العناية المركزة.

ويواجه سكان غزة، ولا سيما النازحون الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي، ظروفاً قاسية في العراء، حيث تنعدم وسائل التدفئة والمستلزمات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية التي وصفتها المنظمات الدولية بـ”الكارثة غير المسبوقة” بحسب المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا.

ووفقاً للقانون الدولي الإنساني؛ فإن منع وصول المساعدات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الوقود والمواد الإغاثية، يعد انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف، التي تفرض على الأطراف المتحاربة ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين.

كما أن حرمان الأطفال من حقهم في الحياة بسبب ظروف يمكن تفاديها، مثل البرد والجوع، يشكل جريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وقد دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) مراراً إلى توفير الحماية العاجلة للأطفال في غزة، مؤكدة أن استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات يُعرض حياة مئات الآلاف للخطر.

كما سبق للجنة الدولية للصليب الأحمر أن شددت على ضرورة السماح بوصول الإمدادات الإنسانية دون قيود، محذرة من أن الوضع في غزة “يتجاوز حدود الكارثة الإنسانية”.

ومع تزايد أعداد الضحايا، يواجه المجتمع الدولي اختباراً حقيقياً في مدى التزامه بحماية المدنيين وضمان عدم استخدام الحصار والتجويع كسلاح حرب، وهو ما يتطلب تحقيقات دولية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم بحق سكان غزة، ولا سيما الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذا الحصار الظالم.

قد يعجبك ايضا