“مراسلون بلا حدود”: السعودية من بين أسوأ السجون في العالم للصحفيين
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – صنفت منظمة مراسلون بلا حدود RSF الدولية المملكة العربية السعودية من بين أسوأ السجون في العالم بالنسبة للصحفيين.
وأكدت المنظمة في تقريرها السنوي أن بلدان الشرق الأوسط لا تزال تشهد تدهورًا مخيفًا في مجال حقوق الإنسان.
وأشارت إلى أن السعودية جاءت ضمن أسوأ دول العالم في حرية الصحافة، بالمرتبة 166 عالمياً بدرجة 33.71، وفقاً لمؤشرها لعام 2022.
وذكرت المنظمة أن الرياض لا تزال تعتقل 28 صحفيًا بحملة اعتقالات واسعة كانت ذروتها بين 2017 و2019. ونبهت إلى أنه جرى “سجنهم بسبب ممارسة نشاطهم الصحفي داخل المملكة”.
وبينت أن الصحفيون والإعلاميون على منصات التواصل في المملكة يواجهون مختلف أشكال الملاحقات والمضايقات من السلطات.
وأوضحت المنظمة أن معظم الصحفيين والناشطين الذين ينتقدون النظام أصبحوا خلف القضبان ورهن الاحتجاز التعسفي.
ونبهت إلى أن الحكومة السعودية تلجأ إلى تقنيات تجسس متقدمة جدًا لتعقب تحركات الصحفيين في المنفى، وتهاجمهم عبر جيش من الذباب الإلكتروني.
وأظهرت المملكة تراجع مؤشرات المملكة عالميًا بمجال حرية الصحافة خلال العام 2022.
وبلغ المؤشر السياسي 157، والاقتصادي 132، والتشريعي 177، والاجتماعي 167، والأمني 138، في تراجع مجموع نقاطها إلى 33.71%.
فيما أكدت منظمة “سند” الحقوقية أن الصحفيين في المملكة العربية السعودية يتعرضون لقمع وحشي، حيث غيبت حرية الصحافة.
وقالت المنظمة “عكست قضية احتجاز الصحفي “أحمد علي عبد القادر السوداني” حقيقة القمع الوحشي الذي غيّب حرية الصحافة في السعودية”.
وأكدت أن الصحفي “عبد القادر” تعرض للاعتقال التعسفي على يد أمن الدولة بـ20 أبريل 2020.
وأوضحت المنظمة أنه جرى اعتقاله على خلفية انتقاده لسياسة ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” وتدخلاته في الشعب السوداني.
وبينت أن الصحفي السوداني انتقد “ابن سلمان” من خلال تغريدات في حسابه الشخصي عبر “تويتر”.
ومؤخرا، أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن محكمة جنايات جدة حكمت على الصحفي والإعلامي السوداني بالسَّجن أربع سنوات.
ولفتت إلى أن الحكم صدر بتاريخ 8 يونيو 2021، وذلك بسبب تغريدات وتصريحات لوسائل الإعلام. وأوضحت أن “عبد القادر” ناقش فيها ثورة السودان وانتقد سياسة السعودية في السودان، خلال فبراير 2018.
لذلك أكدت منظمة “السند” أن السلطات تستمر بتكميم الأفواه وملاحقة حرية الأشخاص واعتقال الصحفيين والناشطين والمعارضين والمفكرين.
والأسبوع الماضي، أكد حساب “معتقلي الرأي” في السعودية قيام قوات الأمن في المملكة باعتقال الصحفي اليمني “علي محمد أبو لحوم”.
وأوضح الحساب في سلسلة تغريدات له على حسابه الموثق في “تويتر” أنه السلطات السعودية اعتقلته من أمام منزله في نجران بشهر أغسطس الماضي.
وبين أنه تم اعتقال على خلفية تغريدات بحسابات وهمية نفى الصحفي “أبو لحوم” صلته بها.
الأكثر أهمية ما ذكر حساب “معتقلي الرأي” في السعودية بأن محكمة نجران أصدرت حكما قاسيا بحق الصحفي اليمني. ولفت إلى أنه بتاريخ 26 أكتوبر الماضي حكمت المحكمة بسجنه لمدة 15 عاما.
وتتوالى فضائح المملكة إزاء الصحفيين وحريتهم، في وقت تطالب به منظمات دولية الرياض بتغيير تصرفاتها.
وفي أكتوبر الماضي، قال موقع Techdirt للأخبار التقنية إن تحقيقًا جديدًا أظهر تجسس الحكومة السعودية مرارا وتكرارا على هاتف صحفي أمريكي شهير ينتقدها باستمرار.
وأوضح الموقع التقني أن الصحفي الأمريكي “Ben Hubbard” هو الذي تعرض للاستهداف مرارًا وتكرارًا. وبين أن السعودية استعانت ببرنامج تجسس بيغاسوس التابع لـ NSO على مدار ثلاث سنوات من 2018 إلى 2021.
وأشار الموقع إلى أن الاستهداف حدث أثناء كتابته كتاب عن ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان”. وتتوالى فضائح تجسس المخابرات السعودية بواسطة برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي على شخصيات عربية بارزة.
وكشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن تجسس الرياض على رئيس البرلمان التونسي زعيم حركة (النهضة) “راشد الغنوشي”.
وأكد أن رقم هاتف “الغنوشي” من بين 50 ألف رقم هاتف تم العثور عليه في القائمة التي تم الوصول إليها تعرضت أصحابها للتجسس.
ومنذ أشهر تتوالى فضائح المخابرات السعودية والإمارات بالتجسس بواسطة البرنامج الإسرائيلي “بيغاسوس”.
وحصلت منظمتي “فوربيدن ستوري” الاستقصائية و”آمنستي انترناشيونال” على قائمة الشخصيات التي تم التجسس عليها.
وفي التفاصيل، أوضح موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن هاتف الغنوشي اختير عام 2019 للمراقبة من قبل شخص في السعودية.
ولفت الموقع البريطاني إلى أن منظمة “فوربيدن ستوريز” أبلغت “الغنوشي” قبل أسبوعين أن رقم هاتفه الأساسي مدرج بقائمة أهداف “بيغاسوس”.
ونقل عن المنظمة غير الربحية قولها إن “هاتف الغنوشي اختير ب2019 للمراقبة من قبل شخص في السعودية”. لكن الأكثر أهمية-بحسب المنظمة- لم يتضح بعد ما إذا كان “بيغاسوس” قد تم تمريره بنجاح بهاتف الغنوشي.
من جانبه، علق “الغنوشي” على الأمر قائلا “أشعر بالفزع من أن تكون دولة شقيقة قد استهدفت رئيس برلمان منتخب ديمقراطيا لدولة ذات سيادة”.
وشدد على “هذا غير مقبول إطلاقا وأدعو أجهزة الأمن التونسية للتحقيق في الأمر بشكل كامل”. واعتبر تجسس السعودية عليه بأنه “هجوم آخر على برلماننا ومؤسساتنا الديمقراطية”.
لكنه أضاف “مهما حاولت الكثير من القوى المناهضة للديمقراطية إخماد تطلعات شعبنا للحرية والازدهار والاستقلال”. واردف “تونس ستظل مصدر فخر وإلهام لجميع مؤيدي الديمقراطية في المنطقة وحول العالم”.
ولفت الموقع البريطاني إلى أنه تواصل مع كل من شركة “NSO” الإسرائيلية والسفارة السعودية بلندن، للتعليق. لكنه أكد أنه لم يتلق ردا بعد من قبل الشركة الإسرائيلية مطورة “بيغاسوس” وسفارة الرياض.