بعد انفجار بيروت.. الأمم المتحدة تؤكد وقوفها مع لبنان وشعبه
نيويورك- عُقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لمساعدة ودعم الشعب اللبناني بمشاركة الأمم المتحدة، بعد عدّة أيام على وقوع الانفجار الهائل الذي هز مرفأ بيروت، وذلك بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وشاركت في المؤتمر الولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة والصين وروسيا.
وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، في كلمتها الافتتاحية، في المؤتمر الافتراضي، “إن انفجار بيروت يوم الثلاثاء الماضي شكل صدمة للعالم”.
وقد تسبب الانفجار بأضرار جسيمة في الأحياء القريبة من المرفأ، كما تسبب بوفاة 150 شخصا على الأقل، وتدمير صوامع القمح والحبوب الضخمة، كما أن ستة مستشفيات لحقتها الأضرار أو تدمرت، ومئات الآلاف أصبحوا في عداد المشرّدين، والكثير منهم أطفال.
وقالت محمد: “أتعهد بالتزام الأمم المتحدة بمساعدة شعب لبنان بكل السبل الممكنة”. ومنذ الانفجار، تعمل وكالات الأمم المتحدة على مدار الساعة لإيصال المستلزمات الطبية وحزمات الإغاثة من طرود غذائية إلى المساعدة في لم شمل الأسر.
وأعربت محمد عن امتنانها للمتبرعين، وقالت إن الدعم المالي جُمع في وقت قياسي، لاسيّما من قبل الشركاء الإقليميين، وقد صنع هذا الدعم فرقا كبيرا. إلا أنها أضافت: “لكن بالطبع، هذه فقط البداية، فالحاجة ماسة إلى المزيد.. من أجل التعافي وإعادة البناء”.
وأشارت أمينة محمد إلى أن حجم الدمار الكبير يتطلب دعما مناسبا له، لاسيّما أنه يفوق قدرة منظومة الأمم المتحدة الإنسانية وحدها وينبغي أن يتم إشراك طيف أوسع من منظمات الأمم المتحدة والشركاء الآخرين.
وقالت: “كلما تحرّكنا بشكل أسرع، كان بإمكاننا تقليل حجم المعاناة الإنسانية في لبنان وغيره، دعونا لا ننسى أن المرفأ الذي تدمر كان أيضا يخدم الاحتياجات الإنسانية في سوريا”.
وأكدت محمد على أن الأمم المتحدة ستساعد في تقوية أواصر شبكة الأمان للأشخاص الضعفاء في مواجهة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدة الجاهزية ا للقيام بذلك، مع التركيز على المدى الطويل لضمان أن تشكل هذه المأساة الأخيرة نقطة تحوّل للبنان.
وتابعت تقول: “من الخطأ التقليل من تكلفة هذا العمل أو قيمته. ستكون لهذا الانفجار آثار اجتماعية واقتصادية عميقة.. خاصة أن لبنان يتعامل أصلا مع المصاعب الاقتصادية وتفشي فيروس كورونا”.
وتتفاقم الأزمة بسبب التهديد الحالي لجائحة كـوفيد-19. وقد حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تدهور الوضع الوبائي بسبب النزوح الجماعي للسكان إلى مناطق صغيرة مزدحمة.
وأعلن الصندوق الأممي اعتزامه شراء 25 في المائة من احتياجات معدات الوقاية الشخصية لجميع المرافق الصحية المتضررة وشراء مجموعات الصحة الإنجابية المشتركة بين الوكالات لدعم خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة.
ووجهت نائبة الأمين العام أمينة محمد كلمة إلى الشعب اللبناني قالت فيها:
“إن أسرة الأمم المتحدة هنا من أجلكم وستقف إلى جانبكم”. ووجهت كلمة لأصدقاء وشركاء لبنان، وقالت: “إنني والأمين العام نعتمد عليكم في حشد جهودكم وتقديم كل الدعم المالي والمادي والسياسي الذي تقدرون عليه”.
ودعت إلى التركيز على الأولويات وهي الصحة والغذاء وإعادة تأهيل المباني وإعادة تأهيل المدارس. “يجب أن نتذكر أهمية تنفيذ الحكومة اللبنانية الإصلاحات التي ستلبي احتياجات الشعب اللبناني على المدى البعيد. شعب لبنان يستحق مستقبلا أكثر استقرارا وأمنا”.
من جانبه، تعهد الرئيس اللبناني، ميشال عون، في كلمته، بمحاربة الفساد وبالإصلاح “وعلى الرغم من جميع العوائق بدأت التدابير الملموسة وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسسة واحدة، بل سيشمل كل المؤسسات”.
وأضاف عون أن العدالة وحدها ستحقق العزاء لأهالي الضحايا ولجميع اللبنانيين، مشيرا إلى أنه ما من أحد فوق القانون. وشدد على أن بيروت كل مرة “تنهض من تحت الأنقاض” بعزيمة أهلها وكل اللبنانيين.
بدوره، طالب الرئيس الفرنسي بإجراء تحقيق غير متحيز، ذي مصداقية، ومستقل، لكشف ملابسات الانفجار، معتبرا أن مستقبل لبنان وشعبه على المحك. ولفت إلى أهمية أن تقوم السلطات اللبنانية بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.