الأمم المتحدة تدعو لتكاتف دولي في مواجهة جائحة كورونا
نيويورك- أكد الأمين العام أنطونيو غوتيريش على أهمية ضمان إشراك ومشاركة 476 مليون من الشعوب الأصلية في العالم في جهود الاستجابة لجائحة كورونا (كوفيد-19) وفي الطريق نحو التعافي.
وبمناسبة اليوم الدولي للسكان الأصليين في العالم، لفت السيّد غوتيريش الانتباه إلى الأثر “المدمر” للجائحة على الشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم. وقال: “على مرّ التاريخ، تم القضاء على الشعوب الأصلية بسبب الأمراض التي أتت من أماكن أخرى، والتي لم تكن لديهم مناعة ضدها”.
وفي الوقت الذي واجهت فيه الشعوب الأصلية في العالم عدم مساواة عميق الجذور والوصم والتمييز حتى قبل جائحة كـوفيد-19، قال الأمين العام إن عدم كفاية الوصول إلى الرعاية الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي يزيد من ضعفهم. ومع ذلك، فإن الممارسات والمعارف التقليدية للشعوب الأصلية تقدم أيضا حلولا يمكن تكرارها في أماكن أخرى.
فعلى سبيل المثال، أقام شعب كارين في تايلاند طقوسه القديمة “كرو يي” (أي إغلاق القرية) لمكافحة الجائحة، وطبقت بلدة آسيوية أخرى وأميركا اللاتينية استراتيجيات مماثلة، حيث أغلقت المجتمعات الدخول إلى مناطقها.
وسلط الأمين العام، في رسالته، الضوء على الصمود غير العادي الذي يظهره سكان الشعوب الأصلية في مواجهة التحديات الهائلة. رغم أن الكثير منهم فقد وظائفه في المهن التقليدية أو في القطاع غير الرسمي أو اقتصادات الكفاف. وتأثرت نساء الشعوب الأصلية، وهنّ في كثير من الأحيان المصدر الرئيسي لتوفير الغذاء لأسرهنّ، بشكل خاص، بسبب إغلاق أسواق الحرف اليدوية والمنتجات وغيرها من السلع، كما فقد الأطفال فرصة التعليم بسبب عدم القدرة على الوصول إلى التعلم الافتراضي.
وإضافة إلى ذلك، كان السكان الأصليون ضحايا للتهديدات والعنف، وفقد العديد منهم أرواحهم، وسط التعدي المتزايد على أراضي الشعوب الأصلية من قبل عمال المناجم وقطع الأشجار غير القانوني، بسبب انقضاء فترة إنفاذ تدابير الحماية البيئية أثناء الأزمة.
وأعلن السيّد غوتيريش أنه في “مواجهة مثل هذه التهديدات، أظهرت الشعوب الأصلية صمودا غير عادي”، وحثّ البلدان على حشد الموارد للاستجابة لاحتياجاتها واحترام مساهماتها واحترام حقوقها غير القابلة للتصرف.
وأضاف أنه يجب استشارة الشعوب الأصلية في جميع الجهود لإعادة البناء بشكل أقوى والتعافي بشكل أفضل، مشيرا إلى أنه منذ بداية الجائحة، عملت وكالات الأمم المتحدة على دعم حقوق الشعوب الأصلية.
واختتم قائلا: “تظل منظومة الأمم المتحدة ملتزمة بتحقيق إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية وتعزيز قدرتها على الصمود”.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها49/214المؤرخ بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 1994 اليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 آب/أغسطس من كل عام. وهو تاريخ انعقاد أول إجتماع للفريق العامل المعني بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.
وركز موضوع اليوم، هذا العام، على كوفيد-19 وقدرة الشعوب الأصلية على الصمود، وسيتم تنظيم العديد من الفعاليات، معظمها افتراضية، تجمع منظمات الشعوب الأصلية ووكالات الأمم المتحدة والأمم المتحدة والدول الأعضاء والمجتمع المدني وغيرها من الأطراف المعنية.