هجوم إيراني في إقليم كردستان العراق يخلّف قتلى ويثير الجدل
أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم أن هجومًا بالصواريخ الباليستية نفذته إيران يوم 15 يناير/كانون الثاني 2024، أصاب منزلاً في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة ستة آخرين. وفي وقت لاحق، في الساعات الأولى من صباح يوم 16 يناير/كانون الثاني، تمكنت منظومات الدفاع الصاروخي من اعتراض ثلاث طائرات مسيرة أطلقتها “المقاومة الإسلامية في العراق”، استهدفت مطار أربيل الدولي الذي يستضيف قوات عسكرية أمريكية وعراقية، مما أدى إلى تعليق الملاحة الجوية مؤقتًا.
أعلنت الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجوم على المنزل، وأفادت بأن الهجمات كانت تستهدف “مركز تجسس للموساد”، في إشارة إلى وكالة الاستخبارات الإسرائيلية. ورفضت حكومة إقليم كردستان بشدة هذه الادعاءات، مؤكدةً أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية لم تكن تعمل في الإقليم، واعتبرت الهجوم “ذريعة لاعتداء على أربيل”، مما يشكل انتهاكًا واضحًا للسيادة العراقية وإقليم كردستان.
وصرّحت سارة صنبر، باحثة العراق في هيومن رايتس ووتش، قائلة: “بغض النظر عن الادعاءات الإيرانية بشأن الهجوم، فإن هذه العمليات القاتلة تندرج في سياق اغتيالات طويلة الأمد نفذتها الحرس الثوري في مناطق سكنية بإقليم كردستان العراق واستهدفت المدنيين. إذا لم يتم محاسبة إيران على قتل المدنيين، فسيتم تشجيع المزيد من الهجمات غير القانونية في المستقبل”.
وقد أسفر الهجوم عن مقتل رجلي أعمال محليين، بشرو دزيي وكرم ميخائيل، وابنة دزيي التي كانت تبلغ من العمر عشرة أيام فقط، بالإضافة إلى خادمة المنزل التي توفيت أيضًا. وأصيب ستة أشخاص آخرين، بينهم زوجةأسفلت دزيي وطفلهما البالغ من العمر ثلاث سنوات. تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
ردًا على الهجوم، أعربت الولايات المتحدة والعراق عن إدانتهما الشديدة وطالبتا بوقف الهجمات العابرة للحدود واحترام السيادة الوطنية. وأكدت الولايات المتحدة دعمها للعراق في حماية سيادته وأمنه، وأعلنت أنها تقدم الدعم اللازم للتحقيق في الهجوم ومحاسبة المسؤولين.
يأتي هذا الهجوم في ظل التوترات الإقليمية والتصعيد بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها. وقد شهدت المنطقة سلسلة من الهجمات والاشتباكات في الأشهر الأخيرة، مما يثير المخاوف من تصاعد العنف وتفاقم الأزمة الإقليمية.