قوات المجلس الانتقالي باليمن تنقل الدكتور القباطي إلى دولة الإمارات لاستكمال التحقيق
قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن استمرار إخفاء الدكتور طاهر عبدالله عبدالجبار (47 عاما)، من قبل قوات المجلس الانتقالي المسيطرة على عدن يثير الكثير من المخاوف على حياته.
وأضافت المنظمة أن هذا الخوف يأتي في ظل الحديث عن تعرضه لتعذيب قاسٍ أفقده القدرة على النطق والحركة.
وقالت المنظمة إن الدكتور القباطي الحاصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء التحليلة، اعتقل صباح الاثنين 20 يوليو 2020 من قبل قوات المجلس الانتقالي في نقطة العلم، المدخل الشرقي للعاصمة المؤقتة عدن، أثناء عودته من مدينة سيئون بحضرموت رفقة زوجته، واقتيد إلى مكان مجهول، ووجهت له تهمة تدبير انقلاب!.
وكانت المنظمة أكدت في بيان سابق أصدرته بتاريخ ٩ سبتمبر ٢٠٢٠، أن قوات المجلس الانتقالي داهمت منازل الدكتور القباطي بتأريخ 21 أغسطس بحجة إلقاء القبض القهري على زوجته، وولده وآخرين، حيث اختطفت عناصر الانتقالي ثلاثة طلاب من أقربائه كانوا يقيمون في المنزل.
كما اختطفوا شخصًا يدعى صادق خليل وآخرين، سواء في حي اللحوم أو منطقة السيلة، لا لشيء إلا لقرابتهم من الدكتور.
وبحسب شهود عيان: “أخذوا أقارب الدكتور إلى خارج المنزل، بعد تقييدهم ووضع رباط على أعينهم، أمروهم بالانبطاح أرضاً، ظلوا هكذا إلى قبل صلاة الفجر بقليل.
وفي هذا الوقت كان المهاجمون على متن ثلاث دوريات يعبثون بمحتويات المنزل ويحملونها فوق دورياتهم، حتى أكياس كان بداخلها مواد سباكة، حملوها على متن السيارات”.
تنقل زوجة الضحية فوزية التفاصيل وفقاً للمعتقل الوحيد الذي خرج بعد اعتقاله: “قبل مغادرة الدوريات الثلاث جاءت مجموعة أخرى من المسلحين على متن دوريتين أخريين وظلت بجوار المنزل لمدة يومين متتالين”.
وتضيف الزوجة: “بعدها غادر مسلحو الانتقالي منزل القباطي وأخذوا معهم سيارة كورولا كانت في الحوش، السيارة الثانية الخاصة بالدكتور القباطي، صادروها على غرار السيارة السابقة التي احتجزوها معه في نقطه العلم”.
وتكما زوجة الدكتور: “وبعدها توالت مداهمات لمنازل بعض الأصحاب والأقارب، والعبث فيها ومصادرة ما وقعت عليه أعينهم من أموال وأوراق وأثاث وسيارات”.
وأضاف آخرون للمنظمة تتحفظ سام على أسمائهم لأجل سلامتهم: “إن الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري لأفراد تجمعهم صلة قرابة بالدكتور القباطي لم تتوقف، حيث داهمت قوة تابعة لأوسان العنشلي منزل محمود القاضي واختطفت ابنه إدريس الموظف في جامعة العلوم والتكنولوجيا في عدن، وقامت بمصادرة أوراق ومبالغ نقدية وأجهزة هاتفية، كما نهبت سيارة محمود القاضي وسيارة ابنه إدريس”.
وأكدت المنظمة أنه منذ اعتقال الدكتور القباطي في أغسطس لم يسمح لأهله بزيارته أو الاطمئنان على حالته الصحية.
وبحسب مصادر مقربة من الدكتور القباطي فإن القباطي معتقل في سجن التواهي التابع للتحالف السعودي الإماراتي، ويتعرض لتعذيب الشديد، حيث وضع في زنزانة انفرادية خاصة اسمها الضغّاطة (إماراتية) مساحتها متر نصف.
كل هذا وممنوع عنه أي اتصال أو زيارة، ووضعه الصحي متدهور ، ومنع عنه الدواء، وقد سبب التعذيب في فقدانه الحركة والنطق.
وأخذ بعدها إلى خارج اليمن يعتقد بشكل كبير أنه أخذ إلى الإمارات العربية المتحدة لاستكمال التحقيق معه، وهو ما يعد انتهاكًا صريحًا وخطيرًا لمبدأ السيادة في حال صحتها وعلى السلطات اليمنية واجب دستوري في التأكد من مكان احتجاز الدكتور القباطي.
أكدت سام أنه يجب على قوات المجلس الانتقالي والسلطات المحلية في محافظة عدن الكشف الفوري عن مصير الدكتور القباطي والسماح لأسرته بزيارته والاطمئنان على صحته، حيث تعد جريمة الإخفاء القسري مجرمة بموجب القانون، وتتجسد هذه الجريمة باحتجاز السلطات شخصًا، وتنكر احتجازه أو لا تكشف عن مصيره ومكانه.
ويعد هذا الانتهاك جريمة مركّبة في حال تعرض “المخفيون قسراً” لأيٍّ من صنوف التعذيب أو المعاملة السيئة، لا سيما عند احتجازهم خارج مقار الاحتجاز الرسمية.
ولا يجوز التذرع بالوضع الأمني، فالقانون الدولي لحقوق الإنسان يحمي الحقوق الأساسية، كما أنه من حق أي محتجز تعسفيا أو مخفي إخبارهم بأسباب احتجازهم بوضوح، وأن يُتاح لهم الطعن على قانونية احتجازهم أمام قاضٍ مستقل ومحايد، وأن يُتاح لهم مقابلة محامين وعائلاتهم، وأن تُراجع قضاياهم بشكل دوري.