قمع نشطاء سلميين في موريتانيا والإمارات والبحرين تكميم للأفواه
جنيف – أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عمليات قمع وإجراءات الترهيب والاعتقال التعسفي التي تنفذها قوات الأمن في كل من موريتانيا والبحرين والإمارات، على خلفية مناهضة نشطاء لاتفاقات التطبيع مع إسرائيل .
ووفق المعلومات التي توفرت للأورومتوسطي، ففي يوم الثلاثاء الموافق 15 سبتمبر 2020، استخدمت قوات الأمن الموريتانية القوة المفرطة لتفريق تظاهرة سلمية في العاصمة نواكشوط، نظمها نشطاء رفضًا لاتفاقات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل.
ولاحقت قوات مكافحة الشغب الموريتانية المتظاهرين وفرقتهم بالقوة أمام مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة بعدما تجمعوا سلميًا؛ احتجاجًا على التطبيع وتنديدًا بالدور الأمريكي في إقامة دول عربية لعلاقات مع إسرائيل.
وفرضت قوى الأمن تعتيمًا على حجم الإصابات والاعتقالات التي نجمت عن تفريق التظاهرة.
أما في البحرين، اعتقلت قوى الأمن مشاركين اثنين عقب تظاهرة مناهظة للاتفاق، ونقلتهما إلى جهة مجهولة، فيما تجري ملاحقة وعمليات استدعاء لعشرات آخرين، على ذات الخلفية.
وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة أمام حركة المواطنين بعد التظاهرات في كل من العاصمة المنامة، وقرية أبوصيبع، الشاخورة، السنابس، صدد، وكرانة.
وبحسب المعلومات التي توفرت؛ فإن قوات الأمن أعلنت منع أي تظاهرات سلمية مناهضة للتطبيع، وانتشرت في المناطق التي شهدت خروج تظاهرات رغم المنع.
ووصلت طاقم الأورومتوسطي شكاوى عن تلقي معارضين لاتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل تهديدات بعدم إبداء معارضة أو تنفيذ تحركات ميدانية رافضة للاتفاقية، بالتوازي مع شن حملة ترهيب عبر وسائل الإعلام الموالية للدولة ضد المعارضين.
وفرضت دولة الإمارات قيود مماثلة عبر شن حملة ملاحقة واعتقالات تعسفية ضد المعارضين.
وتلقى المرصد شكاوى باتخاذ السلطات الإماراتية إجراءات ترهيب ضد فلسطينيين مقيميين في الإمارات لدفعهم تحت طائلة الخوف من الترحيل، للإدلاء بتصريحات ومواقف مؤيدة للتطبيع.
وتلقى الأورومتوسطي إفادات بشن السلطات الإماراتية حملة اعتقالات غير معلنة بحق مواطنين ومقيمين عرب، بمن في ذلك فلسطينيون وأردنيون، عبروا بشكل علني عن اعتراضهم على تطبيع دولتهم مع إسرائيل.
إلى جانب ذلك، تلقى الأورومتوسطي شكوى عن إقالة موظفين، وفرض الاستقالة على آخرين على الخلفية نفسهم.
يدين المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، لجوء قوات الأمن في الدول الثلاث، إلى استخدام القوة والترهيب المادي والمعنوي ضد التجمعات السلمية، ويرى في ذلك مساسًا بحقوق أساسية كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومواثيق حقوق الإنسان الأخرى.
كما يدين الأورومتوسطي سياسة تكميم الأفواه وانتهاك الحق في حرية العمل الصحفي وحرية الرأي والتعبير، التي زادت وتيرتها خاصة في دولتي البحرين والإمارات على خلفية اتفاق التطبيع.
ويدعو المرصد الأمم المتحدة إلى تفعيل إجراءاتها الخاصة، لوقف الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في الدول الثلاث، وضمان تمتع المواطنين والوافدين بحقوقهم تحت تهديد قطع مصدر الرزق والترحيل والاعتقال.
ويطالب المرصد بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية مواقفهم السلمية وتعبيرهم عن آرائهم، وإلغاء جميع القيود المفروضة على ممارسة الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير والعمل الصحفي.
شهد البيت الأبيض في واشنطن مساء الأمس الثلاثاء إقامة مراسم توقيع اتفاقين بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، بحضور الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، ووزيري الخارجية البحريني والإماراتي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إضافة إلى مسؤولي الإدارة الأميركية.
وجاء هذا التوقيع بعد أسابيع من الكشف عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، ما أثار موجة من الاحتجاجات الميدانية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضد قرار تطبيع دول عربية مع إسرائيل، حيث اعتبره ناشطون تشجيعًا للانتهاكات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.