مؤسسات حقوقيةتدين استمرار الجيش الإسرائيلي بتدمير المساكن على رؤوس ساكنيها

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أدانت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية بأشد العبارات استمرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية الواسعة على قطاع غزة.

وقد استنكر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق تدمير المزيد من المنازل والمربعات السكنية على رؤوس ساكنيها.

هذا وقد كان الجيش الإسرائيلي قدر أصدر المزيد من أوامر التهجير التي تضع عشرات الآلاف من السكان في وضع صعب للغاية بحثًا عن مأوى جديد كل مرة .

وأكدت المؤسسة الحقوقية بأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت مع دخول الهجوم العسكري الإسرائيلي يومه الـ 80 مستويات كارثية غير مسبوقة، ويصعب وصفها.

وذكرت المؤسسة بأن الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي لا تتوقف على كل أرجاء القطاع، مع استمرار توارد الأنباء عن عمليات قتل عمدية دون أي مبرر ضد مدنيين/ات في مناطق تشهد هجمات برية لقوات الاحتلال.

ويكافح قرابة 2 مليون نازح/ة في القطاع من أجل البقاء على قيد الحياة وسط واقع يفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة.

ووفق المعلومات التي جمعتها طواقم الحق، ففي حوالي الساعة 9:55 مساء الأحد 24 ديسمبر/ كانون الأول 2023، قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلا لعائلة صلاح في معن جنوب شرقي خانيونس.

كان المنزل يأوي أفراد العائلة وآخرين من أنسبائهم وأقاربهم ومعارفهم لجؤوا إليهم، ما أدى إلى استشهاد 23 فلسطينياً/ة، منهم عدد كبير من النساء والأطفال، بما في ذلك استشهاد آباء وأمهات مع أطفالهم، فيما يدور الحديث عن بقاء 10 مفقودين/ات تحت الأنقاض.

ومساء اليوم نفسه، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مربعًا سكنيًّا يضم عدة منازل لعائلات أبو حامدة وسيسالم ورخا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، على رؤوس ساكنيها، مع أحزمة نارية محيط المنطقة.

أدى القصف إلى استشهاد 70 من سكان تلك المنازل ومنهم نازحين/ات أيضًا، في حصيلة غير نهائية وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، حيث لا تزال أعداد كبيرة من الضحايا تحت الأنقاض.

من بين الشهداء مجد أبو نصار (25 عاما)، وهو نجل شريف أبو نصار، المحامي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

حيث أصيب أبو نصار بشظية اخترقت وجهه وخرجت من رأسه من الخلف، وأدت لاستشهاده على الفور، بينما كانت العائلة في الطابق الأرضي من المنزل.

كما أصيب شريف بكسر في ذراعه الأيسر، مع إلحاق دمار هائل في المنطقة من بينها منزل زميلنا.

كما شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على الطرق المؤدية إلى مخيم المغازي والبريج، ما أعاق وصول سيارات الإسعاف لإخلاء الشهداء والجرحى.

وتأتي هذه الهجمات التي تعكس أعلى درجات الاستهتار بأرواح المدنيين/ات الفلسطينيين/ات، في وقت يتابع باحثو الحق هجمات أخرى ناجمة عن قصف إسرائيلي جوي لمنازل، وقصف مدفعي من قوات الاحتلال لمنازل وتجمعات سكنية.

وأكدت المؤسسة الحقوقية أنها تتابع أيضاً استخدام طائرات إسرائيلية مسيّرة (كواد كابتر) في إطلاق النار تجاه المدنيين/ات في مراكز إيواء بعيدة عن مواقع المواجهات أو الهجمات البرية.

حيث أدى ذلك إلى استشهاد العديد من السكان، من بينهم أطفال، يبلغ أحدهم 13 عاما من العمر، وهو أحد النازحين وقد استشهد داخل مبنى مستشفى الأمل التابع للهلال الاحمر الفلسطيني في خانيونس، يوم الأحد.

ووفق آخر تحديث لوزارة الصحة مساء يوم الاثنين، 25 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أسفرت الهجمات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية عن استشهاد 250 فلسطينيا/ة، وإصابة 500 آخرين.

وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 20,674 شهيدا/ة، بالإضافة إلى 54,536 جريحًا/ة، 70 % منهم من الأطفال والنساء.

كما تستمر المعلومات التي تتوارد إلى طواقمنا عن انتهاكات مروعة تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق التي تشهد هجوماً برياً خاصة في مدينة غزة وشمال غزة.

بالإضافة إلى مداهمة مدارس متخذة كمراكز إيواء والتنكيل بالنازحين/ات فيها، واعتقال الشبان والرجال منهم، واقتيادهم بعد إجبارهم على التعري لأماكن مجهولة حيث يجري إخفاؤهم قسريا كما حدث مع المئات من قبل.

كما تستمر قوات الاحتلال في إطلاق النار العمدي دون أي مبرر على العديد من الأشخاص وقتلهم أمام أفراد من أسرهم.

وفي تطورٍ جديدٍ من شأنه زيادة معاناة عشرات الآلاف، ألقت طائرات الاحتلال ظهر يوم الاثنين، منشورات على مخيم خانيونس، تحمل أوامر تهجير جديدة لسكان بلوك 112 في مخيم خانيونس وبلوك 64 في منطقة قيزان أو رشوان.

وهذه المناطق خاصة منطقة المخيم، تضم عشرات آلاف السكان، منهم عشرات آلاف النازحين/ات من مناطق أخرى من خانيونس وغزة وشمالها، بما في ذلك أعداد كبيرة منهم موجودين في مدارس للأونروا، إضافة إلى المنازل.

وأكدت مؤسسة الحق أنه مع توالي أوامر التهجير الصادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومع نزوح فعلي لقرابة 2 مليون نسمة، اضطر مئات الآلاف إلى النزوح أكثر من مرة.

وأضافت المؤسسة أنه لم يعد هناك أي مكان يمكن اللجوء إليه كمأوى، وكل عملية نزوح جديدة تفقد المدنيين/ات الغالبية العظمى من الأمتعة والمواد التموينية القليلة التي تبقت معهم، فضلاً عن أنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة.

فالأماكن التي تصنفها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، كمناطق آمنة تتعرض لهجمات جوية ومدفعية متكررة توقع شهداء وجرحى.

جددت الحق مطالبتها للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتسريع في اتخاذ إجراءات عملية لإنجاز التحقيق في الجرائم المرتكبة، بما فيها جرائم القتل الجماعي ضد المدنيين وضمنهم النساء والأطفال، وإظهار الحقيقة والمضي بالخطوات اللاحقة، وخصوصًا، أن الضحايا في فلسطين طال انتظارهم للعدالة والانصاف.

وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري لوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وإلزام إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بالتوقف عن سياسة استهداف المدنيين/ات والأعيان المدنية كأداة انتقام وعقاب وضغط سياسي.

ودعت المؤسسة إلى اتخاذ إجراءات فعالة لضمان المساءلة على جرائم الحرب وجرائم ضذ الإنسانية والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.

كما ناشدت المؤسسة الفلسطينية المجتمع الدولي لضمان إنهاء الاحتلال وتفكيك الاستعمار الاستيطاني ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي.

وطالبت بإلغاء جميع القوانين والسياسات والممارسات التمييزية واللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير دون قيد أو شرط.

قد يعجبك ايضا