في مناظرة نظمتها سكاي لاين: خبراء يبرزون قضايا شائكة لحرية التعبير في تونس
مدريد- أكد خبراء وصحفيون ونشطاء في حقوق الإنسان خلال مناظرة عبر الانترنت نظمتها مؤسسة “سكاي لاين” الدولية، أن تونس لا تزال في مرحلة التحول لحرية التعبير وتحتاج إلى حل العديد من القضايا الشائكة في البلاد لتعزيز الحريات العامة.
وتناول المشاركون في الندوة التي انعقدت في المقر الرئيسي لمؤسسة سكاي لاين في العاصمة الإسبانية مدريد، ملفات حرية التعبير في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مبرزين ثلاثة قرارات مختلفة عن مستقبل حرية التعبير في تونس بشكل رئيسي.
وأدار المناظرة مدير سكاي لاين دانيال ريفيرا، وضمت كل من ديفيد بيرجيل صحفي وخبير في العلاقات بين إسبانيا وتونس، وكيفين ديجيسوس أستاذ مشارك في العلاقات الدولية في جامعة جونسون آند جونسون ويلز، وكلير بورتر مديرة دراسات النوع الاجتماعي وأستاذة بجامعة ميامي، ومنصور عيوني محلل سياسي وخبير في التقنيات الجديدة، وعبد السلام زبيد صحفي تونسي ومستشار سياسي سابق في البرلمان.
ودار النقاش الذي استمر لمدة ساعتين حول تقدم دولة تونس في مجال حرية التعبير في ظل مرور عشرة أعوام تقريبا على ثورة الياسمين (الثورة التونسية ضد نظام زين العابدين بن علي) وهو ما شكل بداية الربيع العربي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وركزت المناظرة بشكل رئيس على مدى تقدم ومستقبل حرية التعبير في تونس من خلال مداخلات تبحث مجموعة من القضايا المتعلقة بحرية التعبير وحقوق الإنسان.
وأجمع المشاركون أن تونس مرت بتحول كبير خلال هذه السنوات العشر، حيث نجد الآن العديد من المنشورات والقنوات التلفزيونية والإذاعية بسبب مناخ الحرية الذي ساد منذ أن تحقق هذا التحول، كما أصبح بإمكان التونسيين الآن التحدث والالتقاء بحرية بعد أن ولت سنوات القمع والسيطرة على وسائل الإعلام.
وأبرز المشاركون نقاط الضعف التي تعيشها تونس وأبرزها ملفات التعافي الاقتصادي البطيء، ومعدلات البطالة العالية في صفوف الشباب، وتأثير جماعات الضغط المالية القوية، والتدخلات الخارجية، أو الميول الجهادية الراديكالية. حيث أنها مشاكل يجب معالجتها بجدية شديدة لأنها تعمل على إعاقة تطور حرية التعبير.
كما تم التطرق إلى موضوعات مثل وضع المرأة في المجتمع التونسي، ودور التقنيات الجديدة والإنترنت.
وأجمع المشاركون في المناظرة على أن تونس تمر بلحظة تحول حاسمة في تاريخها، ولا زال يتعين على الديمقراطية التونسية حديثة العهد أن تواجه العديد من التحديات لترسيخ نفسها كنظام مستقر ومتكافئ للمستقبل، فيما يمكن اعتبار الدستور والتشريع الجديد الذي ينظم وسائل الإعلام بمثابة خطوات تسير في الاتجاه الصحيح.
ومع ذلك، أكد المتحدثون أن تونس اكتسبت خبرة في السنوات الأخيرة لكن الأمر الآن متروك للطبقة السياسية لاتخاذ الإجراءات اللازمة مع مراعاة مصلحة جميع التونسيين.
وأشاروا إلى أنه ربما لا يزال من السابق لأوانه اعتبار تونس نموذجًا ديمقراطيًا قابلًا للتكيف مع دول أخرى في المنطقة، حيث أن تونس لا تزال في مرحلة التحول، وهناك العديد من القضايا التي يتعين حلها. وفي نهاية النقاش اتفق معظم المشاركين على أن التجربة التونسية ذات قيمة كبيرة ويمكن أن تصبح نموذجًا لإلهام الديمقراطيات الناشئة الأخرى في المنطقة.
اقرأ أيضاً: مجلس التعاون الخليجي: القوانين المعيبة تزيد من قمع حرية التعبير