في الجمعية العامة: وزير الخارجية الفلسطيني يدعو لتوفير حماية للشعب الأعزل والمندوب الإسرائيلي يرفض الضغوطات
دعا وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، إلى اتخاذ تدابير عملية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
أما مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، فأكد على بذل الجهود لتجنب إصابة المدنيين محملا حماس المسؤولية أيضا عن الوفيات.
جاء ذلك في كلمته أمام الجمعية العامة التي تجتمع اليوم لبحث التطورات في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.
وقال المالكي: “آن الأوان لاتخاذ تدابير عملية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني إلى أن يتمكن من ممارسة حقه في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله على أرضه المحتلة منذ العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وقال مخاطبا المجتمع الدولي إن الحكومة الإسرائيلية الحالية: “لا تؤمن بحل الدولتين وواصلت سياسة الضم والاستيطان في أرضنا المحتلة من أجل تقويضنا، وأصدرت القوانين العنصرية، وعزلت بحصارها قطاع غزة عن باقي أرض الوطن وعن العالم، وخرقت جميع الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية المعقودة معها”.
الوضع الراهن في القدس
وجدد وزير الخارجية تأكيده على أهمية احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم الشريف، والدور الهام للأردن والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في المدينة.
وحث المجتمع الدولي على التمسك بالالتزامات بموجب القانون الدولي، بما في ذلك عدم الاعتراف بالوضع غير القانوني الذي تخلقه سياسات وإجراءات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وقال: “دور العالم ليس أن يكون شاهداً على الجريمة أو أن يكتفي بإدانتها، دوره أن يحول دون تكرارها”.
أكد السيد رياض ضرورة أن تلي الأحداث الحالية عملية سياسية وفقا للمرجعيات الأممية وبرعاية دولية تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل لقضية اللاجئين وفقا للقرار 194.
وقال: “هذا ما أبلغنا الإدارة الأمريكية والرباعية الدولية به بعد رحيل إدارة (الرئيس الأميركي السابق) ترامب ومعها صفقة العار والتي ادعت أن فلسطين لم تعد قضية مركزية وأنها هامشية في وجدان الوطن العربي والعالم الإسلامي وعلى الصعيد العالمي”.
ذكر المالكي أن “العدوان الإسرائيلي المجرم خلف آلاما جديدة لا تنتهي بالهدنة”.
وتساءل: “كيف يتم الاعتراف لقوة الاحتلال بحقها في الدفاع عن نفسها ويُحرم الشعب تحت الاحتلال من هذا الحق؟ كيف يتسابق البعض لإصدار بيانات الإدانة إذا قتل إسرائيلي واحد ويبقى صامتا على إبادة عائلات فلسطينية بأكملها؟”.
وقال مخاطبا الجمعية العامة: “تسألكم إسرائيل ماذا كنتم ستفعلون إن سقطت الصواريخ على مدنكم. وتتناسى أن احتلالها هو أساس العنف ومصدره. وأنا أسألكم ماذا كنتم ستفعلون إذا احتُلت أرضكم وشُرد شعبكم وحوصر وقُتل واعتُقل واضطهد؟”.
وأكد أن من يريد السلام فعليه أن ينتصر للأطفال الذين فقدوا آبائهم بسبب القصف، والسكان المهددين بالإخلاء.
حمّل غلعاد إردان، مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، حماس مسؤولية تدهور الأوضاع، قائلا إنها لجأت للتصعيد بعد إرجاء الانتخابات الفلسطينية.
وعرض إردان صورة لمصلين يجمعون الحجارة في المسجد الأقصى، وقال: “إن عدوان حماس الكبير لا شأن له بالخلاف القانوني في الشيخ جراح أو الوضع في المسجد الأقصى.
في الحقيقة خلال رمضان وعلى مدار العام وككل عام يصلي مئات الآلاف من المسلمين بشكل سلمي في المسجد الأقصى، واضطرت الشرطة الإسرائيلية للدخول إلى المسجد الأقصى بعد أن شجعت حماس متطرفين فلسطينيين على تخزين أسلحة في الموقع المقدس وتدنيس حرماته عبر تحويله إلى منصة لإطلاق الهجمات على مصلين يهود وعلى رجال الشرطة”.
وقال المندوب الإسرائيلي إنه تم إطلاق أكثر من 4,000 صاروخ على المدن الإسرائيلية على مدار الأيام 11 الماضية، مضيفا أن المدنيين الإسرائيليين يهرعون الآن بحثا عن الملجأ من صواريخ حماس العشوائية.
وقال: “دعوني أسألكم سؤالا: ماذا كنت ستفعلون لو كنتم أنتم، والمدنيون في بلدانكم، تحت النار؟ إذا كانت أسرتكم تهرع للملاجئ؟ كيف تريدون للمجتمع الدولي أن يستجيب؟ هل كنتم ستردون بطريقة مختلفة إذا أطلق جهاديون إرهابيون آلاف الصواريخ على إسطنبول أو طرابلس؟ فكروا بالأمر”.
وانتقد المندوب الإسرائيلي الجمعية العامة، واصفا إياها بالمنافقة. وقال: “نقاش اليوم يجب أن يكون حول من يتخذ إجراءات لدعم قيم ميثاق الأمم المتحدة ومن يتخذ خطوات لتجاهل قيم ميثاق حماس. من يقف على جانب التطرف والكراهية، ومن يقف على جانب الاعتدال والحوار”.
وأضاف: “إنه لأمر شائن أنكم لم تفشلوا فحسب في وصف حماس بأنها منظمة إرهابية، ولكنكم أيضا ترفضون المطالبة بعودة أبنائنا إلى أسرهم”.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة عادة ما تعمل ببطء، فقد استغرق عقد نقاش حول الحرب ضد كـوفيد-19 والتي توفي بسببها الملايين حول العالم أشهرا عديدة، ولكن عندما يتعلق الأمر بنقاش للضغط على إسرائيل تم عقد الجلسة بعد 11 يوما فقط.
وأضاف: “تتسم مثل هذه النقاشات في الجمعية العامة دائما بالخداع والكذب. دعوني أشاطركم حقائق بسيطة ولكن مهمة. حماس تستهدف المدنيين وإسرائيل تستهدف الإرهابيين.. إسرائيل تستخدم صواريخها لحماية أطفالها، وحماس تستخدم أطفالها لحماية صواريخها”. ووصف إردان صواريخ إسرائيل بالدقيقة والجراحية مع تجنب إصابة المدنيين.
اقرأ أيضاً: الدول العربية تحذر من تآكل حل الدولتين والجنوح نحو قيام نظام فصل عنصري في الشرق الأوسط