في أعقاب انفجار بيروت.. الأولوية هي للاحتياجات الصحية للنساء والفتيات المتضررات
أدّى انفجار مرفأ بيروت إلى نزوح حوالي 150 ألف امرأة، بينهنّ 84 ألف سيّدة وفتاة في عمر الإنجاب. وبعد مرور أكثر من شهر على الانفجار المدمّر، أصبحت حالة من عدم اليقين تحيط بحياة هؤلاء النساء والفتيات.
وبعد مرور أكثر من شهر على انفجار بيروت، تغيّرت الاحتياجات الأساسية للنساء والفتيات المتضررات. بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، كانت الاهتمامات في البداية هي الوصول الآمن إلى الرعاية الصحية والغذاء والمأوى. والآن، وبعد أن استقرت الكثيرات منهنّ في منازلهن أو في ملاجئ مؤقتة، باتت مخاوفهن تتعلق في الوصول إلى الخدمات الطبية والحصول على الأدوية والمستلزمات الصحية الأخرى، بما في ذلك معدات النظافة الشخصية.
في أغلب الأحيان، تصبح احتياجات النساء والفتيات في أوقات المصاعب الاقتصادية والأمنية آخر ما يمكن تلبيته.
ومن أجل الاستجابة للاحتياجات الصحية الحرجة، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع 12 شريكا في الميدان لتوزيع حزمات كرامة تحتوي على الفوط الصحية والصابون وفرشاة ومعجون الأسنان ومناشف الحمّام. وتساعد هذه المواد النساء والفتيات في الحفاظ على نظافتهن الشخصية والحفاظ على كرامتهنّ حتى وسط الدمار والتشرّد.
حياة مرعي، سيّدة وأم لثلاثة فتيات يافعات، تضررت هي وأسرتها بسبب الانفجار، وقالت: “مثلما أريد إطعام بناتي، أود أيضا أن تتوفر لهن أيضا هذه الأشياء الصحية الأساسية”.
وتعيد هذه المستلزمات الصحية ثقة المرأة بنفسها وتحافظ على صحتها وتضمن قدرتها على التنقل والمشاركة المجتمعية والقيام بدورها في البيت والأسرة.
يأتي انفجار بيروت ولبنان يعاني من جائحة كـوفيد-19، وأزمة اقتصادية خانقة. وقد أدّى ذلك لفقدان الوظائف مما قلّص بشكل كبير القدرة الشرائية. تقول لينا مروة، وهي أيضا أمّ لثلاثة فتيات يافعات: “مرّ وقت كانت فيه بناتي يستخدمن الأقمشة بدلا من الفوط الصحية”.
وكان شركاء صندوق الأمم المتحدة للسكان يجوبون المناطق المتضررة من الانفجار أثناء توزيعهم حزمات الكرامة، ويتحدثون مع النساء والفتيات حول ظروفهن.
وتتحدث مديرة جمعية الميثاق، ريما الحسيني، عن الجهود المبذولة، وتقول: “تبعث ردة فعل الشابات والفتيات اللواتي يتلقين هذه المساعدات على الارتياح ولا يمكن للصورة التعبير عنه“، وتضيف أن لفت الانتباه إلى منازلهن المتضررة والتأكيد للنساء والفتيات أن كرامتهن وسلامتهن واحتياجاتهن الشخصية تهم العالم في هذه الأوقات الصعبة “هو أقل ما يمكننا فعله.”
من المعروف أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يزداد في الأوضاع الإنسانية وفي أوقات الضغط الاقتصادي. وفي خضّم الجائحة، أبلغت العديد من البلدان عن زيادة العنف ضد المرأة، وتزايد الطلب على خدمات الدعم.
ويرى صندوق الأمم المتحدة للسكان أن توزيع حقائب الكرامة هو أيضا فرصة لمعالجة أزمة أخرى، وهي مشكلة العنف القائم على النوع الاجتماعي، والاستماع لشواغل النساء والتطرق لحقوقهن الجنسية والإنجابية، بما في ذلك الفتيات والنساء ذوات الإعاقة.
وأوضحت فيليسا جونز، منسقة الشؤون الإنسانية في صندوق الأمم المتحدة للسكان: “من المهم جدًا أن نتذكر أن مجموعات حقائب الكرامة مفيدة للنساء والفتيات، ليس فقط لاحتوائها على منتجات النظافة الصحية للحيض والصابون وغيرها من المحتويات، ولكن أيضا كوسيلة للوصول إلى النساء والفتيات برسائل رئيسية حول الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي ومنع الاستغلال والاعتداء الجنسيين والخدمات والمعلومات”.
وتحتوي حقائب الكرامة على معلومات تفيد في ربط الناجيات بالمساعدة. ويتم أيضا تدريب الأشخاص الذين يقومون بتوزيع الحزمات على توفير هذه المعلومات.
يقدّر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن ما يقرب من 12 ألفا من ذوي الإعاقة قد تضرروا بسبب الانفجار. ويتم تضمين حقائب الكرامة في خدمات المساعدة الملحة التي يتم توزيعها على النساء والفتيات ذوات الإعاقة من قبل جمعيات عكارنا والمقاصد بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وأضافت جونز تقول: “يصبح هذا الأمر أكثر أهمية عندما نتواصل مع الفئات الأكثر استضعافا بيننا، بما في ذلك النساء والفتيات ذوات الإعاقة اللواتي لا يستطعن في كثير من الأحيان الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية أو العنف القائم على النوع الاجتماعي والمعلومات التي يحتجنها لعيش حياة صحية بكرامة”.
من جانبها، قالت غابي فريدي، من المجلس اللبناني لمقاومة العنف ضد المرأة: “قد يكون من الصعب في بعض الأحيان القدرة على شراء هذه المنتجات، ونحن نرى أن لكل شخص الحق في الشعور بالانتعاش والنظافة والراحة”.
اقرأ أيضاً: لبنان: وحده التحقيق الدولي يضع ضحايا انفجار بيروت على طريق العدالة