فيفا ووتش تنتقد سعي شركة إماراتية للاستحواذ على نادي إنجليزي وتعتبره خبرا سيئا لكرة القدم
زيورخ- انتقدت منظمة مراقبة أخلاقيات ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) “فيفا ووتش”، مساعي شركة إماراتية للاستحواذ على نادي ديربي كاونتي المنافس في الدرجة الأولى للدوري الإنجليزي، واعتبرته خبرا سيئا لكرة القدم.
وأعربت فيفا ووتش التي تتخذ من زيورخ مقرا لها، عن بالغ قلقها من محاولة دولة الإمارات العربية المتحدة استغلال نادي إنجليزي ثاني في التبييض الرياضي للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات غسيل الأموال.
وتحاول شركة (ديرفنتيو هولدينجز) المحدودة الإماراتية المملوكة لخالد بن زايد بن صقر آل نهيان الاستحواذ على نادي ديربي كاونتي. ويعد بن صقر واحدا من الأذرع الاقتصادية للنظام الإماراتي وواجهة للاستحواذ على الاستثمارات الخارجية.
كما أن الشيخ خالد هو أبن عم الشيخ منصور نائب رئيس الوزراء الإماراتي، وعضو في العائلة المالكة في أبو ظبي، وصاحب مدينة مانشستر سيتي. وتواجه الإمارات بانتظام انتقادات لسجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان وصلاتها المزعومة بتمويل الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأكدت فيفا ووتش أن شراء نادي ديربي كاونتي هو بالتأكيد خبر سار لمشجعيه لأنه سيؤدي إلى مزيد من الاستثمار في النادي، لكنه لا يعد خبرا جيدا بالنسبة لكرة القدم، ويرسل رسالة مفادها أن الدوري الإنجليزي لكرة القدم يهتم بالمال أكثر من استخدام شرف ملكية النادي كأداة لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها.
وأشارت فيفا ووتش إلى أنها خاطبت إدارة الدوري الممتاز واتحاد كرة القدم الإنجليزي حول الاختبار المناسب والملائم الذي نشعر أنه مناسب وبحاجة ماسة إلى الإصلاح.
ونبهت المنظمة إلى أنه على الرغم من إعلان الإمارات قبل يومين عن إصلاحات لبعض السياسات الاجتماعية وتعديل قوانين للحد من العنف ضد النساء، فإنه لا تزال هناك تحديات كبيرة تشمل معاملة المثليين، والصلات بتمويل الإرهاب والجريمة وانعدام الحريات الديمقراطية والحريات العامة.
وتأتي محاولة الإمارات الاستحواذ على نادي ديربي كاونتي بعد أسبوع من نشر دراسة أجرتها فيفا ووتش أظهرت أن مانشستر ستي المملوك لأبوظبي يحتل على خلفية ارتباطه بدولة الإمارات -التي ترتكب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان- المرتبة الأخيرة في قائمة أخلاقيات الرياضة، فيما احتل نادي فولهام المرتبة الأولى في القائمة.
وجرت الدراسة بالتعاون مع إحدى الجامعات البريطانية، وتضمنت قياس أداء الفرق العشرين المنافسين حاليا في الدوري الإنجليزي الممتاز وفق 12 معيارًا أخلاقيًا بينها احترام حقوق الانسان والمرأة والبيئة والتهرب الضريبي والحقوق السياسة.
وبرز نادي فولهام باعتباره الجانب الأكثر أخلاقية في الدوري برصيد 115 نقطة، وهو أفضل بنقطة واحدة من نادي أستون فيلا، الذي فقد علامة واحدة بناء على الروابط التاريخية للمالك المشارك “ويس إيدنز” مع مقرض الرهن العقاري الأمريكي Nationstar.
وصنفت الأندية في القائمة مقابل سلسلة من المقاييس الأخلاقية بما في ذلك الملكية والجهات الراعية وممارسات التوظيف ومشاركة المعجبين، بالإضافة إلى وضعهم الضريبي.
ووجدت الدراسة أن معظم الأندية كانت “تدار بشكل جيد ولها حضور قوي في مجتمعها المحلي، فيما أشارت إلى أن الدوري الممتاز الإنجليزي لا يزال خاليًا من تمثيل المشجعين على مستوى مجلس الإدارة.
وقارنت الدراسة بين الفرق العشرين في الدوري الإنجليزي الممتاز وفق 12 معيارا أخلاقيا، بحيث منحت إحدى عشرة فئة درجة من 10، فيما تناولت الدراسة التأثير على البيئة، وصنفت أوراق الاعتماد الخضراء للنادي من 25 درجة.
وسبق أن تعرض نادي مانشستر سيتي قبل أشهر إلى عقوبات كبيرة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد إدانته بارتكاب مخالفات خطيرة لقواعد اللعب المالي النظيف، والمبالغة في تضخيم إيرادات الرعاية في الفترة من 2012 إلى 2016.
وتعود ملكية نادي مانشستر سيتي إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان منذ عام 2008، وعلى خلفية ذلك يعاني النادي الإنجليزي من سجل سيء في حقوق المرأة والحقوق الدينية والسياسية، فضلاً عن خسارة نقاط في فئة البيئة لرعايته من قبل شركة طيران الاتحاد.
وقالت آنا دي باتشي المتحدثة باسم فيفا ووتش: “نأمل أن تحفز جدول الدوري الأخلاقي هذا النقاش والمناقشة حول كيفية إدارة أندية الدرجة الأولى في إنجلترا”.
وأضافت “كما حددنا بوضوح، هناك بعض المشكلات حول أقلية صغيرة من الأندية، وهذا هو السبب في أننا ندعو الدوري الإنجليزي الممتاز إلى مراجعة وتقوية اختباره الملائم والسليم بشكل عاجل إلى جانب زيادة تمثيل الجماهير على جميع مستويات اللعبة”.