فشل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في تحقيق اتفاق قوي وتعهدات فعالة

فشل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) الذي استضافته الإمارات العربية المتحدة في إحداث تأثير فعال في مكافحة تغير المناخ وتحقيق اتفاقات قوية وملزمة. تمت ملاحظة استمرار الإمارات في دعم قطاع الوقود الأحفوري، مما أعاد التساؤل حول خطأ الأمم المتحدة في منح الدول ذات سجل سيء في حقوق الإنسان الفرصة لتحسين سمعتها من خلال استضافة هذا المؤتمر. يعكس مؤتمر COP28 كيفية استغلال دولة ترتكب انتهاكات حقوق الإنسان وتقييد الحريات وتكميم المجتمع المدني والمعارضة السياسية للأحداث العالمية لتلميع صورتها.

 

استمرار الجدل والتوتر سببه الاتفاق الضعيف الذي تم التوصل إليه في المؤتمر، حيث واجهت المسودة انتقادات حادة وتجاوزات عديدة من الدول المشاركة. تم حذف عبارات تشير إلى إمكانية التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، وهو مسؤول عن ثلاثة أرباع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقد واجهت المسودة رفضًا شديدًا من قبل الدول الكبرى، مثل الكويت والعراق والسعودية، التي تعتبر أكبر منتجين للنفط في العالم.

 

كان هناك نقاش مستمر لمدة أسبوعين بين النشطاء والدول المعرضة للخطر من تغير المناخ والدول الكبرى. أدى عدم تضمين البيان الختامي للمؤتمر تعهدًا بالاستغناء عن النفط والغاز والفحم إلى غضب المجتمع المدني والمنظمات البيئية. طالب أكثر من مئة دولة بتضمين هذا التعهد، لكن الدول الكبرى رفضت ذلك.

 

بينما كان المشاركون في الجلسة العامة يصفقون داخل القاعة، أعرب المجتمع المدني والنشطاء في مجال المناخ عن عدم رضاهم تجاه نتائج المحادثات. لم تلتزم الدول الغنية بمسؤولياتها المالية، وتركت الدول النامية بدون ضمانات كافية للتحول إلى الطاقة المتجددة.

 

هارجيت سينغ، رئيس الاستراتيجية السياسية العالمية في شبكة العمل المناخي الدولية، انتقد القرار النهائي بالقول: “فشلت COP28 في تحقيق التقدم اللازم في مكافحة تغير المناخ. لقد شهدنا تمرير مسودة ضعيفة تخدم مصالح الدول المنتجة للوقود الأحفوري على حساب مستقبل كوكبنا والأجيال القادمة. يجب على الدول الكبرى أن تتحمل مسؤولياتها وتتعهد بالتخلي عن الوقود الأحفوري والاستثمار في الطاقة المتجددة.”

قد يعجبك ايضا