تفاقم أزمة نقص المياه النظيفة في غزة يثير قلقًا بشأن انتشار الأمراض
في غضون أكثر من شهر من الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة، تتفاقم المخاوف بشأن الانعدام الحاد للمياه النظيفة وتأثيره على الصحة العامة. يواجه سكان غزة تحديات جسيمة بسبب القطع المأساوي للمياه والكهرباء والوقود، إضافة إلى قلة السماح بدخول الغذاء والمياه والإمدادات الطبية. ومع تفاقم هذه الأزمة، ينبه خبراء الصحة العامة إلى المخاطر المتزايدة لانتشار الأمراض المعدية، بما في ذلك الكوليرا والتيفوئيد.
تم إغلاق أنابيب المياه التي تمد غزة بالمياه في السابق، وعلى الرغم من استئناف ضخ المياه إلى بعض المناطق الجنوبية، إلا أن الكميات المحدودة المتاحة غير قادرة على تلبية احتياجات السكان بشكل كافٍ. تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 96% من موارد المياه في غزة غير صالحة للاستهلاك البشري. وتعاني شبكات المياه الصرف الصحي ومنشآت تحلية مياه البحر من تعطل مستمر بسبب نقص الوقود والكهرباء منذ منتصف أكتوبر.
هذا النقص المستمر في المياه وتلوثها يؤثر بشكل كبير على الخدمات الصحية العامة ويزيد من خطر انتشار الأمراض. من المعروف أن المرافق الصحية لا تستطيع العمل بفاعلية بدون توفر مياه نظيفة. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، فإن الأضرار الناجمة عن تلف شبكات المياه والصرف الصحي تؤدي إلى عدم القدرة على اتخاذ التدابير الأساسية للوقاية ومكافحة العدوى. ويزيد استهلاك المياه الملوثة من خطر الإصابة بالأمراض البكتيرية، خاصة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات. تشهد المستشفيات في غزة ارتفاعًا حادًا في حالات الإسهال، وتنذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة بتزايد عدد الوفيات إذا استمر الأطفال في استهلاك المياه غير الآمنة وعدم توفر الرعاية الالصحية الكافية.
تتعرض الأمراض المعدية في غزة لزيادة خطيرة في ظل هذه الظروف القاسية. الكوليرا والتيفوئيد هما من الأمراض البكتيرية المعدية الشائعة التي يمكن أن تنتشر بسرعة في غياب مياه الشرب النظيفة. تسبب هذه الأمراض الإسهال الحاد والتقيؤ والحمى الشديدة، وتؤدي في الحالات الحادة إلى فقدان السوائل الحاد والتسبب في الوفاة. الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض والمضاعفات الناجمة عنها.
تضطر العائلات في غزة إلى الاعتماد على مصادر غير آمنة للمياه لتلبية احتياجاتها الأساسية، مثل الآبار الملوثة والمياه المتجمعة في الشوارع. وهذا يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض ويزيد من حدة الأزمة الصحية.
تطالب المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لتوفير مياه نظيفة وإصلاح وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي في غزة. يجب أن تتحرك الأطراف المعنية للتخفيف من حصار غزة وتوفير الإمدادات الضرورية للسكان، بما في ذلك المياه النظيفة والمواد الطبية والإمدادات الغذائية. كما ينبغي تعزيز الجهود الدولية للوصول إلى حل سياسي دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، من أجل ضمان حقوق الإنسان الأساسية والصحة العامة لسكان غزة.