على”الاتحاد الأوروبي” والدول المضيفة الأخرى تسهيل زيارات العودة الاستطلاعية للسوريين
يراقب ملايين السوريين في الشتات عن كثب التطورات المبهجة والمضطربة في وطنهم الأم.
مع تفشي المعلومات المضللة ونشرها عمدا، يعيش السوريون في الخارج، بمن فيهم طالبو اللجوء واللاجئون، صراعا حيال اتخاذ قرار العودة الدائمة إلى بلد مزقته الحرب لأكثر من 12 عاما وبدأ للتو فترة انتقالية غير مؤكدة وهشة.
جاهد السوريون لسنوات لنيل وضع الحماية المؤقتة أو اللجوء في البلدان المجاورة وبلدان “الاتحاد الأوروبي”، بينما يعانون في الوقت ذاته من ازدياد المشاعر المعادية للاجئين والتهديدات المستمرة بالترحيل.
تمتد حالة عدم اليقين هذه إلى النخب السياسية والمهنية السورية المقيمة في المنفى والتي ستكون خبرتها وتجربتها أساسية لنقل البلاد نحو مستقبل ديمقراطي يسوده احترام الحقوق والازدهار. كم هم الذين سيخاطرون بالعودة للمشاركة في النقاشات الانتقالية إذا كان ذلك يعني خسارة وضعهم القانوني، وحتى سبل عيشهم، في البلدان المضيفة؟
يمكن للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المضيفة الأخرى للاجئين المساعدة في معالجة هذه المشكلة من خلال السماح للسوريين بإجراء زيارات “استطلاعية” إلى سوريا دون أن يخسروا وضعهم القانوني. وهو ما سيمنحهم القدرة على تقييم الظروف المعيشية بشكل مباشر واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن عودتهم المحتملة دون المساس بوضعهم القانوني في البلدان المضيفة.
بدأت تركيا بتنفيذ نسخة من هذا النهج، إذ سمحت لشخص بالغ واحد من كل أسرة سورية، بزيارة سوريا والعودة حتى ثلاث مرات في غضون ستة أشهر “للاستعداد للعودة”، مع الاحتفاظ بوضع الحماية. لكن مع استثناء الرجال العازبين وحرمان بعض السوريين من الدخول مجددا، يبقى أن نرى التنفيذ العملي لهذا المخطط.
يواجه السوريون الآن لحظة استثنائية يمكنهم فيها انتشال سوريا من ماضيها الوحشي وصوغ مستقبل أساسه الكرامة والحقوق. تتطلب هذه المهمة الضخمة دعما دوليا. إحدى الطرق التي يمكن فيها للاتحاد الأوروبي لعب دور حيوي هي تخفيف الضغوط عن السوريين الذين يتخذون قرارات بشأن نقل أسرهم بدون معلومات كافية، وهي قرارات قد تغير حياتهم. تمكين السوريين من القيام بزيارات استطلاعية سيساعدهم على اتخاذ قرارات مستدامة ومستنيرة، ما يضع الأساس لمستقبل أفضل لبلدهم وشعبه.