عشر حقائق عن اليمن: صراع ومجاعة وأرواح على المحك
يشرف اليمن على مجاعة واسعة النطاق تهدد أرواح الملايين، إلا أن تمويل جهود الإغاثة المنقذة للحياة غير كاف. ويشرف عشرات آلاف اليمنيين على الموت جوعا في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ولكن شُح الموارد يجعل وكالات الإغاثة غير قادرة على الوفاء بالاحتياجات وإنقاذ الأرواح.
تعقد الأمم المتحدة في الأول من آذار/مارس مؤتمرا رفيع المستوى لإعلان التعهدات للاستجابة الإنسانية في اليمن. المؤتمر، الذي تشارك في تنظيمه سويسرا والسويد، يهدف إلى رفع الوعي بشأن التدهور السريع للوضع الإنساني في اليمن ولتشجيع المانحين على التعهد بسخاء لدعم العمليات الإنسانية المنقذة للحياة.
مع دخول الصراع عامه السابع، يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم. تشير أحدث التقديرات إلى أن نحو 50 ألف شخص يعيشون حاليا في ظروف تشبه المجاعة. يشتد الجوع في المناطق المتضررة من الصراع.
يحتاج ما يقرب من 21 مليون شخص، أي أكثر من 66% من إجمالي عدد السكان، إلى مساعدات إنسانية وحماية. من المتوقع أن يصل عدد الجوعى في اليمن إلى 16 مليون شخص هذا العام.
وبالفعل يشارف ما يقرب من 50 ألف شخص على الموت جوعا مع عودة ظهور أوضاع تشبه المجاعة في بعض مناطق اليمن للمرة الأولى منذ عامين.
ولا يفصل 5 ملايين شخص آخر عن المجاعة سوى خطوة واحدة.يُتوقع أن يعاني حوالي 2.3 مليون طفل تحت سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الوخيم خلال العام الحالي. من بين هؤلاء الأطفال، 400 ألف طفل قد يموتون إذا لم يتلقوا العلاج بصورة عاجلة.
هذه الأرقام تشير إلى أعلى معدلات لسوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن منذ تصاعد الصراع عام 2015.تم التأكد رسميا من أكثر من 2100 حالة إصابة بمرض فيروس الكورونا (كـوفيد-19) نجم عنها 617 وفاة، ولكن الأعداد الحقيقية أكبر بكثير وما زال الفيروس ينتشر في اليمن.
وقد تأثرت الاستجابة للجائحة في اليمن بمحدودية أدوات الاختبار ومراكز الرعاية الصحية والنقص الحاد في الإمدادات الطبية ومعدات الوقاية والحماية الشخصية.
لم يواجه اليمن وضعا مشابها لما يشهده الآن من أزمة اقتصادية حادة وانخفاض في التحويلات المالية من الخارج وتراجع دعم المانحين للمساعدات الإنسانية، كل ذلك فيما تلوح المجاعة واسعة النطاق في الأفق.
انهارت قيمة العملة اليمنية مما أدى إلى عدم توفر الغذاء والسلع الأساسية، التي يستورد اليمن الغالبية العظمى من احتياجاته منها. ومع زيادة سعر الوقود وتكاليف النقل، لا يستطيع الكثيرون التوجه إلى المستشفيات والعيادات للحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها.
وتُضطر وكالات الإغاثة إلى خفض المساعدات لعدم قدرتها على الوصول إلى المجتمعات المستهدفة.تشمل برامج الإغاثة الإنسانية مساعدات منقذة للحياة توفر الغذاء والماء والرعاية الصحية.
كانت تلك المساعدات تصل إلى حوالي 14 مليون شخص كل شهر، ولكن العدد تراجع إلى حوالي عشرة ملايين فقط. عدم توفر التمويل الكافي للاستجابة الإنسانية في اليمن الآن يعد عقوبة بالإعدام على ملايين الأسر.
على الرغم من محدودية الموارد وبيئة العمل الصعبة، تواصل وكالات الإغاثة تنفيذ برامج واسعة النطاق في اليمن، فيما تأمل في أن تتمكن من الوصول بالمساعدة المنقذة للحياة إلى أعداد أكبر من المحتاجين في جميع أنحاء اليمن.
إلا أن التمويل يقف عائقا أمام ذلك.بالتمويل الكافي تتمكن وكالات الإغاثة من إنقاذ الأرواح وتغيير حياة الناس. عام 2018، قام العاملون في المجال الإنساني بتنفيذ إحدى أكبر وأسرع عمليات المساعدة في التاريخ الحديث إذ وصلت إلى ما يقرب من 14 مليون شخص شهريا.
حال ذلك دون وقوع مجاعة واسعة النطاق في اليمن، وتصدى لأسوأ وباء كوليرا يشهده العالم منذ أجيال، ودعم ملايين النازحين.
انخفض تمويل وكالات الإغاثة بشكل حاد العام الماضي، ولم تتلق الاستجابة الإنسانية للاحتياجات في اليمن سوى نصف المبلغ الإجمالي المطلوب لتمويلها والذي قُدر بـ3.4 مليار دولار.
نتيجة ذلك اُضطرت المنظمات الإنسانية إلى إلغاء أو تقليص برامج إغاثة مهمة خلال عام 2020. وإذا لم تتلق الوكالات التمويل اللازم خلال العام الحالي، فستُضطر إلى تقليص البرامج المنقذة للحياة بشكل أكبر.
تحث الأمم المتحدة المانحين على الوفاء بتعهداتهم وزيادة دعمهم لليمن قبل فوات الأوان.
اقرأ أيضاً: البرلمان الأوروبي يتبنى قرارًا ويدعو الاتحاد الأوروبي لمواجهة غياب المساءلة في اليمن