العفو الدولية تصف محاكمة متطوعي الإنقاذ الأسبوع المقبل في اليونان بـ‘الهزلية’
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – جددت منظمة العفو الدولية دعواتها إلى السلطات اليونانية لإسقاط جميع التهم الموجهة إلى عاملي الإنقاذ شون بيندر وسارة مارديني قبيل محاكمة في 10 يناير/كانون الثاني.
شون هو غواص إنقاذ مدرّب، وسارة، لاجئة وناشطة سورية ألهمت قصتها فيلم منصة نتفليكس “السباحتان”.
هؤلاء العاملين يواجهان المحاكمة مع 22 آخرين من منظمة البحث والإنقاذ غير الحكومية التي تطوعا لها. إنهما يواجهان تهمًا جائرة لا أساس لها لمجرد مساعدة اللاجئين والمهاجرين المعرضين لخطر الغرق في البحر.
وقال شون بيندر: “إذا كان من الممكن أن أُجرَّم لأنني لم أفعل عمومًا أي شيء يُذكر سوى توزيع زجاجات المياه، والابتسامات، فعندئذ يمكن أن يحدث ذلك لأي شخص أيضًا”.
وأضاف بيندر بقوله: “هذه المحاكمة لا تتعلق بي ولا بسارة، أو حتى بالمتهمين الـ 22 الآخرين، ولكنها تدور حول محاولة السلطات اليونانية لسحق التعاطف، ومنع الناس من البحث عن الأمان. ولكنني على ثقة من أن العدالة سوف تسود وأننا سنكون قادرين على المضي قدمًا في حياتنا”.
وقال نيلز موزنيكس، مدير المكتب الإقليمي لأوروبا في منظمة العفو الدولية: “قامت سارة وشون بما يجب أن يفعله أي منا إذا كنا مكانهما”.
وأضاف موزنيكس: “فمساعدة الأشخاص المعرضين لخطر الغرق في أحد أكثر الطرق البحرية فتكًا في أوروبا، ومساعدتهم على الشاطئ ليستا جريمتين”.
وأردف قائلاً: “وتكشف هذه المحاكمة كيف ستبذل السلطات اليونانية قصارى جهدها لردع الأشخاص عن تقديم المساعدات الإنسانية، وثني المهاجرين واللاجئين عن البحث عن الأمن والأمان على شواطئ البلاد، وهو ما نراه في عدد من البلدان الأوروبية”.
وأكد موزنيكس بقوله: “إنه لأمر هزلي أن تجري هذه المحاكمة أصلًا. يجب إسقاط جميع التهم الموجهة إلى الأشخاص الذين يعملون على إنقاذ الناس، دون تأخير”.
في أعقاب إلقاء القبض على سارة وشون في أغسطس/آب 2018، قضيا أكثر من 100 يوم في السجن قبل إطلاق سراحهما بكفالة.
وتتعلق المحاكمة القادمة بتهم جنح، بما في ذلك التجسس والتزوير، التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى ثمانية أعوام في السجن.
كما أنهما يواجهان تحقيقًا آخرًا جاريًا بشأن تهم لا أساس لها وهي تهريب الأشخاص، والاحتيال، والانتماء إلى منظمة إجرامية.
وأضيف لتهمهم غسيل الأموال، التي تصل عقوبتها القصوى إلى 20 عامًا. ويجري التحقيق الآن منذ ما يزيد عن أربعة أعوام، وخلال هذه الفترة كانت حياتهما متوقفة.
وصلت سارة، إلى ليسفوس كلاجئة في عام 2015. وبعد تعطُل محرك القارب الذي كانت تسافر على متنه، أنقذت سارة، وشقيقتها يسرى، 18 راكبًا على متن القارب نفسه، بسحب القارب الغارق إلى بر الأمان.
وقامت يسرى بعد ذلك بالسباحة ضمن فريق اللاجئين في دورة الألعاب الأوليمبية. وقد ألهمت قصة الأختين فيلم منصة نتفليكس “السباحتان”.
عادت سارة إلى اليونان في عام 2016 وتطوعت بعد ذلك في منظمة يونانية للبحث والإنقاذ، حيث التقت بشون. وهي تعيش وتدرس الآن في برلين.
شون بيندر، مواطن من أصل ألماني نشأ في أيرلندا، وهو غواص إنقاذ معتمد قضى وقتًا في إنقاذ المهاجرين واللاجئين من البحر في ليسفوس، باليونان، إحدى نقاط الدخول الرئيسية إلى أوروبا. ويعمل حاليًا في لندن.
ومن المقرر عقد المحاكمة في محكمة استئناف شمال بحر إيجة، في ليسفوس، في 10 يناير /كانون الثاني.
وذلك بعد أن أُرجِئَت سابقًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لأسباب إجرائية. ومن المتوقع أن تستغرق المحاكمة أسابيع، أو ربما شهور حتى تنتهي.