الأمم المتحدة تدعو إلى مكافحة العنصرية بالتعليم
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أحيت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، في فعالية ركزت على أهمية التعليم باعتباره أقوى سلاح لمحاربة العنصرية.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن مشروع الاستعباد الشرير استمر لأكثر من 400 عام، وكان يمثل أكبر حركة هجرة قسرية في تاريخ البشرية.
وأضاف في فعالية الجمعية العامة التي عقدت أمس: “ملايين الأطفال والنساء والرجال الأفارقة اختطفوا وتم الاتجار بهم عبر المحيط الأطلسي”.
وتابع: “انترعوا من أسرهم وديارهم، لتتمزق مجتمعاتهم ويتم تحويل أجسادهم إلى سلعة وحرمانهم من إنسانيتهم”.
وقال الأمين العام إن إرث تجارة الرقيق عبر الأطلسي ما زال باديا حتى يومنا هذا. وأشار إلى الصلة المباشرة بين حقبة الاستغلال الاستعماري وانعدام المساواة الاجتماعية والاقتصادية في العصر الحالي.
وذكر أن ندوب العبودية ما زالت بادية في التفاوت المستمر في الثروات والدخل والصحة والتعليم والفرص.
وقال إن الخطاب العنصري الذي اُستخدم في الماضي لتبرير تجارة الرقيق غير الإنسانية، تشابه ما يُستخدم في خطاب الكراهية الذي يعود للظهور من المنادين بتفوق العنصر الأبيض.
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي وصف تجارة الرقيق، في افتتاح الفعالية، بأنها أحد أبشع الجرائم ضد البشرية.
وقال: “إنها جريمة اُرتكبت على مدى أكثر من 400 عام، وأدت إلى ترحيل أكثر من 15 مليون رجل وامرأة وطفل. جريمة اُرتكبت تحت أعين القانون، بل وفي أغلب الأوقات بدعم من قانون ذلك العصر”.
تايلور كاسيدي، ناشطة شابة أمريكية من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، تحدثت أمام الجمعية العامة قائلة: “أتذكر أنني كنت أبحث في كتاب التاريخ المدرسي عن أي من القصص التي كانت تحكيها لي أمي وجدتي، ولكنني لم أجد سوى صفحة واحدة عن العبودية في أمريكا”.
وقالت إن هذه الصفحة وصفت تاريخا امتد لأربعمئة عام من الصدمات والمعاناة لضحايا مجهولي الهوية بدا وكأنهم كانوا هامشا مختصرا لتاريخ بلدها والعالم.
الناشطة البرازيلية جميلة ريبيرو تحدثت في الفعالية عن الحاجة للسياسات العامة والتعليم في هذا الشأن. وقالت إن “التعليم يقوم بدور أساسي في خلق الفرص وتوسيع نظرتنا للعالم”.
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي قال إن التعليم كفيل بعدم تكرار مآسي الماضي: “من خلال التعليم يمكننا دحض أي محاولة لتغيير الحقائق المثبتة. عبر التعليم يمكننا رفع الوعي بالمخاطر الناجمة عن المفاهيم الخاطئة للاعتقاد بالتفوق العنصري، سواء في الماضي أو الحاضر”.
وأضاف: “عبر التعليم يمكننا ضمان أن أحدا لن يمر أبدا بالجحيم الذي عاشه 15 مليون شخص ممن نحيي ذكراهم اليوم”.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 62/122 الذي أنشأ برنامج التوعية بشأن تجارة الرقيق والرق عبر المحيط الأطلسي.
وحدد أيضا يوم 25 آذار/مارس باعتباره اليوم الدولي السنوي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.