مجلس جنيف يطالب بتحقيق دولي في مقتل الصحفية الفلسطينية “شيرين أبو عاقلة”
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أدان مجلس جنيف للحقوق والحريات، بشدة قتل القوات الإسرائيلية الصحفية الفلسطينية “شيرين أبو عاقلة“، مراسلة قناة الجزيرة.
وأدان المجلس أيضاً إصابة زميلها “علي سمودي“، خلال تغطيتهما اقتحام تلك القوات مخيم جنين، شمال الضفة الغربية.
وأظهرت المعطيات التي تابعها مجلس جنيف، أنه في حوالي الساعة 6:30 صباح يوم الأربعاء الموافق 11 مايو الجاري، وصلت مركبة تقل مجموعة من الصحافيين إلى الدوار الأول في مخيم جنين لتغطية اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي للمخيم.
حيث كانت قوات الجيش تنتشر في المكان، ويعتلي قناصته أسطح عدد من المنازل، كما كان يحاصر منزلاً على بعد مئات الأمتار في المخيم.
ترجلت الصحفية “أبو عاقلة” من المركبة مرتدية سترة وخوذة واقية وهي ضمن الملابس المميزة لعمل الصحفيين وسارت عدة خطوات.
قام أحد القناصة الإسرائيليين بإطلاق عدة أعيرة في المنطقة، ليصاب الصحفي “علي سمودي“، وهو منتج أخبار في قناة الجزيرة، في ظهره.
وعندها صرخت الصحفية “شيرين” أنه أصيب. وعندها عاود القناص الإسرائيلي إطلاق النار تجاهها وأصابها بعيار ناري أسفل الأذن، تحديدًا في المنطقة الوحيدة التي لا تغطيها الخوذة.
كما أن قناصة الاحتلال واصلت إطلاق النار تجاه مكان سقوطها لتعيق كل المحاولات التي بذلها زملاؤها لمساعدتها وإنقاذها. ونقلت لاحقا إلى مستشفى محلي في جنين.
وبخلاف مزاعم الجيش الإسرائيلي عن قيامه بفتح تحقيق حول احتمال إصابة صحفيين برصاص مسلحين فلسطينيين، أكدت إفادات شهود العيان أن المنطقة التي استهدف فيها الصحفيون لم تشهد أي اشتباكات مسلحة.
وأكد الشهود عدم وجود غير الجيش الإسرائيلي في المنطقة. في حين جرت اشتباكات بين الجيش ومسلحين فلسطينيين قبل ذلك محيط منزل على بعد مئات الأمتار.
ووفق جهات فلسطينية معنية بحرية الإعلام، فقد قتل 48 صحفيا في استهدافات إسرائيلية منذ عام 2000 في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومنذ بداية العام الحالي أصيب أكثر من 66 صحافياً تنوعت إصاباتهم بالرصاص الحي والمطاط وقنابل الغاز السام في محاولة لإخراس وحجب الحقيقة.
وإذ أدان مجلس جنيف بشدة مقتل الصحفية “أبو عاقلة“، الذي يعتبر جريمة حرب ومخالفة لإتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب أو النزاعات المسلحة.
وأدان المجلس أيضاً خرق الجيش الغسرائيلي لكافة البروتوكولات التي تنظم حماية الصحفيين، والعمل الإعلامي في حالتي السلم والحرب.
وطالب المجلس جميع المؤسسات الصحفية المحلية والدولية واللجان المختصة بحقوق الصحفيين حول العالم والمفوض السامي لحقوق الإنسان بإدانة الجريمة واتخاذ إجراءات عملية لضمان تحقيق مبدأ المحاسبة على هذه الجريمة.
وأكد المجلس ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل في جريمة مقتل الصحافية “شيرين أبو عاقلة”، بما يُفضي إلى محاسبة المتورطين فيها.
هذا ودعا مجلس جنيف إلى وضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي يحظى بها مقترفو الجرائم من الجيش الإسرائيلي في ظل صمت المجتمع الدولي.