90 منظمة حقوقية تدعو “الفيفا” للضغط على واشنطن بشأن سياسات الهجرة
قبل كأس العالم 2026
وجهت 90 منظمة حقوقية دولية، من بينها منظمة “هيومن رايتس ووتش”، رسالة مشتركة إلى جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، تطالبه بالضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن سياسات الهجرة المتشددة التي تعتبر تهديدًا كبيرًا لحقوق الإنسان قبيل استضافة الولايات المتحدة لكأس العالم 2026.
وجاءت الرسالة في وقت يشهد تصاعدًا في القلق الدولي حول تأثير قوانين الهجرة الأمريكية الصارمة على إمكانية حضور اللاعبين والمشجعين والصحفيين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في البطولة التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وقالت المنظمات في رسالتها إن “الفيفا قد تخاطر بأن تتحول إلى أداة ترويجية تساعد على تلميع صورة سياسات الإدارة الأمريكية المثيرة للجدل في مجال الهجرة، رغم المخاطر الجسيمة التي تهدد حقوق الإنسان”. وأضافت أن استمرار سياسات الهجرة الحالية قد يؤدي إلى “استبعاد واسع النطاق للمشجعين واللاعبين والصحفيين، ما يتعارض مع روح وشعارات كرة القدم التي تهدف إلى تعزيز الشمولية والتواصل بين الشعوب”.
وجاء في الرسالة أيضًا تحذير من أن “السياسات الحالية قد تفرض قيودًا غير عادلة على التنقل، وترهن حرية دخول الأشخاص بناءً على خلفياتهم القومية أو العرقية، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان”.
من جهتها، قالت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في “هيومن رايتس ووتش”: “استبعاد الجماهير من كأس العالم 2026 لن يؤثر فقط على الأعمال التجارية والاقتصاد، بل يتناقض أيضًا مع الالتزامات التي قطعتها الولايات المتحدة منذ ترشيحها المشترك لاستضافة البطولة في 2018 مع كندا والمكسيك، والتي تضمنت ضمان احترام حقوق الإنسان”.
وكانت “هيومن رايتس ووتش” قد وجهت في 5 مايو/أيار 2025 رسالة إلى الفيفا طالبت فيها بتوضيح الخطوات التي تتخذها لضمان تمكين اللاعبين والمشجعين والصحفيين من جميع أنحاء العالم من حضور كأس العالم بأمان ودون تمييز. كما طلبت توضيح ما إذا كانت الفيفا ستستخدم نفوذها للضغط على الولايات المتحدة لتعديل سياساتها لتتماشى مع معايير حقوق الإنسان الدولية، ونظام الفيفا الأساسي، وسياسة الفيفا الخاصة بحقوق الإنسان.
رد الفيفا، الذي صدر في 3 يونيو/حزيران 2025، جاء غامضًا ولم يتناول بشكل ملموس القضايا التي أثارتها هيومن رايتس ووتش، حيث ذكر ببساطة أنه “إذا علمت الفيفا بوجود آثار سلبية محتملة على حقوق الإنسان في سياق كأس العالم 2026، فسنتواصل مع السلطات المختصة”.
وتثير هذه الردود القلق بين المنظمات الحقوقية التي تؤكد أن الوقت يداهم، وأن الفيفا يجب أن تتحرك بشكل أكثر حزمًا لضمان ألا تتحول البطولة الرياضية إلى مناسبة تتجاهل أو تتغاضى عن انتهاكات حقوق الإنسان.
يذكر أن الولايات المتحدة تشهد منذ سنوات تشديدات متواصلة في قوانين الهجرة، بما في ذلك قيود صارمة على دخول مواطني بعض الدول، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة هذه السياسات على التوافق مع استضافة حدث عالمي يتطلب استقبال أعداد ضخمة من المشجعين من مختلف أنحاء العالم.
مع اقتراب انطلاق كأس العالم 2026، تزداد الضغوط على الفيفا لتبني موقف أكثر وضوحًا ومسؤولية في ملف حقوق الإنسان، بما يضمن نجاح البطولة على المستويين التنظيمي والإنساني.