استخدام القوات الحكومية السورية للذخائر العنقودية في شمال غرب سوريا
ذكر تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم أن القوات الحكومية السورية قد استخدمت ذخائر عنقودية محظورة بشكل واسع في هجوم شنته على بلدة ترمنين في شمال إدلب في السادس من أكتوبر 2023. وبحسب التقرير، تسبب الهجوم في مقتل اثنين من المدنيين وإصابة تسعة آخرين.
وفي اليوم التالي للهجوم، أصيب صبي يبلغ من العمر 9 سنوات واثنان آخران عندما قام الصبي بالتقاط وحدة ذخيرة عنقودية فشلت في التفجير خلال الهجوم. وتشير المعلومات إلى أن هذه الهجمات تأتي في إطار حملة عسكرية أوسع يشنها الجيش السوري بدعم من القوات الروسية في شمال غرب البلاد منذ الخامس من أكتوبر وحتى السابع والعشرين من أكتوبر.
وأدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 70 شخصًا، بما في ذلك عمال إغاثة ونساء وأطفال، وإصابة 338 آخرين. كما أدت الهجمات أيضًا إلى نزوح حوالي 120 ألف شخص من منازلهم. وقد أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن استخدام القوات الحكومية للذخائر العنقودية يعد خرقًا للقانون الدولي ويتسبب في أضرار جسيمة ومستمرة.
وتشير المعلومات إلى أن الهجمات ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية الحيوية في المنطقة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس. واستمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي في تدمير المناطق السكنية.
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من تصعيد العنف في سوريا وأكدت ضرورة حماية المدنيين وتقليل الخسائر البشرية. وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن “تنظيمات إرهابية مسلحة” تقف وراءها وأن الرد سيكون بكل قوة وحزم.
يتعرض الأطفال في محافظة إدلب للخطر ويصبحون ضحية للأعمال العسكرية القاسية وغير القانونية. يجب على المجتمع الدولي أن يتدخل فورًا لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين في سوريا.
أن استخدام الذخائر العنقودية قد تم حظره عالميًا من خلال اتفاقية أوسلو عام 2008، وتعتبر هذه الذخائر خطرة للغاية على المدنيين. فعندما تنفجر، تنتشر قطع الذخيرة الصغيرة في مناطق واسعة، مما يؤدي إلى وقوع إصابات خطيرة وتشويهات دائمة للأشخاص الذين يتعرضون لها.
كما وأفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” نقلاً عن مصدر عسكري أن الجيش السوري سيواصل ملاحقة وضرب الجماعات الإرهابية المتطرفة في محافظة إدلب، بهدف تطهير المنطقة من التهديدات الأمنية. وذكر المصدر أن الهجمات العسكرية مستمرة وتستهدف تحييد العناصر الإرهابية وتدمير مواقعهم وتجهيزاتهم.
وأشار المقال إلى أن القصف والهجمات على إدلب استمرت حتى 30 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وإصابة العديد منهم. وتم توثيق بعض هذه الأضرار من خلال فيديوهات وصور نشرها المدنيون والدفاع المدني السوري على منصات التواصل الاجتماعي.
وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها أنها تابعت وثقت استخدام القوات الحكومية السورية للذخائر العنقودية خلال النزاع المسلح في سوريا منذ عام 2012. وأشار التقرير إلى أن هذه الأسلحة تتسبب في إلحاق أضرار بالغة بالمدنيين والبنية التحتية المدنية، وتشكل تهديدًا طويل الأمد حيث تتحول بعضها إلى ألغام أرضية تشكل خطرًا على السكان.
وأشارت المنظمة إلى أن اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008 تحظر استخدام وانتشار هذه الأسلحة، وتلزم الدول بتطهير المناطق الملوثة بها وتقديم المساعدة للضحايا. ورغم ذلك، لا تعد سوريا وروسيا طرفين في هذه الاتفاقية.
وأكد التقرير أن المدنيين في مناطق شمال غرب سوريا التي تخضع لسيطرة المعارضة يعيشون تحت ضغط كبير، حيث يعانون من نقص الموارد والصعوبات في التنقل والوصول إلى المساعدات الإنسانية. ونصف سكان المنطقة قد تم تهجيرهم على الأقل مرة واحدة منذ بداية النزاع.