سكاي لاين.. حقوقيون يوصون بالضغط على حكومة بلاد الشام لوقف انتهاكات الحريات
أوصى ناشطون وحقوقيون شاركوا في مؤتمر نظمته مؤسسة “سكاي لاين” الدولية إلى تكاتف حقوقي بغرض الضغط على حكومات دول الشام لوقف انتهاكاتها وقيودها على الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير.
وانعقد المؤتمر الذي نظمته سكاي لاين، عبر الانترنت تحت عنوان (حرية التعبير في بلاد الشام الديمقراطية-الطائفية- العنف) بمشاركة نخبة من الحقوقيين والأكاديميين لبحث واستعراض حالة حرية التعبير في بلاد الشام.
ودعت سكاي لاين الخبراء للتحدث عن أهم العقبات والتحديات التي تعترض حرية التعبير في بلدانهم، حيث انعقد المؤتمر عبر الإنترنت في 15 ديسمبر في مدن مختلفة وهي: عمان وبيروت والعراق والأردن ومدريد وميامي وفلسطين وسوريا.
واستهدف المؤتمر استعراض حرية التعبير والديمقراطية والطائفية والعنف في بلاد الشام تعريف الجمهور بالعقبات والقيود والتحديات التي يواجهها نشطاء حقوق الإنسان والصحفيون في كل دولة في هذه المنطقة.
وتناول المحامية الناشطة في حقوقية الإنسان من الأردن هلا عاهد، عن تطور حرية التعبير في الأردن على مدى العقدين الماضيين.
وأبرزت عاهد أن الأردن يتمتع بتشريعات في الدستور تحمي حرية التعبير، لكن الصياغة في البنود لا تزال غامضة، كما يميل المسؤولون الحكوميون إلى تجاهل هذه الأحكام.
ومع ذلك، أشارت إلى مدى استعداد الحكومة للموافقة على قوانين الأخبار التي تحمي حرية التعبير، خاصة مع تغير الاتجاه بشكل كبير بعد ثورات الربيع العربي، حيث تم التخلي عن الالتزامات الحكومية السابقة.
من جهته تحدث سالم مدللة صحفي وناشط سوري، عن الوضع المريع الذي يعيشه النشطاء والصحفيون في سوريا.
وأشار مدللة إلى سيطرة الحكومة المشددة على الاتصالات والهواتف المحمولة وكيف يتعرض النشطاء وعائلاتهم للترهيب والتهديدات وحملات المضايقة من خلال خدمات الهاتف المحمول والإنترنت التي تملكها الدولة.
ووصف سالم مدللة بشكل تفصيلي أشكال المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون والنشطاء في البلاد. كما سلط الضوء على حجب مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل “فيسبوك” أو “انستغرام”، حيث أنه من المستحيل الوصول إلى هذه المواقع في البلاد.
وأكد أن حكومة بشار الأسد تمارس رقابة صارمة على أي أنشطة للصحفيين والنشطاء. كما تحدث عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وانتهاكات حقوق الانسان الجسيمة التي يتم ارتكابها في المنطقة.
بدوره اعتبر نعيم سالم أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسية في لبنان، أنه لا يوجد سوى دولتين تتمتعان بحرية التعبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهما تونس ولبنان.
وبحسب سالم فإن جميع دول الشرق الأوسط تحكمها حكومات دكتاتورية وسلطوية، وبالتالي فهي تمارس رقابة صارمة على حرية التعبير ونشر المعلومات.
ودافع سالم عن تقاليد لبنان فيما يتعلق بحرية التعبير. وعندما تم سؤاله عن القتل المؤسف الذي تعرض له العديد من الصحفيين مثل سمير قصير وجبران تويني، ألقى باللوم على التدخل الأجنبي في تلك الاغتيالات عام 2005.
وأكد على أن العجز الذي تعاني منه حرية التعبير في لبنان ودول أخرى في بلاد الشام نتج عن ضغوط خارجية والتدخل الأجنبي والحروب بالوكالة. واتهم الحكومات الغربية باستغلال حقوق الإنسان لتشويه وتقويض سيادة دول مثل سوريا ولبنان.
أما مصطفى سعدوم الصحفي ومدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان، فأبرز التقدم البطيء لحقوق الإنسان وحرية التعبير في العراق، مشيرا إلى أن الدستور الجديد يحمي حرية التعبير وأن العراق أحرز تقدما عن الماضي القريب.
رغم ذلك، أكد سعدوم أنه غالبًا لا يتم فهم ما تعنيه حقوق الانسان في المنطقة، خاصة بين قوات الأمن والشرطة الذين يتجاهلون هذه الحقوق، مستخدمين القوة بشكل غير متناسب ضد المتظاهرين.
وأضاف أن التحدي الآخر الذي يواجه الصحفي في العراق هو انتشار الميليشيات التي تزيد من تعقيد فرض القيود على حرية العمل الإعلامي والحريات العامة.
كما تحدث في المؤتمر عصام عابدين رئيس المناصرة المحلية والإقليمية في مؤسسة الحق في فلسطين، حيث تم مناقشة العديد من الأفكار والقضايا الأخرى ذات العلاقة بحرية الراي والتعبير وآليات حمايتها بما في ذلك القضايا المصيرية المتعلقة بالحريات العامة في بلاد الشام.
اقرأ أيضاً: ندوة ل”سكاي لاين”: نشطاء يرصدون تدهورا مستمرا بالحريات العامة في الشرق الأوسط