سكاي لاين تنتقد فصل “أسوشيتد برس” صحفية بسبب تغريداتها المتعاطفة مع الفلسطينيين
إنتقدت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان قيام وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية بفصل الصحفية “إميلي وايلدر” من عملها بسبب انتقادها ممارسات إسرائيل.
وكانت قد انتقدت “وايلدر” أيضاً تعاطي المؤسسات الإعلامية العالمية مع ما يحدث في حي الشيخ جراح والأراضي الفلسطينية بشكل عام.
وقالت المنظمة في بيان صدر عنها، بأن فصل الصحفية “وايلدر” جاء بعد 16 يوم فقط من إستلام وظيفتها في الوكالة الأمريكية والتي تم تعيينها بها 3 مايو/أيار الجاري، حيث تم إبلاغها بالفصل بسبب إنتهاكها سياسة الوكالة على وسائل التواصل الإجتماعي وفقًا لما ذكرته “إميلي” لوسائل إعلامية.
ولفتت “سكاي لاين” إلى ما أوردته صحيفة واشنطن بوست التي أجرت مقابلة مع “وايلدر” والتي علقت على قرار فصلها بقولها “إنه أمر مدمر حقّا”، مؤكدة بأنه “لم يتم إخبارها على وجه التحديد ما هي المنشورات التي انتهكت سياسة الوكالة “.
ولكن يبدو أن فصلها مرتبط “بتغريدات نشرتها دافعت فيها عن الشعب الفلسطيني وعارضت ممارسات الحكومة الإسرائيلية”.
يُشار هنا إلى قيام “وايلدر” بنشر تغريدة عبر حسابها على موقع تويتر إنتقدت من خلالها تغطية وسائل الإعلام للوضع في الأراضي الفلسطينية.
حيث قالت ” تبدو (الموضوعية) متقلبة عندما تنطوي المصطلحات الأساسية التي نستخدمها للإبلاغ عن الأخبار ضمنيًا على ادعاء. فاستخدام (إسرائيل) وليس (فلسطين) أو (الحرب) وليس (الحصار والاحتلال) تعد خيارات سياسية – ومع ذلك تتخذ وسائل الإعلام هذه الخيارات الدقيقة طوال الوقت دون تعريفها باعتبارها منحازة”.
وأبرزت المنظمة قيام أعضاء من الحزب الجمهوري في جامعة “ستانفورد” في اليوم التالي، بإعادة نشر منشور كانت قد نشرته “وايلدر” في أثناء دراستها الجامعية، ووصفوها بأنها “محرضة ضد إسرائيل” وانتقدوا وكالة أسوشيتد برس لتوظيفها.
كما توالت في الأيام اللاحقة قيام وسائل إعلام مقربة من الجمهوريين، بما فيهم موقع “فوكس نيوز” بنشر مواضيع تهاجم فيها تعيين وايلدر وتربطه بقصف إسرائيل لمكتب أسوشييتد برس في غزة.
وذهبت “وايلدر” خلال مقابلتها مع صحيفة “واشنطن بوست” للإعتقاد بأن فصل وكالة “أسوشيتيد برس” لها، جاء ردّا على تلك الانتقادات البارزة والحملة عليها من قبل الجمهوريين.
وأشارت إلى قيام وكالة أسوشيتد برس بمراجعة نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إعادة نشر منشوراتها القديمة، حيث قالت “كان هذا نتيجة للحملة التي شنت ضدي”.
من جانبها إستنكرت “سكاي لاين” قرار الوكالة الصحفية الأمريكية بفصل “وايلدر” مؤكدة بأنه يتناقض مع حرية الرأي والتعبير ويثبت إنحياز واضح من قبل الوكالة الإخبارية للجهات المدافعة عن إسرائيل.
وعبرت سكاي لاين عن إستغرباها الشديد من هذا التحيز، في الوقت الذي قام فيه الجيش الإسرائيلي بقصف وتدمير مكتب الوكالة في قطاع غزة بعد إستهداف برج الجلاء الذي كان يتواجد به.
وأشارت المنظمة إلى أن سياسة الوسائط الاجتماعية للوكالة الأمريكية تنص على “يجب على موظفي أسوشيتيد برس الامتناع عن الإعلان عن آرائهم بشأن القضايا العامة المثيرة للجدل في أي منصة عامة، ويجب ألا يشاركوا في أي عمل منظم لدعم الحركات”.
هذا وعبر العديد من الصحفيين وزملاؤها السابقون عن دعمهم “لوايلدر” يوم الخميس، حيث نشرت المراسلة “ريبيكا ساندرز” عبر حسابها على موقع تويتر “عار على أسوشيتيد برس. أقف مع إميلي. كانت تقاريرها في صحيفتنا ممتازة. أرجو من الوكالة العودة عن قرارها الآن”.
فيما كتبت المراسلة “ميجان تاروس” عبر حسابها على تويتر “حقيقة أن وكالة أسوشييتد برس رفضت الدفاع عنها عندما أصبحت الأمور صعبة، فقط الأقوياء هم من ينجون.القواعد تنطبق فقط على الضعفاء”.
وطالبت سكاي لاين الدولية في نهاية بيانها الوكالة الأمركية بالتراجع عن قراراها، مؤكدة على أن حرية الرأي والتعبير مكفولة في القوانين الدولية وأنه مثل هذه الممارسات تعكس مخالفات واضحة من قبل الوكالات والمؤسسات الإعلامية العالمية التي يُفترض بها الحياد ونقل الصورة الحقيقية دون تحيّز لجهة على حساب أخرى.
اقرأ أيضاً: العفو الدولية تطالب الأمم المتحدة بتناول الانتهاكات التي ارتكبت في الأراضي المحتلة