سكاي لاين: “باراغون” شركة تجسس اسرائيلية بتمويل أمريكي تخترق التطبيقات المشفرة

عبرت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها من المعلومات التي ذكرتها مجلة “فوربس” حول نشاط شركة إسرائيلية جديدة في برامج التجسس والاختراق.

وحذرت سكاي لاين من تزايد نشاط تلك الشركات لا سيما وأن ما يتم رصده من معلومات يثبت بما لا يدع مجالًا للشك بأن الفترة القادمة ستشهد اختراقات وانتهاكات خطيرة لسرية وخصوصية معلومات وتحركات الأفراد، لا سيما الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان.

وأكدت المنظمة الدولية على أهمية وضع حل جذري لتمادي شركات التجسس ووكالات الاستخبارات من خلال جهد دولي يجب أن يُمارس عبر كافة المستويات لإنهاء هذا الانتهاك.

وذكرت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الجمعة، أن آخر الشركات التي أُعلن الصحفي “توماس بروستر” عن نشاطها خلال مقال استقصائي نشره عبر مجلة “فوربس” هي شركة “Paragon Solutions” المتخصصة في جمع المعلومات واختراق تطبيقات الهواتف الذكية .

وأشارت “سكاي لاين” إلى أنه برغم قلة وضبابية المعلومات عن الشركة بسبب عدم وجود موقعًا لها على الويب، وعدم معرفة طاقم العمل بشكل كامل، إلا أن هناك بعض المعلومات التي تم جمعها من قبل صحفيين أظهرت جزءًا مقلقًا حول نشاط تلك الشركة.

حيث أظهرت تلك المعلومات أن الشركة حديثة النشأة ويُرجح انطلاقها عام 2019، وأنها تتخذ من “تل أبيب” مقرًا لها، وأن الشركة لا تزال في وضع التخفي ولم تعلن عن أنشطتها ومواقعها وموظفيها بشكل واضح.

كما تضمنت تلك المعلومات أسماء شخصيات بازرة يُرجّح أنها تملك وتدير الشركة، من بينهم أشخاص عملوا في أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية المختلفة إلى جانب الدعم المالي المقدم من قبل أحد رجال الأعمال الأمريكيين.

حيث ذكرت مجلة “فوربس” أن من بين تلك الأسماء: “إيهود شنيورسون”، القائد السابق لوحدة الأمن القومي الإسرائيلية والمعروفة باسم الوحدة 8200، ” إيدان نوريك”، “إيغور بوغودلوف” و” لياد أفراهام” وجمعيهم عملوا في جهاز المخابرات الإسرائيلي سابقًا. كما يضاف لتلك الأسماء المدير المؤسس ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق “إيهود باراك”.

هذا وذكر “توماس بروستر” خلال مقالته التحقيقية، أن شركة “باراغون” تتلقى دعمًا مهمًا وكبيرًا من رجل الأعمال الأمريكي “باتري فنتشرز”.

وأكد “بروستر” حصوله على معلومات من كبار الموظفين في الشركة بأن حجم الدعم من قبل رجل الأعمال الأمريكي يُقدر ما بين 5 و 10 ملايين دولار، مؤكدًا رفض “باتري” التعليق على طبيعة تلك الإستثمارات التي قدمها للشركة الإسرائيلية.

هذا وتزعُم الشركة بأن لديها القدرة على منح أجهزة الشرطة والحكومات اختراق اتصالات الرسائل الفورية المشفرة عن بُعد، سواء كان ذلك عبر WhatsApp أو Signal أو Facebook Messenger أو Gmail.

حيث صرح مسؤول تنفيذي من شركة “باراغون” بأن برامجهم لها القدرة على وصول طويل الأمد إلى الأجهزة المراد مراقبتها، حتى لو تم إعادة تشغيلها.

ونقلت مجلة “فوربس” تصريحات مسؤول تنفيذي كبير في “باراغون” قوله ” إنه لا يريد التحدث عن الشركة حاليًا، مُشيرًا إلى أن الشركة ليس لديها عملاء بعد، وأن شركته لن تبيع إلا للدول التي تلتزم بالمعايير الدولية وتحترم الحقوق والحريات الأساسية. وأضاف أن الأنظمة الاستبدادية أو غير الديمقراطية لن تكون أبدًا من العملاء”.

هذا وأبرزت المنظمة الحقوقية إلى أنه في الوقت الذي تتعرض مثيلات مثل هذه الشركات للانتقاد والإدانة مثل شركة NSO وغيرها، بسبب فضيحة التجسس الأخيرة، والتي تم اتهام الشركة الإسرائيلية، بتجسسها على هواتف الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان وقادة بعض الدول.

إلا أن شركة “باراغون” تكتسب زخمًا ونموًا هادئًا بعيدًا عن التحقيقات الصحفية والدولية، الأمر الذي يثير مخاوفها من تهديدات قد تطال معلومات وأنشطة الصحفيين والنشطاء الحقوقيين في ظل تصريح الشركة بقدرات برامجها على اختراق تطبيقات مواقع التواصل الإجتماعي المشفرة.

واختتمت سكاي لاين بيانها بدعوة كافة الأطراف الدولية بما فيها الدول والمنظمات الأممية لتحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية ووضع حد لتدخلات شركات التجسس وفي مقدمتها الشركات الإسرائيلية، التي تشكل خطرًا وتهديدًا حقيقيًا على أمن وسلامة الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان من الحكومات الأستبدادية والأنظمة القمعية وغيرها من الجهات التي تسعى عبر طرق مختلفة، لوقف أنشطة أولئك الأشخاص التي يقوموا من خلالها بتوثيق الانتهاكات والمخالفات والاعتداءات في مختلف المناطق والدول.

اقرأ أيضاً: سكاي لاين تخاطب الأمم المتحدة بخصوص منع التجسس على المدافعين عن حقوق الإنسان

قد يعجبك ايضا