مركز دراسات: قلق من شق “سعود القحطاني” طريقه مجددًا لمواقع النفوذ بالسعودية
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قال المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – فرع واشنطن إن “سعود القحطاني” المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي المقرب من ولي العهد “محمد بن سلمان” يثير قلقًا.
وأوضح المركز في تقرير أن “القحطاني” يثير القلق مجددا عقب شق طريقه مرة أخرى إلى مواقع النفوذ داخل الحكومة السعودية.
وأشار إلى أنه خلال تداعيات قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي على السياسة السعودية؛ كان هناك تدقيق شديد في شخصية “ابن سلمان“.
وبين المركز أن التدقيق شمل دائرة مستشاريه المقربين، بمن فيهم “سعود القحطاني“. ونبه إلى أنه جرى إبعاد القحطاني عن دوره في الديوان الملكي، لكن تم تبرئته لاحقًا.
وسبق وأن نشر حساب “العهد الجديد” الشهير تفاصيل عن سعود القحطاني مستشار ولي عهد السعودية ويده اليمنى. وتوارى عقب افتضاح قيادته لعملية اغتيال جمال خاشقجي عام 2018.
وكتب الحساب الذي يشتهر بتسريباته السياسية عبر موقع “تويتر” ويتابعه أكثر من نصف مليون شخص، إن القحطاني غير مكان عمله سرًا.
وقال إن تغيير مكان عمل “القحطاني” جاء إثر انتشار أخبار تردده إلى الديوان، مبينًا أنه بات الآن يعمل من مكتب بجامعة الأمير نورة.
وذكر “العهد الجديد” أن مباني جامعة الأميرة نورة تعرف بأنه ضخمة، وخُصص مكان بإحدى مبانيها كمكتب له.
وأقيل القحطاني من منصبه عقب اغتيال “خاشقجي” بقنصلية بلاده في إسطنبول، واتهم في حينها بالتخطيط لها بتعليمات من “ابن سلمان“.
تزامن ذلك مع ما قالته صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن القحطاني قد عاد للظهور في الديوان الملكي بعد 3 سنوات من الاختباء.
وذكرت الصحيفة واسعة الانتشار أنه تمت تبرئته في حينه داخل السعودية من أي تورط في جريمة اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي” في إسطنبول.
وأشارت إلى أن المخابرات الأمريكية وصفت القحطاني بأنه “العقل المدبر للاغتيال بأمر من ابن سلمان”.
وبينت الصحيفة أن “قتلة خاشقجي يسكنون في فيلات فاخرة ويعيشون بحرية، مما يثبت الشكوك حول عدم تحقيق العدالة في السعودية”.
ولفتت إلى أنه “يعيش ويعمل القتلة في سكن من فئة -سبع نجوم- داخل مجمع أمني تديره الحكومة في الرياض”.
وكشفت صحيفة بريطانية أن “القحطاني” المتهم بقضية اغتيال “جمال خاشقجي” بقيادة حملة لشيطنة منتقدي صفقة استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل الإنجليزي.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” إن القحطاني يقود حساب “KateStewart22” ويغرّد بالإنجليزية.
وبينت أنه يشن دوما هجمات ضد شخصيات تنتقد سماح رابطة الدوري الإنجليزي باستحواذ صندوق الاستثمارات في السعودية على نيوكاسل.
وذكرت “ديلي ميل” أن الحساب يحظى بمتابعة 25 ألف شخص، يديره شخص مجهول ببريطانيا، بالتعاون مع “سعود القحطاني“.
وأوضحت أن دعوى مذيعة قناة “الجزيرة” “غادة عويس” ضد السعودية بعد اختراق هاتفها ونشر صور خاصة لها، شملت الحساب المذكور.
واشتكت عويس بديسمبر الماضي ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” في محكمة أمريكية بولاية فلوريدا. واتهمت ولي العهد السعودي ونظيره الإماراتي بالوقوف خلف حادثة اختراق هاتفها، ونشر صور شخصية لها.
يذكر أن صفقة استحواذ السعودية على نيوكاسل قوبلت برفض حقوقي كبير، وعد محاولة لغسل سمعة السعودية عبر بوابة الرياضة.
وتعتقل السعودية مئات الناشطين والدعاة والمفكرين وتصدر أحكاما بالإعدام على قضايا رأي عدا عن اغتيال “خاشقجي“، وفق منظمات حقوقية.
وكشف حساب “رجل دولة” الشهير بالسعودية عن المهام المكلف بها سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد “محمد بن سلمان” حاليا.
وذكر الحساب في تغريده له على “تويتر” أن “ما أوردته صحيفة الغارديان عن تواجد “سعود القحطاني” في الديوان صحيح”. وأضاف “وأزيد: سعود القحطاني يترأس الكثير من اللجان التي يشكلها بن سلمان بشكلٍ سري”.
وكشف عن أن من هذه المهام “خصوصاً تلك المكلفة بالمراقبة والتجسس”. إضافةً إلى أنه يشرف بشكلٍ شخصي على جلسات تعذيب الأمراء والضباط المعتقلين، بحسب “رجل دولة”
وكانت صحيفة “الغارديان” كشفت عن جهود كبيرة تبذل خلف الكواليس لإعادة المتهم بإدارة عملية اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي” وهو سعود القحطاني إلى الواجهة مجددا.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن مؤثرين موالين للحكمة السعودية بدئوا في تقديمه كشخصية وطنية متفانية في خدمة المملكة.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة ينظر إليها على أنها إيذان بعودة التهم بإدارة عملية اغتيال “خاشقجي” بشكل تدريجي.
وأكدت أن “القحطاني” يعد المستشار السابق المقرب من الأمير “محمد بن سلمان” في الديوان الملكي. وهو متهم بالإشراف على عملية اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي” بقنصلية الرياض في إسطنبول عام 2018.
كما أنه ممنوع من دخول الولايات المتحدة لضلوعه الرئيس في جريمة الاغتيال.
ووفق “الغارديان” فإنه “بعد ثلاث سنوات من اغتيال “خاشقجي“، يعيد المؤثرون الموالون للحكومة على وسائل التواصل تقديم “القحطاني” كشخصية وطنية خدمت السعودية بشكل جيد”.
وأكدت أن الخطوة ينظر إليها على أنها إيذان بعودته التدريجية إلى السلطة. ولفتت إلى أن المنشورات الداعمة لـ”القحطاني” بدأت في الظهور في مايو.
في حين تضاعف ظهورها في يوليو وأغسطس، وكلها تمدح “القحطاني” باعتباره رجلا “وطنيا” و”بطلا”، وفق وصفه. ونبهت “الغارديان” إلى أن هذه المنشورات لها سمة الحملة المنسقة.
لذلك لن تكون ممكنة بدون موافقة كبار القادة في بيئة إعلامية سعودية خاضعة لرقابة مشددة، وفق تأكيدها.
الأكثر أهمية ما نقلته الصحيفة عن مسؤول خليجي وصفته ب”الكبير” قوله “لا شك في أن القحطاني عاد”. السؤال هو هل غادر حقا؟.
وكان قد اختفى الأنظار في أعقاب عملية الاغتيال في إسطنبول، والتي اتهم بالتخطيط لها. ونقلت الصحيفة عن مسؤول شاهد “القحطاني” أنه يبدو متوترا جدا ومذعورا.
ولفت المسؤول إلى “أن المتهم بإدارة اغتيال “خاشقجي” لايزال يحاول الابتعاد عن الأضواء”. وبحسب تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي نشر بداية 2021 فإن ولي العهد السعودي الأمير “أجاز” عملية اختطافه أو قتل “خاشقجي“.
وقتلت وحدة كوماندوز أرسلها “ابن سلمان” خصيصا إلى تركيا “خاشقجي” داخل قنصلية السعودية في تركيا. وكان يرغب المغدور في استخراج وثائق ثبوتية حيث دخل مبنى القنصلية ولم يخرج منه أبدا.
وتعرض “خاشقجي” للتعذيب قبل أن يُقتل وتقطّع جثّته التي لم يعرف مصيرها إلى الآن. وحاولت السعودية في البداية إنكار وجود عملية اغتيال لمواطنها الشهير.
ثم عادت واعترفت بأنه “قُتل على أيدي عملاء سعوديين تصرّفوا من تلقاء أنفسهم”، وفق ادعائها. كما اضطرت لإعلان محاكمة صورة لبعض المشاركين في اغتيال الصحفي السعودي المعارض.
لكنها قامت في ختام المحاكمة التي جرت خلف أبواب موصدة، بتبرأة “القحطاني” في قضية الاغتيال. في حين حُكم على 5 متّهمين لم يتمّ الكشف عن أسمائهم بالإعدام. كما حكمت على ثلاثة آخرين بعقوبات طويلة بالسجن.
.