تصاعد الجدل إزاء تنظيم السعودية سباق الفورمولا 1 وسط قمعٍ متزايدٍ
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أدى تنظيم سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في السعودية وسط تصاعد القمع، إلى تجدد المخاوف من مساعي المملكة لتلميع سجلها السيء في مجال حقوق الإنسان.
حيث تتخذ المملكة الرياضة أو ما يُسمى “الغسيل الرياضي” لتخفيف الانتقادات المتعلقة بالإخفاق الواضح للرياضة في ممارسة أي تأثير إيجابي.
ويُعد سباق جائزة السعودية الكبرى هذا العام ثالث سباق للفورمولا 1 في المملكة بعد حفله الافتتاحي في عام 2021.
ومن المُزمع تنظيمه في مدينة جدة من يوم الجمعة 17 إلى غاية يوم الأحد 19 مارس كجزءٍ من صفقة مربحة لمدة 15 عاما.
ودافع ستيفانو دومينيكالي، المدير التنفيذي للفورمولا 1، مراراً وتكراراً عن تنظيم السباق في السعودية. وشدد على أنه قد يكون عاملا لتحقيق “تغيير إيجابي”.
ومع ذلك، قلل من مصداقية هذا الادعاء القمع المستمر والمكثف في السعودية التي شهدت انتكاسة جديدة في عام 2022.
حيث تضمنت هذه السنة صدور سلسلة من الأحكام القاسية والصادمة بالسجن ضد نشطاء سلميين على شبكة الإنترنت.
بالإضافة إلى الاحتجاز المستمر لمعتقلي الرأي رغم انقضاء مدة محكوميتهم، والارتفاع الحاد في استخدام عقوبة الإعدام.
وفي الآونة الأخيرة، أصدرت السلطات حكما جديدا بالسجن على الناشطة في مجال حقوق المرأة سلمى الشهاب لمدة 27 عاما على خلفية نشاطها السلمي على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونفذت السلطات السعودية حكم الإعدام بحق المواطن الأردني حسين أبو الخير، بعد محاكماتهما بالغة الجور.
وبدل أن تؤثر استضافة الأحداث الرياضية والترفيهية المرموقة تأثيراً إيجابياً على الوضع، فإنها تشكل جزءا من استراتيجية العلاقات العامة المكثفة التي تتبعها السعودية لصرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة التي ترتكبها. وذلك في إطار عملية تُعرف باسم “الغسيل الرياضي”.
واتبعت هذه السياسةَ أيضا جهاتٌ فاعلةٌ قمعيةٌ أخرى في المنطقة بما في ذلك السلطات في البحرين التي استضافت سباق الجائزة الكبرى لعدة سنوات دون أن يتحقق أي تحسّنٍ على مستوى القمع المتواصل الذي تشهده البلاد.
وأثناء تنظيم سباق جائزة البحرين الكبرى الأخير في وقت سابق من هذا الشهر، اعتُقل أربعة أشخاص على إثر احتجاجهم السلمي على وجود الفورمولا 1 هناك.
وعلّق دومينيكالي في الآونة الأخيرة قائلا إن إدارة الفورمولا 1 ستنهي عقودها مع البلدان التي تجاهلت مسائل حقوق الإنسان.
وراسلته منظمات غير حكومية ودعت إلى أن تكشف إدارة الفورمولا 1 عن المعايير التي تعتمدها لاتخاذ قرار سحب امتيازات الاستضافة.
وقد أصدرت إدارة الفورمولا 1 في وقت سابق “بيان الالتزام باحترام حقوق الإنسان”.
ودعا أعضاء برلمانيون بريطانيون مؤخراً إدارة الفورمولا 1 والهيئة الإدارية لرياضة السيارات، أي الاتحاد الدولي للسيارات، إلى إجراء تحقيق مستقل لتقييم “مدى ملاءمة وفعالية” سياستهما المتعلقة بحقوق الإنسان.
وانتقد أيضاً العديد من الشخصيات البارزة بمن فيها سائق الفورمولا 1 لويس هاميلتون وجود سباق الفورمولا 1 في السعودية.
وأعرب هاميلتون في وقت سابق عن مخاوفه إزاء إجراء السباق هناك. ورفض هاميلتون مؤخراً الادعاءات المتعلقة بتأثير سباق الفورمولا 1 الإيجابي.
وحثت منظمة القسط لحقوق الإنسان المشاركين الآخرين على الإفصاح عن آرائهم بشأن حقوق الإنسان وإثارة أية مخاوف مطروحة علانية.
وعلقت رئيسة قسم الرصد والمناصرة في القسط لينا الهذلول قائلة: “إن ادعاء إدارة الفورمولا 1 بأن للسباق تأثير إيجابي في بلدان مثل السعودية، دون اتخاذ موقف أقوى بشأن حقوق الإنسان، تفنّده بالكامل الأدلة على أرض الواقع”.
وأضافت: “حيث نرى باستمرار انتهاكات متزايدة. لقد حان الوقت لتعيد إدارة الفورمولا 1 تقييم مشاركتها علانية، بدءًا بالكشف عن المعايير التي تعتمدها لإنهاء العقود المُبرمة مع الحكام القمعيين”.