DAWN تطالب بإطلاق سراح “سالم المزيني” الذي يتعرض للإعتقال التعسفي والتعذيب
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – طالبت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي ((DAWN) السلطات السعودية بالإفراج فوراً عن “سالم المزيني”.
ودعت المنظمة بمحاسبة جميع المسؤولين الحكوميين السعوديين المتورطين في احتجازه التعسفي وتعذيبه.
وأضافت (DAWN) أنه يتعين على المسؤولين الأمريكيين فرض عقوبات ماغنيتسكي على “صلاح الجطيلي”، و”محمد بن عبد الملك آل الشيخ”، و”هندي السحيمي”.
وهم ثلاثة مسؤولين سعوديين متورطين في احتجاز المزيني وتعذيبه وابتزازه، بالإضافة الى انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
قال “عبد الله العودة”، مدير أبحاث الخليج في منظمة (DAWN): “اعتقلت السلطات السعودية سالم المزيني وأخفته قسراً في أغسطس/آب 2020، واحتجزته دون السماح بأي اتصال بعائلته لمدة عام تقريباً.
وأضاف “العودة”: “يجب أن يطلقوا سراحه فوراً. على الحكومة الأمريكية محاسبة المسؤولين السعوديين على اضطهاد المزيني وفرض عقوبات عليهم استناداً الى قانون ماغنيتسكي، المصمم خصيصاً لمثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان”.
اعتقل مسؤولو أمن الدولة السعوديون “سالم المزيني” واحتجزوه، وهو صهر “سعد الجبري”، المستشار المقرب من ولي العهد السعودي المخلوع “محمد بن نايف”، في 24 أغسطس/آب 2020.
لم تسمع عائلة المزيني عنه سوى مرة واحدة منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، خلال مكالمة هاتفية قصيرة جداً من سجن سعودي في 31 مايو/أيار 2021.
ومنذ ذلك الحين، احتجز المسؤولون السعوديون بن نايف وعذبوه. كما احتجزوا اثنين من أبناء “الجبري”، “عمر” و”سارة”. وكذلك شقيق “المزيني”، “ماجد”.
جدد المسؤولون السعوديون احتجاز “المزيني” في ما يبدو انتقاماً من الدعوى القضائية التي رفعها “الجبري” ضد ولي عهد السعودي “محمد بن سلمان” في المحكمة الاتحادية الأمريكية.
ويزعم “الجبري” في الدعوى أن “محمد بن سلمان” أرسل فريقاً من العملاء إلى كندا لقتله. رفع الجبري دعواه القضائية في 6 أغسطس/آب 2020، ثم احتجز المسؤولون السعوديون “المزيني” وأخفوه قسراً بعد حوالي أسبوعين.
وقال “العودة”: “عذبت الحكومة السعودية المزيني واحتجزته بوحشية لإجباره على تسليم ممتلكاته للحكومة، ثم أعادت اعتقاله وإخفائه لمعاقبة حماه سعد الجابري على تجرؤه على محاسبة محمد بن سلمان في المحكمة الأمريكية”.
أجرت (DAWN) مقابلات مع أفراد عائلة المزيني وراجعت الإفادات الخطية من المزيني المقدمة خلال اجراءات التقاضي بين الجبري والحكومة السعودية في كندا.
كما وثقت (DAWN) دور 12 مسؤولاً سعودياً في تعذيب المزيني وإساءة معاملته، والعديد منهم متورطون أيضاً في مقتل الصحفي السعودي والناشط الديمقراطي جمال خاشقجي.
احتجزت السلطات السعودية المزيني لأول مرة في 27 سبتمبر/أيلول 2017 ولغاية 18 يناير/كانون الثاني 2018.
تعرض خلالها المزيني للتعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك في فندق ريتز كارلتون في الرياض، حيث احتجزت الحكومة السعودية مئات من رجال الأعمال السعوديين، والمسؤولين الحكوميين السابقين، وأفراد العائلة المالكة لإجبارهم على التنازل عن ممتلكاتهم للحكومة.
في شهادته المقدمة إلى المحاكم الكندية والتي أكدها أفراد أسرته الذين قابلتهم (DAWN)، يصف “المزيني” التعذيب الجسدي والنفسي الذي مارسه عليه المحققون السعوديون.
وشملت أساليب التعذيب الضرب والجلد وأوضاع الإجهاد القسري والصعق بالكهرباء والحرمان من الطعام.
ويصف الضرب بالقضبان الحديدية والممارسات القاسية، مثل قيام حارس السجن بجلد أعضائه التناسلية في كل مرة يسير فيها إلى الحمام.
وشملت الممارسات القاسية واللاإنسانية والمهينة الأخرى إجبار المزيني على الزحف على الأرض والنباح مثل الكلب.
بعد إطلاق سراحه من الاحتجاز وقبل إعادة احتجازه، احتاج المزيني إلى جراحة تجميلية لملء فجوة في جبينه ناجمة عن ضربة من محقق، واستمرت أظافر قدميه في السقوط بسبب الضربات المتكررة على ساقيه وقدميه.
وأردف “العودة”: “إن التعذيب والمعاملة القاسية التي تعرض لها المزيني فظيعة، لكنها تتسق مع العديد من روايات السعوديين الذين اعتقلوا وتمت اساءة معاملتهم وابتزازهم أثناء حملة اعتقالات الريتز كارلتون التي شنها محمد بن سلمان ضد خصومه السياسيين المفترضين”.
وأضاف: “على المسؤولين الأمريكيين استخدام عقوبات ماغنيتسكي لمحاسبة هؤلاء المحققين والمعذبين على أفعالهم”.
أثناء احتجازه في فندق ريتز كارلتون، أجبر المسؤولون السعوديون المزيني على تحويل 400 مليون ريال سعودي (108 ملايين دولار أمريكي) ونقل ملكية شركة سكاي برايم للطيران، التي ترأسها المزيني كرئيس تنفيذي، إلى الحكومة السعودية عبر صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادية للبلاد.
لم يتهم المسؤولون السعوديون المزيني أبداً بارتكاب جريمة، لكنهم اتهموه بالاختلاس وغسيل الأموال، على الرغم من عدم تقديم أي دليل علني لإثبات مزاعمهم. ولم يفرجوا عن المزيني إلا بعد إجباره على التوقيع والتنازل عن مملتكاته، لكنهم منعوه بعد ذلك من السفر ولم شمله مع عائلته وطلبوا منه ارتداء جهاز مراقبة على كاحله.
بعد الإفراج الأولي عن المزيني، واصل المسؤولون السعوديون مضايقته وضغطوا عليه لإقناع زوجته حصة بتجديد جواز سفرها في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وقعت آخر محاولة لإجبار “المزيني” على إقناع حصة بزيارة القنصلية السعودية في إسطنبول في سبتمبر/أيلول 2018، أي قبل أقل من شهر من قيام عملاء سعوديين بقتل “جمال خاشقجي” هناك.
بين إطلاق سراحه الأولي في عام 2018 وإعادة اعتقاله في عام 2020، تواصل المزيني مع عائلته، لكنه كان حذراً للغاية عند القيام بذلك لأن الحكومة راقبته وعلى الأرجح راقبت أجهزته الإلكترونية.
أعادت السلطات السعودية اعتقال المزيني في 24 أغسطس/آب 2020، عقب اختفاء شقيقه ماجد في 20 يونيو/حزيران 2020، واعتقال سارة وعمر، أبناء المسؤول السعودي السابق سعد الجبري، في مارس/آذار 2020. في حين وجهت الحكومة تهماً خيالية ضد سارة وعمر، اللذين كانا يبلغان من العمر 17 و18 عاماً وقت اعتقالهما. لا توجد تهم ضد أشقاء المزيني. ويبدو أن كل هذه الاعتقالات جزء من حملة انتقامية ضد سعد الجبري.
ويبدو أن اعتقال “سالم المزيني” وتجديد احتجازه مرتبطان بالدعوى القضائية التي رفعها “الجبري” ضد “محمد بن سلمان” في المحكمة الفيدرالية الأمريكية.
رفع الجابري دعواه القضائية في 6 أغسطس/آب 2020، وأعادت السلطات السعودية اعتقال “سالم المزيني” وإخفائه قسراً بعد حوالي أسبوعين.
يعيش “الجبري” الآن في كندا. وأفاد عن الجهود التي بذلتها فرقة الاغتيال التي يسيطر عليها محمد بن سلمان والتي قتلت خاشقجي لقتله أيضا في قصة اخبارية لبرنامج 60 دقيقة في أكتوبر الماضي.
وقال “العودة”: “إن الاختفاء القسري لسالم المزيني، وسجن عمر وسارة الجبري ليس أكثر من عقاب جماعي للضغط على والدهما سعد الجبري للعودة إلى السعودية والتخلي عن دعواه القضائية ضد محمد بن سلمان”.
وأضاف: “هذه الاعتقالات هي تذكير صارخ باستعداد محمد بن سلمان لاستخدام أجهزة الأمن في البلاد كوسائل لأعماله الانتقامية الشخصية”.
قدمت (DAWN) تفاصيل كاملة عن المسؤولين السعوديين المتورطين في مقتل خاشقجي الذين تعرف عليهم “المزيني” على أنهم محققون ومعذبون أثناء احتجازه، بمن فيهم:
- “بدر لافي العتيبي“، الرائد في المخابرات العامة السعودية.
- “ماهر مطرب“، ضابط استخبارات سعودي وحارس شخصي لـ”محمد بن سلمان”.
- “مشعل البستاني“، ملازم أول في القوات الجوية السعودية.
- “محمد الزهراني“، ضابط مخابرات سعودي والحرس الملكي.
- “سيف القحطاني“، أخصائي تدريب في القوات الجوية السعودية.
- “عبد العزيز الهوساوي“، أحد أفراد الحرس الملكي السعودي وحارس في الطاقم الأمني الخاص بمحمد بن سلمان.
- “مصطفى المدني“، عميد سعودي وضابط استخبارات رفيع المستوى قام بدور بديل خاشقجي مرتين في اسطنبول.
- “فهد البلوي“، وهو من الحرس الملكي السعودي وحارس في الطاقم الأمني للعائلة المالكة السعودية.
كما أشرف اللواء “صلاح الجطيلي”، الذي أشرف على الإفراج عن “المزيني” في 2018 وتجديد احتجازه في 2020، على مضايقة واحتجاز وإساءة معاملة محتجزين بارزين آخرين، بمن فيهم لجين الهذلول وسلمان العودة.
وفقا لشهادة “المزيني” المكتوبة بخط اليد في إفادة خطية قدمت إلى محكمة أونتاريو العليا في 30 يونيو/حزيران 2021، فإن “الجطيلي” مسؤول أيضاً عن الاختفاء القسري لشقيق “سالم المزيني”، “ماجد المزيني”، في 20 يونيو 2020، وصهر “المزيني”، “عمر الجبري” وشقيقة زوجته “سارة الجبري”.
اعتقلت السلطات السعودية عمر وسارة في مارس/آذار 2020 واحتجزتهما بمعزل عن العالم الخارجي منذ يناير/كانون الثاني 2021. قدمت (DAWN) طلباً لفرض عقوبات ماغنيتسكي على الجطيلي في يونيو/حزيران 2021.
وقال العودة: “لم يكن مقتل جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله، على الرغم من صدمته وشجبه، حدثاً لمرة واحدة أو سوء تقدير واحد من قبل ولي عهد، بل كان جزءاً من استراتيجية للحكم بالترهيب والخوف، وعند الضرورة، العنف الرهيب”.