رحيل معتقل الرأي علي عبدالله الخاجة بعد 13 عامًا من المعاناة في سجون أبوظبي
توفي المعتقل السياسي الإماراتي علي عبدالله فتح علي الخاجة داخل سجونه في أبوظبي بعد أكثر من 13 عامًا من الحبس القسري في ظروف قاسية، شملت الحبس الانفرادي والتعذيب النفسي والجسدي، ما أثار حزنًا واسعًا وتعاطفًا بين محبيه وأفراد مجتمعه.
وأعلن عن تشييع جثمانه اليوم الخميس في مقبرة بني ياس عقب صلاة الظهر، على أن يبدأ استقبال العزاء في نفس اليوم على فترتين: الفترة الصباحية من 9 صباحًا حتى 1 ظهرًا، والفترة المسائية من 4 عصرًا حتى 9 مساءً. ويعد علي الخاجة والدًا لخمسة أبناء هم: عبدالله، سالم، محمد، سلطان، وعبدالرحمن الخاجة.
ويعد رحيله بعد أقل من أسبوعين على وفاة والده عبدالله الخاجة، الذي دُفن دون السماح له بتوديعه، ما يزيد من مأساة الأسرة.
ولد علي الخاجة عام 1966، وحصل على شهادة في إدارة نظم المعلومات، وكان رجل أعمال ونشطًا في النشاط الاجتماعي والإصلاح السياسي داخل الإمارات، ما عرضه لمضايقات أمنية مستمرة.
وقد اعتُقل علي الخاجة في 28 أغسطس 2012، ضمن حملة واسعة استهدفت عشرات النشطاء وأصحاب الرأي، ومنذ لحظة اعتقاله تعرض للحبس الانفرادي والحرمان من أبسط الحقوق، بالإضافة إلى ضغوط جسدية ونفسية شديدة.
ورغم انتهاء محكوميته الأولى عام 2022، أعادت السلطات محاكمته على التهم ذاتها، وصدر بحقه حكم جديد بالسجن 10 سنوات إضافية، قضى منها حتى لحظة وفاته.
وقد كانت محاكمته جزءًا من ما عرف إعلاميًا بـ”الإمارات 94″ في يوليو 2013، حين حكمت المحكمة الاتحادية العليا على 56 شخصًا بينهم الخاجة بالسجن 10 سنوات مع ثلاث سنوات إضافية للمراقبة، بتهمة الانتماء إلى تنظيم سري غير مشروع، وهو ما نُدد به على نطاق واسع من قبل منظمات حقوق الإنسان.
واستمرت الانتهاكات ضده خلال احتجازه في سجن الرزين، بما في ذلك استمرار الحبس الانفرادي، ومنعه من ممارسة الرياضة، وحضور الصلوات الجماعية، وحرمانه من الزيارات العائلية لفترات طويلة دون أسباب قانونية.
وفي ديسمبر 2023، أُحيل الخاجة مع 83 إماراتيًا آخرين إلى محكمة أبوظبي الاستئنافية بتهم مرتبطة بالإرهاب ضمن قضية “الإمارات 84″، فيما أعرب خبراء الأمم المتحدة في يناير 2024 عن قلقهم البالغ من أن المحاكمة قد تؤدي إلى أحكام بالسجن المؤبد أو عقوبة الإعدام.
وفي يوليو 2024، أصدرت محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية حكمًا على الخاجة بالسجن 10 سنوات ضمن العقوبات الصادرة على 53 متهماً آخرين، لتتوج بذلك سنوات طويلة من المعاناة التي عاشها بعيدًا عن أسرته وأطفاله.