منظمات حقوقية تستهجن ترحيل أكاديمي مقيم في السعودية بسبب مدح أردوغان
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – كشف حساب “العهد الجديد” الشهير تفاصيل قصة أكاديمي مقيم في السعودية مدح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتعرض لعقوبات بعد أقل من ساعة.
وروى الحساب بمصداقية معلوماته عبر “تويتر” القصة بقوله: “أكاديمي مقيم في السعودية كتب على فيسبوك منشوراً يمدح فيه اردوغان”.
وقال إنه وبعد أقل من ساعة طوّقت سيارات الشرطة منزله وأسمعوه كلامًا جارحًا أمام عياله، وأبلغوه بمغادرة السعودية خلال 24 ساعة.
وأشار “العهد الجديد” إلى أنه وعقب تواصل مع أحد المعارف وواسطة حصل على مهلة شهر ونصف لمغادرة المملكة.
يذكر أن علاقات أنقرة والرياض كانت قد تضررت بشدة بعد مقتل “خاشقجي” وتقطيع أوصاله في القنصلية السعودية في إسطنبول.
واتهم “أردوغان” أعلى مستويات الحكومة السعودية بإصدار الأوامر بقتله، لكن أنقرة خففت حدة تصريحاتها كثيرا منذ ذلك الحين.
وكشفت مصادر تركية مطلعة عن تفاصيل مباحثات أردوغان مع ابن سلمان في مدينة جدة الساحلية. حيث زار أردوغان الرياض ليومين تلبية لدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز، سعى لإضفاء صفة اقتصادية عليها.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء المغلق الذي عقد بين أردوغان وابن سلمان في قصر السلام الملكي تجنب الحديث في قضايا سياسية بحتة.
ونبهت المصادر إلى أن الطرفين استعرضا إمكانية استعادة العلاقات بينهما وإزاحة الخلافات السابقة مع فرص تطويرها.
وأشارت إلى أنهما استعرضا مشاريع اقتصادية قد تسهم السعودية في توفيرها لأنقرة بغية فكفكة وضعها الاقتصادي المتعسر.
وذكرت المصادر أن اللقاء عرج على قضايا سياسية بنهايته خاصة في ملفات اليمن وليبيا وأوكرانيا والعلاقات مع الولايات المتحدة. وبينت أن هناك رضى سعودي وتركي عن تفاصيل الزيارة التي قالوا إنها ستشهد نتائج مثمرة لاحقا.
وزيارة أردوغان الأولى للمملكة منذ 2017، وسط آمال بعهد جديد بعلاقاتها بعد جهود مكثفة لإصلاحها بعدما شابها توتر مؤخرًا.
وتصنف الزيارة كتتويج لجهود مستمرة منذ شهور لإصلاح العلاقات شملت إغلاق تركيا لقضية قتل الصحفي “جمال خاشقجي” بإسطنبول عام 2018.
وكانت المحاكم التركية قد أوقفت محاكمة مشتبه بهم سعوديين بقضية قتل “خاشقجي”. وقررت إحالة القضية للسعودية في قرار دعمته الحكومة وفي تغيير جذري لسياستها.
ونتج عن ذلك انتقادات وإدانات من جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في وقتها، ورفضت المنظمات الحقوقية هذه القرارات.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن وعد طلبه ابن سلمان من أردوغان قبيل زيارته للرياض.
وقالت الصحيفة إن ابن سلمان سعى قبل زيارة اردوغان إلى السعودية للحصول على وعد بأنه لن يذكر مقتل الصحفي جمال خاشقجي مرة أخرى.
بدوره، قال مسؤول تركي كبير مطلع على المحادثات بين مع السعودية إن الرياض أصبحت أكثر جدية بشأن إصلاح العلاقات مع أنقرة.
وأوضح أن ذلك جاء بعد لقاء أردوغان بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي خلال زيارته.
ووفق المسؤول فإن “الرياض في السابق لم تكن جادة بشأن إصلاح العلاقات”. لكن عقب لقاء اردوغان بابن زايد أصبحت تشعر بأنها مستبعدة من المصالحة الإقليمية.
في حين، علقت صحيفة “ملييت” التركية على التطورات الجارية بين أنقرة والرياض. ولفتت إلى أن عملية المقاطعة التي بدأت السعودية بتنفيذها ضد المنتجات التركية بداية عام 2020 تقترب من نهايتها.
وقالت إن “العلاقات الثنائية بين البلدين والتي كانت إيجابية منذ بداية العام الجاري تؤتي ثمارها”. وذكرت أنه من المتوقع أن تتخذ السعودية خطوة جديدة بعد عيد الفطر.