السعودية تقر بتقييد حرية حركة المدون “رائف بدوي” 10 سنوات
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أقرت السلطات السعودية بحظر سفر المدون والناشط الحقوقي “رائف بدوي” لمدة 10 سنوات، عقب إطلاق سراحه إثر سجنه 10 سنوات، على خلفية آرائه المجتمعية.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية السعودية إن حكم “رائف” كان 10 سنوات سجنا متبوعًا بمنع من السفر لنفس المدة، وهو حكم ثابت ونهائي. وأضاف: “لذلك لا يمكنه مغادرة السعودية لمدة 10 سنوات أخرى ما لم يصدر عفو (ملكي)”.
وقبل أيام، أطلق سراح “بدوي” عقب 10 سنوات في السجن.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن السعودية لم تعد أقل استبدادية ولم تعد أكثر تسامحًا مع الآراء المعارضة لها في الداخل أو الخارج.
وأشارت الصحيفة واسعة الانتشار إن القمع يشتد مع الآراء المعارضة التي تنتقد ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” ومشاريعه.
وذكرت أن الحكومة السعودية تمنع سجناء سابقين من مغادرة المملكة، لتجنب الصحافة السيئة التي يولدونها عبر التحدث علنًا عن تجاربهم السيئة بالسجون.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الرياض أُفرجت عن “رائف بدوي” بعد 10 سنوات سجن وغرامة بأكثر من ربع مليون دولار، و 1000 جلدة، و10 سنوات منع من السفر.
وأوضحت أن الإفراج عنه جاء بعد أن أصبحت قضيته أداة لتخفيف الانتقاد الدولي لعدم تسامح السعودية مع المعارضة.
وأفرجت السلطات السعودية أمس الجمعة عن الناشط والمدون رائف بدوي، عقب قضاء 10 سنوات في سجونها سيئة الصيت والسمعة، على إثر آرائه المجتمعية.
وقالت “إنصاف حيدر” زوجة بدوي إن رائف الفائز بجائزة منظمة “مراسلون بلا حدود” غير الحكومية لحرية الصحافة، بات حرا بعد سجن 10 سنوات.
وكتبت عبر حسابها في “تويتر”: “رائف بدوي اتصل بي، إنه حر”، بعدما أعلنت الخبر عبر حسابها في تويتر.
وتقيم “حيدر” التي باتت مواطنة كندية في كيبيك مع أولادها الثلاثة، وتناضل منذ أعوام للإفراج عن زوجها.
وكشفت منظمة “مراسلون بلا حدود” عن بوادر مشجعة من السعودية لإطلاق سراح “رائف بدوي” الذي يحمل الجنسية الكندية.
ونقلت المنظمة عن مصادر لم تسمها أن معلومات حصلت عليها تشير إلى مفاوضات جارية بين دول الاتحاد الأوروبي والسعودية لإتاحة الإفراج عن “بدوي”.
وأوضحت مصادر متطابقة أن هناك “إشارات مشجعة” تُؤذن باحتمال الإفراج عنه في شهر مارس الحالي.
ودانت المنظمة الصمت المطبق الذي قوبلت به دعواتها من المسؤولين السعوديين لتقديم تأكيد رسمي بهذا الشأن، أو إعلان موعد محدد لإطلاق سراحه.
وقالت إنها اتصلت مرارًا بالسلطات السعودية لطلب توضيحات أو أخبار حول مصيره، لكن دون جدوى.
كما هاجم الأمين العام للمنظمة “كريستوف ديلوار” استمرار احتجاز “رائف بدوي” عقب 10 سنوات سجن على أساس عقوبة ما كان ينبغي أن يقضيها أبدًا.
وأكد أن استمرار إبقائه خلف القضبان يعني توسيع السعودية لقائمة جرائمها ضد حرية الصحافة، مطالبًا بإفراج فوري عن “رائف”.
وتصف منظمات دولية أبرزها مراسلون بلا حدود، ومؤسسة “جيوردانو برونو”، التي منحته جائزة ديشنر عام 2016 اعتقال “بدوي” تعسفيًا دائمًا.
بينما قال “مايكل شميدت سالومون”، رئيس جيوردانو برونو إن عديد الإصلاحات التي طالب بها رائف جرى تنفيذها الآن من العائلة المالكة السعودية نفسها.
وأعرب عن أمله في إدراك السلطات السعودية ذلك وإعطاء رائف الفرصة لرؤية زوجته وأطفاله مجددا بعد طول غياب.
وكانت عائلة المدون السعودي “رائف بدوي” قالت إنه يفترض الإفراج عنه عقب سجنه لعقد لانتقاده شخصيات دينية وترويجه لوجهات نظر ليبرالية.
وتتوقع أسرة “بدوري” إطلاق سراحه بعد أيام، إذ يكون قد أنهى عقوبته البالغة 10 سنوات بالكامل بحلول 28 فبراير.
وقالت ابنته الكبرى “نجوى بدوي” وهي طالبة بكلية “سيجيب دي شيربروك”: “كان والدي يعانقنا دائمًا”. وأشارت إلى أنه “ليس من الطبيعي ألا تتذكر الطفلة حتى عناق والدها”.
يذكر أن “نجوى” كانت طفلة صغيرة عندما سُجن والدها لأول مرة قبل عقد من الزمان، وتبلغ (18عامًا).
وقال وزير العدل الكندي السابق “إروين كوتلر” إنه لا تزال هناك عقبات قانونية يتعين على السعودية إزالتها حتى تتمكن الأسرة من إحضاره لكندا.
وأضاف “كوتلر” في تصريح صحفي: “سيحتاجون للمصادقة على أن القيود الأخرى لم تعد سارية”. ويشمل ذلك الغرامة وحظر السفر لمدة 10 سنوات.
وأكمل: “هذا شيء تنتظره أسرته بشدة الآن منذ 10 سنوات.. رأيت ذلك بنفسي ورأيت الأطفال، فكان العيش بظل الحرمان من والدهم صعبًا للغاية”.
يذكر أن “دوتشه فيلله” قالت إن هناك آمال كبير متوقعة لإطلاق سراح الكاتب “بدوي” من السجن خلال أسبوع. وقضى بدوي 10 سنوات خلف القضبان لنشره مدونة بعنوان Free Saudi Liberals.
واعتقل في يونيو 2012 وحُكم عليه بالسجن في 2014 وغرامة 266 ألف دولار وألف جلدة. واتهم بـ“إهانة الإسلام” لأنه ناقش الفصل بين الدين والدولة في السياسة السعودية على مدونته. وسيُفرج عن “بدوي” آخر الشهر الجاري، باعتبار أنه قضى 10 سنوات هجرية في سجنه.
وقالت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان إنهم يعتقدون أن “بدوي” سيُطلق سراحه بحلول الأول من مارس.
و”رائف” أحد السجناء السياسيين البارزين في المملكة، وأثناء سجنه، حصل على جوائز دولية.
وأعلنت السعودية عن عديد إصلاحات ضمن مما يسمى رؤية 2030، وهي واسعة النطاق من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
واقترح الإصلاحات لأول مرة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” في عام 2016 لجعل بلاده أكثر حداثة وليبرالية.
ورغم جهود في التحديث، لا تزال المملكة تواجه انتقادات، كونها رائدة على مستوى العالم في عمليات الإعدام.
أعلن البرلمان الكندي عن إقراره لمذكرة تطالب رئيس الحكومة جاستن ترودو بمنح الجنسية الكندية للناشط السعودي المعتقل “رائف بدوي”. ودعت المذكرة وزير الهجرة إلى استخدام سلطاته لمنح الجنسية الكندية لرائف بدوي، شخصيًا.
ويواجه الناشط “بدوي” حكمًا بالسجن لمدة 10 أعوام منذ 2012، على خلفية نشر تعليقات بمدوّنته الإلكترونية. وأدانته محكمة سعودية في حينها بـ”الإساءة للإسلام”.
كما أقرت عدا عن سجنه بالحكم عليه بألف جلدة على 20 أسبوعًا. وتلقى “بدوي” الدفعة الأولى من عقوبة الجلد عام 2015. لكن استنكارًا دوليًا ألغى العقوبة في وقت لاحق من عام 2020.
وحظيت زوجة “بدوي” (36 عاما) وأبناؤه الثلاثة الذين يعيشون في كيبك، على الجنسية الكندية عام 2012. بدوره، منح رئيس بلدية مونتريال الكندية رائف بدوي صفة “مواطن شرف” كندي.