تجدد العنف العرقي الجماعي والنهب في دارفور
“هيومن رايتس ووتش” تحذر من تصاعد الأعمال العنيفة وانتهاكات حقوق الإنسان في غرب دارفور بالسودان. وأفادت المنظمة الحقوقية اليوم بأن “قوات الدعم السريع” والميليشيات المتحالفة معها قتلت مئات المدنيين في أرداماتا، ضاحية الجنينة في غرب دارفور، في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وقد ارتكبت هذه القوات العديد من الانتهاكات بحق المدنيين، بما في ذلك النهب والاعتداءات والاحتجاز غير القانوني. وتشير تقديرات “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 800 شخص، بينما يعاني الآلاف من النازحين من آثار الهجمات الوحشية.
تطالب “هيومن رايتس ووتش” مجلس الأمن الدولي بتعزيز تواجد الأمم المتحدة في السودان لحماية المدنيين وردع المزيد من الانتهاكات. وتشدد على ضرورة توسيع الحظر المفروض على الأسلحة ليشمل السودان بأكمله وجميع أطراف النزاع المسلح الحالي.
من جانبها، تحث “هيومن رايتس ووتش” القوات المعنية على التحقيق في هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. وتدعو المنظمة السلطات السودانية للتعاون مع الأمم المتحدة والسماح بدخول المراقبين والمحققين للتحقيق في الحوادث.
تشهد غرب دارفور توترًا متصاعدًا في الأوضاع الأمنية منذ فترة طويلة، وتستمر الانتهاكات ضد المدنيين والنازحين في الزيادة. تطالب المنظمة الدولية بالتدخل العاجل لحماية السكان المدنيين وإنهاء هذه الجرائم ضد الإنسانية في غرب دارفور.
في السودان، بدأت المعارك في 15 أبريل/نيسان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، القوتين العسكريتين في البلاد. خلال الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، نفذت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها سلسلة هجمات على أحياء مدينة الجنينة التي تسكنها أغلبية من المساليت، بالإضافة إلى بلدات وقرى أخرى في المنطقة، مستهدفة المدنيين بشكل واسع.
تشير تقارير هيومن رايتس ووتش ووثائق إعلامية إلى أن الآلاف من المدنيين قتلوا، وتم حرق أحياء ومنشآت تستخدمها النازحون في الجنينة، وتم تنفيذ عمليات نهب واسعة، بالإضافة إلى اغتصاب النساء والفتيات. تسببت هذه الهجمات في نزوح مئات الآلاف من المدنيين قسرًا، حيث لجأ العديد منهم إلى مخيم أرداماتا، والذي يضم قاعدة للقوات المسلحة السودانية ومخيمًا للنازحين.
وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، اندلعت معارك جديدة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية. خلال يومين من المعارك العنيفة، قام الجانبان بقصف المنطقة، وأثر ذلك على المدنيين في بعض الحالات. أفاد السكان بأن بعض مقاتلي المساليت انضموا إلى القوات المسلحة السودانية في القتال. ومنذ 4 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد سيطرة قوات الدعم السريع والميليشيات على قاعدة القوات المسلحة السودانية، تعرض مخيم النازحين ومناطق سكنية أخرى تسكنها أغلبية من المساليت ومجموعات غير عربية لهجمات.
وذكر الناجون أن قوات الدعم السريع وحلفاؤها أطلقوا النار على المدنيين أثناء هروبهم، وأعدموا الأشخاص في منازلهم وملاجئهم والشوارع. وأفاد الناجون بأن المهاجمين أهانوا المساليت وأعربوا عن رغبتهم في قتلهم. ورغم أن الضحايا الرئيسيين كانو أغلبية من المساليت، إلا أن هناك تقارير تشير إلى وقوع ضحايا بين المجموعات العرقية الأخرى أيضًا.