الأورومتوسطي: الوقت ينفد لإنقاذ المعتقل الفلسطيني “العواودة”

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ المعتقل الإداري الفلسطيني “خليل العواودة” يواجه صعوبات بالغة في التنفس.

بالإضافة لمشاكل حادة في عمل مجمل الأعضاء الحيوية.

وحذر المرصد الحقوقي من أن الوقت المتبقي لإنقاذ حياته بات ينفد على نحو سريع بفعل استمرار إضرابه عن الطعام، في ظل رفض السلطات الإسرائيلية الإفراج عنه.

وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الثلاثاء أنّ وضع المعتقل “العواودة” المضرب عن الطعام منذ تاريخ 3 مارس/آذار الماضي (أكثر من 170 يومًا) بات حرجًا أكثر من أي وقت مضى.

وأكد المرصد الحقوقي أنّ استمرار احتجازه في ظل تدهور حالته الصحية يعني الحكم عليه بالإعدام البطيء.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ حالة “العواودة” تستدعي تدخلًا عاجلًا من جميع الجهات المعنية للحفاظ على حياته. وطالب المرصد بإنهاء معاناته المستمرة منذ اعتقاله إداريًا في 27 ديسمبر/ كانون أول 2021.

وتعقد المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم الثلاثاء جلسة للنظر في استئناف قدّمته محامية “العواودة” للإفراج عنه.

فقد قدمت محامية “العواودة” تقرير طبي يوثّق التدهور الكبير في صحته خلال الأيام الأخيرة.

أبلغت زوجة المعتقل “العواودة” –الذي يرقد في مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي- فريق المرصد الأورومتوسطي أنّ زوجها يعاني مشاكل كبيرة في التنفس، وانخفاضًا حادًا في نسبتي الهيموجلوبين والسكر في الدم.

وأضافت الزوجة أنه بات لا يقوى على النطق والمشي وتحريك الأطراف. كما لوحظ تراجع في وعيه وإدراكه بشكل كبير، إضافة إلى فقدان حاد في الوزن.

وعقب اعتقاله العام الماضي، أصدرت محكمة إسرائيلية أمر اعتقال إداري بحق “العواودة” مدته ستة شهور. وجرى تجديده مرة أخرى لمدة أربعة شهور.

وفي 19 أغسطس/ آب الجاري، جمّدت محكمة إسرائيلية أمر الاعتقال الإداري لكنّها رفضت الإفراج عنه. ما يعني احتمالية إعادته من المستشفى إلى السجن حال تحسّن وضعه الصحي.

وينحدر “خليل العواودة” (40 عامًا) من بلد “إذنا” في الخليل جنوبي الضفة الغربية. وهو أب لأربع فتيات، أكبرهنّ تسع سنوات وأصغرهنّ عام ونصف.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ السلطات الإسرائيلية تصادر حريّة المدنيين الفلسطينيين على نحو تعسفي بموجب سياسة الاعتقال الإداري.

تمارس اسرائيل هذه السياسة على نحو واسع في الأراضي الفلسطينية.​ إذ بلغ عدد المعتقلين إداريًا أكثر من 720 معتقلًا حتى أغسطس/ آب الجاري.

ويُحتجز المعتقلون إداريًا لأشهر أو سنوات دون تقديم لوائح اتهام ضدهم. ولا يتمكن المحامون في كثير من الأحيان من الاطلاع على الأدلة التي تستند إليها المحكمة في تجديد قرارات الاعتقال.

حيث يزعم الاحتلال بوجود معلومات استخباراتية سريّة، على نحو يخالف بشكل واضح ضمانات وشروط المحاكمة العادلة.

ويحظر العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية— والذي صادقت عليه إسرائيل- الاعتقال التعسفي أو احتجاز الأفراد.

وينص على أنه “لا يجوز حرمان أحد من حريَّته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقًا للإجراء المقرر فيه”.

وقالت مسؤولة الإعلام في المرصد الأورومتوسطي “نور علوان“: “معاناة المعتقل الفلسطيني “خليل العواودة” من صعوبات بالغة في التنفس يعني بشكل واضح أنّ حياته قد تنتهي في أي لحظة”.

وأضافت “علوان“: “ينبّه وضعه الصحي إلى ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة على نحو عاجل لإنقاذ حياته”.

وتابعت: “على ما يبدو فإنّ السلطات الإسرائيلية تتعمد إطالة معاناة المعتقل “العواودة” حتى لو كان ذلك يشكّل خطرًا حقيقيًا على حياته”.

وأكملت “علوان“: “تهدف السلطات الاسرائيلية بذلك إلى إحباط محاولات التمرّد على سياسة الاعتقال الإداري، وثني المعتقلين الفلسطينيين عن تنفيذ أي خطوات احتجاجية”.

وحذرت “علوان” أن التأخر في اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ حياة “العواودة” من المحتمل أن يضمه إلى قائمة بنحو 228 فلسطينيًا آخرين توفوا في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967.

أكثر من 70 منهم توفوا نتيجة تدهور وضعهم الصحي وسياسة الإهمال الطبي داخل السجون.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات الإسرائيلية إلى الإفراج الفوري عن المعتقل الفلسطيني “خليل العواودة“.

وطالب المرصد بإنهاء اعتقاله الإداري، وتقديم كافة أشكال الرعاية الطبية له على النحو الذي يضمن سلامته. وشدد على إزالة التهديد والخطر عن حياته.

وطالب المرصد الأورومتوسطي الفريق الأممي العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي بمتابعة مسألة الاعتقال الإداري في الأراضي الفلسطينية على نحو حثيث.

وحث المرصد على العمل بكل الوسائل المتاحة من أجل الضغط على إسرائيل لإنهاء هذه السياسة التعسفية.

قد يعجبك ايضا