خطر الابادة يخيم على الأقليات الدينية في اليمن على ايدي مليشيا الحوثي
خيم خطر الإبادة التامة على الأقليات الدينية والمذهبية في اليمن، حيث أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تستهدفها بالاضطهاد والعنف بشكل مستمر.
فقد كان البهائيون واليهود اليمنيون ضحايا متكررون للمضايقات والاضطهاد على مدى الست سنوات الماضية من قبل الميليشيا.
وبحسب كتاب “الأقليات في اليمن الواقع والتحديات ” الصادر عن مركز إنصاف للدفاع عن الحريات والأقليات، كان الانتهاك والاضطهاد الحوثي متمثلا ضد الطائفة البهائية، واليهودية، بالاعتقالات ومصادرة الممتلكات.
إضافة إلى المحاكمات غير الشرعية التي تنتهي بتلفيق التهم بالخيانة والعمالة والتجسس، وتصل الأحكام إلى إلى الإعدام والتهديد بالنفي والإبعاد، هذا كله منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة بقوة السلاح.
وبحسب مركز إنصاف للتحكيم و الاستشارات، تتواجد في اليمن أقليات دينية ومذهبية تبلغ نسبتها 0.5 % من إجمالي عدد السكان.
إلى جانب المسلمين هناك أقلية من اليهود ولكن مع تعدد الانتهاكات والتهجير الذي تعرضوا له على مدى السنوات تفاوتت نسبتهم داخل المجتمع حتى تقلصت إلى الحد الأدنى لتواجدهم
إضافة إلى وجود الأقلية البهائية والتي يقدر عددها حالياَ بحدود ما بين 1000 إلى 2000 بهائي ولكنها هي الأخرى تتعرض للمضايقات والانتهاكات المتكررة من قبل ميلشيا الحوثي.
في سبتمبر 2018، اتهمت محكمة تسيطر عليها الميليشيا في صنعاء أكثر من 20 بهائياً بالردة والتجسس، ونفت قسراً 6 من أتباع الطائفة البهائية من اليمن، مطلع أغسطس 2020.
وتزداد الأمور سوءاً بالنسبة لهذه الأقلية، حيث أن، يجبرون عدداً متزايداً على النزوح حيث أن أعداد المتضررين من أعضاء الطائفة البهائية الأقلية في ارتفاع مستمر، حيث أنهم يجبرون بشكل مستمر على النزوح من قبل الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.
ووفقًا لعدة منظمات حقوقية دولية، استمر مقاتلو الحوثي باعتقال أتباع الديانة البهائية بسبب معتقداتهم، منذ سيطرتهم على صنعاء عام 2014.
وبينما أعلن الحوثيون إطلاق سراح بعض البهائيين من السجن، قالت عدة مصادر إنه تم الإفراج عنهم، فقط، بعد الموافقة على مغادرة اليمن في أقرب وقت ممكن.
ويؤكد حقوقيون أن عداء ميليشيا الحوثي للأقلية الدينية هو انعكاس لخضوعهم السياسي والفكري والأيديولوجي لإيران، التي تتهم الطائفة البهائية بالردة وتحظر أنشطتها بحجة أن أفرادها جواسيس يعملون لصالح إسرائيل.
كما تحمل الميليشيا العداء الصريح لليهود ويتجلى ذلك من شعارهم المعروف (الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود)، الذي يرددونه في كل فعالياتهم ومناسباتهم.
وفقًا لتقارير إعلامية، قامت سلطات الحوثي بتعديل بطاقات هوية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء لتشمل علم الحوثيين وشعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
وكشف موقع أمريكي أن ميليشيا الحوثي، تخطط لطرد اليهود المتبقين في اليمن وطالبتهم بمغادرة البلاد، نقلا عن مصادر محلية.
وفي بداية مشوار تهجير الحوثيين للطائفة اليهودية تم طرد 70 فرداً من قبائل آل سالم في صعدة، وهم آخر من تبقى من أفراد الديانة اليهودية بالمنطقة، وتم نقلهم إلى صنعاء، وفقاً لمركز إنصاف للدفاع عن الحريات والأقليات.
وقد مارس الحوثيون التخويف والتهديد في حق أفراد الطائفة، كما أن هناك اتهامات بقيام بعض المنتمين لميليشيا الحوثي بأخذ واختطاف النساء من أزواجهن وتزويجهن إلى بعض التابعين لهم، في عنف وانتهاك يخالف الأعراف والقوانين والشرائع.
وقال المركز، إنه مع تمدد الحوثيين عام 2011م إلى عمران ومقتل المعلم (ماشا يعيش النهاري) هرب اليهود ولم يبق سوى أربع أسر، منها ثلاث في منطقة خارف بمحافظة عمران، وأسرة واحدة في أرحب، وعدد أفرادها 11 شخصا لا غير.
وفي العام 2013م أقدم أشخاص على قتل يهودي في صنعاء يدعى هارون يوسف الزنداني.
ومع سيطرة الحوثيين على صنعاء خشي اليهود من تصفيتهم، فسافر ما يقارب 30 شخصاً إلى إسرائيل.
كما تم اعتقال أحد أفراد الطائفة اليهودية بتهمة تهريب مخطوطة أثرية، وتعتبر هذه التهمة كيدية وادعاءات باطلة ليس لها أي أساس من الصحة، ولم يتم الإفراج عنه حتى الآن بسبب انتمائه الديني.
ونقل مركز إنصاف، عن تأكيدات مصدر موثوق أنه تم الإفراج عن بقية المتهمين بنفس القضية، تهمة تهريب مخطوطة أثرية.
ويتواجد اليهود حالياً في ثلاث مناطق باليمن: ريدة، ناعط في أرحب، فضلا عن عدد منهم يتواجدون في المدينة السياحية في العاصمة صنعاء، بعد تعرضهم لاعتداءات في مناطقهم الأصلية الواقعة في مناطق أخرى نائية من اليمن.
وبحسب مقابلة مع رئيس الطائفة اليهودية حالياً في اليمن، فإن عددهم لا يتجاوز 43 فردا، ويتوزعون على الثلاث المناطق المذكورة على النحو الآتي: ريدة 9، وأرحب2، ومدينة صنعاء 32.