“أمنستي”: كيف لأنقرة أن تسلم قضية خاشقجي لقتلته
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – عقبت منظمة العفو الدولية على نية تركيا التوصية بتعليق المحاكمة الغيابية لـ26 سعوديًا متهمًا بقتل الصحفي “جمال خاشقجي”، وتحويل القضية إلى السعودية.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة “أنياس كالامار”: “اليوم هو يوم مظلم لأولئك الذين أمضوا أكثر من 3 سنوات نضالهم من أجل تحقيق العدالة لخاشقجي”.
وأكملت: “بنقل قضية جريمة قتل ارتُكبت على أراضيها، ستعيد تركيا عن علم وبإرادتها إلى أيدي أولئك الذين يتحملون مسؤوليتها فعليا”.
وأكدت “كالامار” أن النظام السعودي فشل مرارًا وتكرارًا بالتعاون مع المدعي العام التركي ولا يمكن تحقيق العدالة من محكمة سعودية.
وتساءلت: “ماذا حدث لالتزام تركيا المعلن بأن العدالة يجب أنّ تسود بجريمة خاشقجي المروعة وأنها لن تكون أبدًا بيدقًا في الحسابات والمصالح السياسية؟”.
وزادت كالامار: “إذا علقت تركيا الملاحقة القضائية، فسيضمن ذلك الإفلات من العقاب للجناة، ما يشكّل عكس تحقيق العدالة لجمال”.
وذكرت أن وزير العدل التركي بكر بوزداغ يمهد بقراره الطريق للإفلات من العقاب والظلم، لكن لم يفت الأوان بعد للتراجع عن القرار غير المدروس.
وصنفت صحيفة فرنسية جريمة اغتيال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، كواحدة من أشهر عمليات اغتيال المعارضين خلال سنوات.
وذكرت صحيفة “ويست فرانس” أن اغتيال “خاشقجي” كان من أقصر عمليات الاغتيال والتصفية عمرًا من ناحية الكشف عنها ومنفذها. وبينت الصحيفة أن السعودية وروسيا والصين لهم سجلات حافلة بإرهاب وتسكيت المعارضين.
وأوضحت أن القتلة يقيمون بفيلات ومبانٍ تديرها وكالة أمن الدولة السعودية بعيدًا عن جدران سجونها سيئة السمعة. وبات القتل غير المباشر لدى السلطات السعودية نهجا في تصفية الدعاة والمعارضين.
وذكرت أن اغتيال خاشقجي تم بأوامر ملكية سعودية بقنصلية بلاده في إسطنبول بأكتوبر 2018، ما نتج عنه فضيحة عالمية.
وأكدت الصحيفة أنه “ما زالت تدفع ثمنها الرياض حتى اليوم”. يذكر أن السلطات الفرنسية اعتقلت أحد المشاركين الرئيسيين بقتل خاشقجي عام 2018.
وأوضحت إذاعة “آر.تي.إل” الفرنسية أنه جرى اعتقال خالد العتيبي أثناء قيامه بمحاولة السفر من باريس إلى الرياض. ويعتبر العتيبي (33 عاما) أحد المشاركين الرئيسيين باغتيال خاشقجي بجريمة بشعة هزت العالم.
وبينت الإذاعة أنه وفقا لمعلومات خاصة تم اعتقال العتيبي في مطار شارل ديغول شمال شرق العاصمة باريس. وأكدت أن العتيبي كان مطلوبا من قبل الإنتربول على خلفية مشاركته في قتل وتقطيع خاشقجي.
غير أن هذا لم يمنعه-بحسب الإذاعة الفرنسية- من محاولة استخدام جوار سفره للسفر من باريس للرياض. وتكذب تحركات العتيبي ومتهمين رئيسيين باغتيال خاشقجي مزاعم السعودية بأنه جرى معاقبتهم على الجريمة.
وكان يخدم العتيبي في الحرس الملكي السعودي. وهو أحد المتهمين الأساسيين بقتل خاشقجي بمقر قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.
وقتلت فرقة خاصة بتوجيهات من ولي العهد السعودي الصحفي “خاشقجي” بتاريخ في 2 أكتوبر عام 2018.
الأكثر أهمية أن عملية الاعتقال هذه تأتي بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية. وقالت صحيفة بريطانية إن ماكرون سيصبح من أوائل القادة الغربيين الذين يلتقون بـ”ابن سلمان” منذ مقتل “خاشقجي” عام 2018.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” أن ماكرون صرح قبيل زيارته إلى السعودية أنه لم ينس مقتل الصحفي السعودي ولا يؤيده.
ووقع ولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات محمد بن زايد مع ماكرون صفقة لشراء عشرات المقاتلات والمروحيات وأخرى.
ووصل “ماكرون” إلى الإمارات مساء الخميس في مستهل جولة خليجية تشمل السعودية وقطر أيضا.