حملة مفسدو السلام 2021 – حملة حقوقية تشاركية لوصم الجناة في اليمن

أطلقت، أمس 21 سبتمبر، مجموعة من المنظّمات الحقوقية اليمنية والدولية، حملة حقوقية تشاركية جديدة من أجل المساءلة والمحاسبة في اليمن.

وتأتي هذه الحملة تحت عنوان “مفسدو السلام 2021″، قبل ساعات من المؤتمر الأممي المخصص لمناقشة الأزمة الإنسانيّة في اليمن، والمقرر انعقاده اليوم، بمشاركة حكومات عدّة على هامش الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة.

أصبحت الحرب الممتدة في اليمن منذ 7 سنوات واحدةً من أكثر الصراعات دموية، وأسوأ كارثة إنسانية من صنع الإنسان في العالم، إذ خلّفت أكثر من 20.7 مليون شخصًا بحاجة للمساعدة الإنسانية اليومية، وأكثر من 400 ألف طفل معرّضين لخطر الموت، و16.2 مليون يمني يصارعون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.

في حملة “مفسدو السلام” تطلع المنظمات المنظمة للحملة إلى تعزيز الجهود الدولية لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده، وذلك من خلال آلية جديدة تعتمد على تسمية المستفيدين من الحرب وتجّار الصراع ووصمهم، وفضح أولئك الذين عرقلوا مساعي السلام في اليمن من الداخل والخارج.

ومن أهداف هذه الحملة إثبات مسئوليات المستفيدين من الصراع المباشرة وغير المباشرة عن أخطر الجرائم الإنسانية المرتكبة في اليمن، كخطوة أولى نحو المساءلة والمحاسبة وكسر حلقة الإفلات من العقاب.

كما تهدف الحملة إلى دعم منظّمات المجتمع المدني اليمنية والإقليمية والدولية الساعية لتحقيق العدالة، والدفع بها إلى قلب دوائر المفاوضات والتسويات الدولية لحل الصراع اليمني.

يقول “نيل هيكس”، مدير برنامج المناصرة الدولية في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: “إن اتفاقيات السلام بين المجرمين لا تعني سوى إعادة توزيع الغنائم وضمان إفلات الجميع من المساءلة والعقاب، لذا يجب بناء السلام الدائم على العدل والمحاسبة”.

حدّدت الحملة 10 فئات من الجرائم اعتبرتها الأكثر خطورة في اليمن، لتكون محور الترشيحات وعمليات التصويت –عبر هذه الاستمارة المشفّرة والآمنة– خلال المرحلة الأولى من الحملة والممتدة حتى 13 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

هذه الجرائم هي؛ عرقلة مباحثات السلام، إدامة الحرب الاقتصادية، الانتهاكات الجسيمة لحقوق المدنيين، التسبب في المعاناة الإنسانية عبر عرقلة المساعدات، العنف القائم على النوع الاجتماعي الجنسي والجسدي، انتهاك حقوق الصحفيين وحرية التعبير، تسليح أطراف الصراع، التسبب في مخاطر بيئية، الانتهاكات بحق الأطفال، والانتهاكات بحق طالبي اللجوء واللاجئين والمهاجرين.

وبحسب “هيكس”: “لكل مجموعة أو شخص تأثر بهذه الجرائم الشنيعة أو يرفض إفلات مرتكبيها من العقاب: هذه فرصتك لكشف مُفسدي السلام من داخل اليمن وخارجه، لفضح أعمالهم المُفسدة والمُعرقلة أمام العالم.”

في المرحلة الثانية من الحملة، ستتولّى مجموعة من الباحثين المختصين في الشأن اليمني فحص قوائم الجناة المرشحين، والتحقق ممّا ورد من أدلة ومعلومات تثبت تورّطهم في هذه الجرائم.

وذلك قبل مشاركة النتائج الأولية مع لجنة تحكيم تضم مجموعة من الخبراء في الشأن اليمني، لمزيد من فحص الأدلة وتنقية القوائم، تمهيدًا للإعلان عن القوائم النهائية لـ “مفسدي السلام” ضمن الفعالية الختامية للحملة في أكتوبر 2021.

تضم لجنة التحكيم الخاصة بالحملة؛ المحامي الحقوقي الأمريكي ريد برودي، والناشط الحقوقي اليمني المرشح لجائزة نوبل للسلام براء شيبان، ورئيسة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان أليس موجوي، والمحامية والناشطة الحقوقية اليمنية هدى الصراري، الحاصلة على جائزة مارتن إينالز عام 2020.

دعت حملة “مفسدو السلام” جميع مؤيدي ودعاة السلام حول العالم، بمن فيهم الإعلاميين والحقوقيين، للمشاركة في توسيع دائرة وصم المُفسدين مُعرقلي السلام في اليمن، من خلال التعريف بهذه الحملة، وتقديم الترشيحات بأسماء الجناة، ومتابعة الفعالية الإلكترونية الختامية للإعلان عن القائمة النهائية لـ “مفسدي السلام 2021″.

وذلك كخطوة أولى للضغط من أجل محاسبة هؤلاء المفسدين، وردع الآخرين، في آلية جديدة تبدأ فيها المحاسبة من القاعدة الجماهيرية وتدفع بها إلى قمة سلم المحاسبة والعدالة.

اقرأ أيضاً: رصاص الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي يتوحد في قمع المتظاهرين

قد يعجبك ايضا