الأورومتوسطي يوثق يوميات حرب الإبادة الجماعية في غزة من خلال تقرير جديد له
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير أولي له الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لكل أشكال البنى التحتية المدنية بشكل شامل ومباشر في قطاع غزة في إطار الحرب المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وخلص التقرير الذي يحمل عنوان (يوميات الحرب: الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة)، إلى أن إسرائيل استخدمت مستويات متطرفة وغير مسبوقة من القوة غير المتناسبة وأظهرت استخفافًا شبه كامل بأرواح المدنيين.
وأكد المرصد الأورومتوسطي، أن الجيش الإسرائيلي لم يدّخر شيئًا تقريبًا في هجماته على قطاع غزة التي لا يمكن وصفها إلا بأنها إبادة جماعية في طور التشكل.
وسلط التقرير الضوء على بعض الأعمال الإسرائيلية الأكثر فظاعة في غزة على أساس يومي، والتي قد يصل بعضها إلى مستوى جرائم حرب بحق المدنيين وجرائم ضد الإنسانية.
وبحسب توثيق فريق الأورومتوسطي فإن ما لا يقل عن 20031 فلسطينيا قتلوا في غزة، بينهم 8176 طفلا و4112 امرأة، بينهم 18460 مدنيا، فيما أصيب أكثر من 36350 آخرين، حوالي 70% منهم كونهم أطفال ونساء.
ويشمل هذا الرقم أكثر من 4800 شخص مفقود عالقين تحت أنقاض المباني المدمرة لعدة أيام وأسابيع، وتتضاءل فرص العثور عليهم أحياء.
وذكر التقرير أنه خلال 48 يومًا من الهجوم المستمر، دمرت إسرائيل بشكل كامل 59,240 وحدة سكنية وألحقت أضرارًا جزئية بـ 165,300 وحدة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير ما لا يقل عن 124 منشأة صحية (22 مستشفى، و55 عيادة، و46 سيارة إسعاف) كليًا أو جزئيًا.
وتضررت أكثر من 266 مدرسة؛ كما تم تدمير 140 مقراً صحفياً ومكتباً إعلامياً كلياً أو جزئياً، بالإضافة إلى 91 مسجداً و3 كنائس.
تضررت 1040 منشأة صناعية. وقد نزح أكثر من 1,730,000 فلسطيني داخليًا في غزة، وهو ما يمثل أكثر من 75% من إجمالي السكان.
وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده: “إن حجم الدمار في غزة متعمد، وقد اعترف به المسؤولون الإسرائيليون علنًا، سواء كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يتفاخر بالتركيز على الأضرار وعدم الدقة، أو وزير الزراعة الذي وصف الحرب بأنها “نكبة” ثانية، أو عشرات النواب والوزراء الآخرين الذين يكررون هذا الهدف بشكل صريح”.
وأضاف عبده: “من الواضح أن إسرائيل عازمة على تقديم خلق نموذجا تحذيريا من غزة، لإرهاب سكانها ومعاقبتهم وإذلالهم وسحقهم لجعلهم عبرة تجبر الفلسطينيين في جميع الأراضي المحتلة على الاستسلام”.
وأكد أن “الحرب الإسرائيلية مصممة لترك أضرارا نفسية وجسدية دائمة على معظم سكان غزة وخلق ظروف تجعل القطاع غير قادر على الحفاظ على حياة إنسانية منظمة”.
وشدد المرصد الأورومتوسطي على أنه حتى لو انتهت الحرب اليوم، فسوف يستغرق الأمر عقودًا قبل أن تعود غزة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي كان بالفعل بيئة غير صالحة للعيش وغير مستدامة.
وطالب المرصد الحقوقي في تقريره إسرائيل بالوقف الفوري لهجماتها والتراجع عن القرارات والإجراءات التي تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي، بما في ذلك الحصار وأوامر الطرد الجماعي.
ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى إدانة الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي بشكل لا لبس فيه ومواصلة الضغط على إسرائيل للامتثال الكامل لمعايير حقوق الإنسان، وإجراء تحقيق دولي مستقل عاجل في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المحتملة التي ارتكبت في غزة.
كما دعا المرصد الأورومتوسطي الاتحاد الأوروبي ومؤسساته المختلفة إلى ضمان عدم قيام أي مسؤول في الاتحاد بالإدلاء بتصريحات قد تشجع أو تتستر أو تبرئة ارتكاب جرائم الحرب في غزة.