جنوب السودان الدولة الـ 112 في الاتفاقية الدولية للذخائر العنقودية
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – انضم جنوب السودان إلى “الاتفاقية الدولية للذخائر العنقودية” في 3 أغسطس/آب 2023، وهو الدولة الـ 112 التي تقوم بذلك.
يمكن إطلاق الذخائر العنقودية من الأرض بواسطة المدفعية، والقذائف الصاروخية، والصواريخ، وقذائف الهاون، أو إسقاطها من الطائرات. وعادة ما تفتح في الهواء وتنثر عدة قنابل أو ذخائر صغيرة على مساحة واسعة.
لا تنفجر العديد من الذخائر الصغيرة عند الاصطدام الأولي، ما يجعلها خطرا طويل الأمد، كالألغام الأرضية.
وافقت “الجمعية الوطنية” في جنوب السودان على مقترح الانضمام إلى اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008 في 9 مايو/أيار. وأودعت الدولة وثيقة الانضمام لدى الأمم المتحدة في 3 أغسطس/آب.
تحظر الاتفاقية بشكل شامل الذخائر العنقودية وتتطلب من الدول الأطراف تدمير مخزونها، وتطهير المناطق الملوثة بمخلفات الذخائر العنقودية، وتقديم المساعدة إلى ضحايا الأسلحة.
قالت ماري ويرهام، مديرة قسم الأسلحة بالإنابة في هيومن رايتس ووتش ورئيسة “تحالف الذخائر العنقودية”: “بحظر القنابل العنقودية، يتخذ جنوب السودان خطوة مهمة لتعزيز السلام والأمن الدوليين”.
وأضافت ويرهام: “على الدول الأخرى أن تحذو حذو جنوب السودان لأن حظر الاستخدام الجديد للذخائر العنقودية هو ضرورة إنسانية وحقوقية”.
كان جنوب السودان قد أعرب عن اهتمامه بالانضمام إلى الاتفاقية منذ أن أصبح دولة مستقلة في 9 يوليو/تموز 2011.
وافق مجلس الوزراء بالإجماع على انضمام جنوب السودان إلى الاتفاقية في 2017 وأحال الأمر إلى البرلمان للموافقة التشريعية.
شارك جنوب السودان كمراقب في الاجتماعات الرسمية للاتفاقية منذ 2011. وانضم إلى المعاهدة الدولية لحظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 حيث خلف السودان بعد استقلاله عنه.
قدّم جنوب السودان تقارير شفافية طوعية للاتفاقية في عامي 2020 و2021، مؤكدا أنه لا يمتلك أي مخزون من الذخائر العنقودية. في 2014، أعلن جنوب السودان أنه لم ينتج ذخائر عنقودية ولا ينوي الحصول عليها أو استخدامها.
لم ترد أي تقارير أو مزاعم عن استخدام القوات الحكومية التابعة لجنوب السودان لذخائر العنقودية، لكن البلاد ملوثة بمخلفات الذخائر العنقودية التي تُلقى من الجو وتُطلق من الأرض الناتجة عن النزاعات السابقة.
أفادت هيومن رايتس ووتش في فبراير/شباط 2014 أنه عُثر على مخلفات قنابل عنقودية من الحقبة السوفيتية من طراز RBK 250-275، منها ذخائر صغيرة سليمة من طراز AO-1SCh، في جوار مدينة بور في ولاية جونقلي، بعد الضربات الجوية التي شنتها القوات الأوغندية، التي كانت تقدّم دعما جويا لحكومة جنوب السودان خلال عملية عسكرية ضد قوات المعارضة.
أنكرت أوغندا – وهي من الدول الموقعة على الاتفاقية – أنها استخدمت الذخائر العنقودية.
طالبت هيومن رايتس ووتش “الهيئة الوطنية لمكافحة الألغام” في جنوب السودان تكثيف جهودها لإزالة مخلفات الذخائر العنقودية ومساعدة ضحايا الأسلحة.
بالإضافة إلى 112 دولة طرف في اتفاقية الذخائر العنقودية، التي دخلت حيز التنفيذ في 1 أغسطس/آب 2010، وقّعت 12 دولة أخرى على الاتفاقية لكنها لم تصادق عليها بعد.
كانت نيجيريا الدولة السابقة التي صادقت على الاتفاقية، في 28 فبراير/شباط 2023.
ثمانية من الدول الموقعة التي لم تصادق على الاتفاقية بعد موجودة في أفريقيا وهي:
- أنغولا.
- أوغندا.
- تنزانيا.
- جمهورية أفريقيا الوسطى.
- جمهورية الكونغو الديمقراطية.
- جيبوتي.
- كينيا.
- ليبيريا.
والدول الأخرى هي إندونيسيا، وجامايكا، وقبرص، وهايتي.
كما أن هناك عشر دول أخرى في أفريقيا لم تنضم إلى الاتفاقية وهي: إثيوبيا، وإريتريا، والجزائر، وزيمبابوي، والسودان، والغابون، وغينيا الاستوائية، وليبيا، ومصر، والمغرب.
منذ الغزو الشامل الذي شنته في 24 فبراير/شباط 2022، استخدمت القوات الروسية الذخائر العنقودية بشكل متكرر في أوكرانيا، ما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية وتلويث الأراضي الزراعية.
استخدمت القوات الأوكرانية أيضا الذخائر العنقودية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
سبق للتحالف العسكري السوري-الروسي استخدام الذخائر العنقودية في هجمات على محافظة إدلب في سوريا في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين. لم تنضم أي من هذه الدول إلى اتفاقية الذخائر العنقودية.
قالت ويرهام: “إزالة الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب هي طريقة أساسية لمساعدة العديد من الأفارقة على تحقيق السلامة والأمن في حياتهم اليومية”.
واضافت: “مع هذا الانضمام، نأمل أن يتلقى جنوب السودان دعما أكبر لمواصلة نزع وتدمير مخلفات الذخائر العنقودية، والألغام الأرضية، والأسلحة الأخرى المستخدمة في النزاعات السابقة”.