الأورومتوسطي: آلاف من طالبي اللجوء محتجزون في جزر الكناري
جنيف- دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم الاتحاد الأوروبي إلى التدخل العاجل لمعالجة الظروف غير الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2,300 مهاجر وطالب لجوء في جزر الكناري مبديًا قلقه البالغ من صعوبة الأوضاع المعيشية مع تزايد أعداد طالبي اللجوء هناك بشكل لافت.
وقال المرصد الحقوقي الدولي ومقرّه جنيف في بيان صحفي إنّ أكثر من 500 مهاجر وطالب لجوء فقدوا أرواحهم منذ بداية العام الحالي أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري، في حين نجح أكثر من 17,500 بالوصول، بزيادة بلغت عشرة أضعاف عن عدد الواصلين في العام الماضي.
وبيّن الأورومتوسطي أنّ معظم الواصلين من الذين نجوا من طريق الهجرة الخطير في المحيط الأطلسي يتم نقلهم إلى مخيم طوارئ في ميناء “أرغوينغوين” بجزيرة “غران كناريا” لإجراء الفحوصات الأمنية والطبية.
ورغم أنّ الميناء مصمم لاستيعاب 400 فرد بحد أقصى، تحتجز السلطات في المخيم نحو 2,300 مهاجر وطالب لجوء في ظروف غير إنسانية، إذ يفترشون الأرض ولا يجدون أسرّة للنوم، ويحتجزون على رصيف الميناء لأسابيع في مخالفة للقانون الإسباني (72 ساعة أقصى مدة للاحتجاز في مثل هذه الحالات)، حتى أنّ وزيرة الدفاع الإسبانية “مارغريتا روبليس” اعترفت أخيرًا أن الظروف هناك “ليست الأنسب لعيش البشر”.
وقبل نحو أسبوع، وعد وزير الهجرة الإسباني “خوسيه لويس إسكريفا” بإنشاء المزيد من مخيمات الطوارئ في غضون أسابيع لاستضافة ما يصل إلى 7 آلاف مهاجر، وإجراء ترتيبات “أكثر استقرارًا” للتعامل مع الوافدين الجدد.
ومع ذلك، تحاول إسبانيا الحد من تدفقات الهجرة إلى جزر الكناري بطرق مختلفة منها إجراء مفاوضات مع المغرب والسنغال للعمل على تقليص أعداد الوافدين. كما لا تقدم السلطات الدعم اللازم لطالبي اللجوء والمهاجرين، وتمارس عمليات الترحيل دون تقديم المساعدة القانونية للمهاجرين أو تقديم معلومات واضحة بلغة يفهمونها.
وقالت الباحثة في شؤون الهجرة لدى المرصد الأورومتوسطي “ميشيلا بولييزي”: “إنّ طريق المحيط الأطلسي أصبح أحد أكثر وأخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون وطالبو اللجوء حول العالم، إذ تتزايد أعداد الوفيات والوافدين بشكل متصاعد في إسبانيا وجزر الكناري”.
وتابعت “يجب أن يتجاوز حل الاتحاد الأوروبي مجرد توفير خيام مؤقتة للمهاجرين وطالبي اللجوء، إلى توفير ملاذ آمن وكريم ومستدام لهم”.
وطالب المرصد الأورومتوسطي إسبانيا بالإنهاء العاجل لحالة الاكتظاظ في ميناء “أرغوينغوين”، ومعالجة الظروف غير الصحية هناك، وزيادة أماكن الاستقبال البديلة للرصيف البحري، ونقل طالبي اللجوء بوتيرة أسرع إلى البر الرئيسي الإسباني، وضمان وصول المهاجرين وطالبي اللجوء إلى إجراءات لجوء عادلة.
وحث الأورومتوسطي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف عمليات البحث والإنقاذ في طرق الهجرة بالمحيط الأطلسي للحد من عمليات الغرق، إلى جانب تقديم دعم ملموس لجزر الكناري لمساعدتها في تحسين أوضاع الوافدين، واستقبالهم على نحو يضمن لهم كرامتهم الإنسانية.