تقرير حقوقي: تصعيد إسرائيلي غير مسبوق يضرب البنية العسكرية السورية خلال عام 2025
منذ انهيار نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، تحولت سوريا إلى مسرح مفتوح لهجمات إسرائيلية واسعة غير مسبوقة استهدفت البنية العسكرية في مختلف المحافظات.
بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان تعكس تصعيداً هو الأكبر منذ سنوات، مع مئات الضربات الجوية والبرية التي أعادت رسم خريطة المواقع والقواعد العسكرية، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من مدنيين وعسكريين.
ووفق توثيقات المرصد، تعرضت سوريا منذ سقوط النظام إلى 813 ضربة أسفرت عن تدمير 860 هدفاً ومقتل 76 شخصاً. ومنذ مطلع عام 2025 وحده، أحصى المرصد 103 استهدافات نفذتها إسرائيل، بينها 89 ضربة جوية و14 برية، دمرت نحو 140 هدفاً تنوعت بين مخازن سلاح ومنشآت عسكرية وآليات.
تصعيد منذ السقوط
على مدى 210 يوماً بعد انهيار النظام، نفّذت إسرائيل نحو 500 غارة دمّرت أكثر من 720 هدفاً في 12 محافظة. جاءت دمشق وريفها في الصدارة بـ39 استهدافاً، تلتها درعا بـ32، ثم طرطوس بـ26، ودير الزور بـ22، واللاذقية بـ19، والحدود الجنوبية في السويداء والقنيطرة ودرعا بوصفها أكثر النقاط حساسية.
حصيلة بشرية متصاعدة
الضربات منذ بداية 2025 أودت بحياة 76 شخصاً، بينهم:
– 38 من إدارة العمليات العسكرية ووزارة الدفاع
– 24 مدنياً، بينهم طفلان وسيدتان
– 9 مدنيين حملوا السلاح
– 5 مجهولو الهوية بينهم لبنانيان
كما أصيب 54 عنصراً من وزارة الدفاع و20 مدنياً بجروح متفرقة.
التوزيع الجغرافي للضربات الجوية هذا العام
سجّل المرصد:
– 31 ضربة في دمشق وريفها
– 17 في درعا
– 14 في السويداء
– 9 في حمص
– 7 في القنيطرة
– 5 في اللاذقية
– 3 في حماة
– 2 في طرطوس
– 1 في حلب
وشملت أبرز الخسائر استهداف مبنى رئاسة الأركان السورية في دمشق، وقصف مواقع قرب الحدود السورية–اللبنانية، وتدمير مقار دفاعية في السويداء.
الضربات البرية
تركّزت الهجمات البرية في الجنوب، خصوصاً في ريف درعا والقنيطرة، حيث وثّق المرصد:
– 6 ضربات في ريف درعا أسفرت عن مقتل 16 من المدنيين الذين حملوا السلاح
– 7 في القنيطرة
– 1 في ريف دمشق
أشهر ثقيلة بالتصعيد
شهد شهرا آذار وتموز أعلى معدلات الضربات. ففي آذار وحده وثقت 20 استهدافاً خلّفت 11 مدنياً قتيلاً. أما تموز فشهد 26 ضربة أودت بحياة 18 شخصاً وأصابت أكثر من 30 آخرين، مع تركّز واضح في السويداء ودمشق.
يشير المرصد إلى أن بعض الهجمات كانت متزامنة على أكثر من محافظة، ما يفسّر الفارق بين عدد الضربات وعدد الاستهدافات الفعلية.
خلاصة المشهد
مع غياب سلطة مركزية بعد سقوط النظام، باتت سوريا مكشوفة بالكامل أمام العمليات الإسرائيلية. ويظهر من الأرقام أن عام 2025 يسجّل واحدة من أكثر المراحل دموية وتدميراً، مع استمرار الانهيار العسكري وغياب أي قدرة على صدّ الهجمات التي طالت العمق السوري من الجنوب حتى الساحل والبادية.