تصاعد الهجمات المعادية للسامية في أمريكا خلال التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط

قالت هيومن رايتس ووتش أن مجموعة من الشبان يلوّحون بالعلم الفلسطيني اعتدت في 18 مايو/أيار على رواد مطعم كانوا يجلسون خارجا في لوس أنجلوس بعد أن سألوهم عما إذا كانوا يهود.

وأضافت المنظمة أن مهاجمون ضربوات شابا يرتدي قلنسوة في الشارع بعد يومين، في مدينة نيويورك، بالقرب من مكان اشتبك فيه متظاهرون من أنصار إسرائيل وأنصار الفلسطينيين في اليوم نفسه.

يذكر أن القتال بين إسرائيل وفلسطين في مايو/أيار الماضي تزامن مع ارتفاع في حوادث معاداة السامية في الولايات المتحدة، كما شهدنا سابقا، ولكن في هذه المرة تمثلت إضافة جديدة في تعرّض اليهود لاعتداءات جسدية هذه المرة، وفقا للناطق باسم “رابطة مكافحة التشهير” لـ هيومن رايتس ووتش.

بعد أشهر فقط من رحيل رئيس أمريكي لم يُدن المتظاهرين في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا عام 2017 عندما هتفوا، “لن يحل اليهود محلنا”، تذكرنا هذه الاعتداءات بأن معاداة السامية ليست حكرا على اليمين المتطرف.

إدانة الانتهاكات الحقوقية الإسرائيلية أو دعم المقاطعة ضد إسرائيل لا يشكلان بحد ذاتهما معاداة للسامية. لكن عندما يُعامَل اليهود بالتبعية على أنهم متواطئون في الأذى الذي تلحقه الحكومة الإسرائيلية بالفلسطينيين، فذلك معاداة للسامية.

قالت هيومن رايتس ووتش أن الادعاء بأن معظم اليهود الأمريكيين يدعمون الحكومة الإسرائيلية – وهو ادعاء يشكك فيه استطلاع حديث للرأي – ليس عذرا.

يشار إلى أن إدارة بايدن أدانت هذه الهجمات المعادية للسامية، ووصفتها بـ “المشينة”، لكنها لم ترشح بعد مبعوثاً خاصاً جديداً لمعاداة السامية في وزارة الخارجية. سيساهم ملء هذا المنصب في التعاطي مع معاداة السامية ومكافحتها في الولايات المتحدة وعالميا.

قالت هيومن رايتس ووتش أنه ينبغي لبايدن ضمان التزام المبعوث الذي يرشحه أيضا بإلغاء جهود إدارة ترامب لتصنيف أجزاء واسعة من انتقادات إسرائيل بأنها معاداة للسامية، الأمر الذي لم يخدم قضية محاربة معاداة السامية الفعلية.

يذكر أن ائتلافان من المحللين والباحثين هذا العام حاولوا أن يحددوا بدقة متى يتجاوز نقد إسرائيل الحد. أفادا أن ذلك يتضمن تصوير إسرائيل على أنها “جزء من مؤامرة عالمية شريرة لسيطرة اليهود على وسائل الإعلام أو الاقتصاد أو الحكومة أو غيرها من المؤسسات المالية أو الثقافية أو المجتمعية”، أو تطبيق صور أو رموز نمطية أخرى واضحة تثير تقليديا معاداة السامية.

يُجمِع الائتلافان على أن “نقد إسرائيل استنادا إلى أدلة”، حتى عندما يكون “مثيرا للجدل”، ليس معادٍ للسامية في ظاهره. من شأن مبعوث بايدن الخاص بمعاداة السامية، عبر تبني مثل أوجه التمييز هذه، إبراز متى يشكل انتقاد إسرائيل بالفعل كراهية ضد اليهود أو العكس.

ثمة أمر واحد واضح: الاعتداء على شخص يهودي أو توجيه شتائم عنصرية إليه نتيجةً لما قد تكون تفعله الحكومة الإسرائيلية هو معاداة للسامية.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحث الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية على الامتناع عن الخطوات الأحادية

قد يعجبك ايضا