مسؤول أممي يؤكد دعم الشعب الأوكراني ويحدد ملامح خطة الاستجابة بعد كارثة السد
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أكد كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن خطط مساعدة الشعب الأوكراني، عقب تدمير سد كاخوفكا، تركز في الوقت الحالي على إنقاذ الأرواح والاستجابة لحالة الطوارئ الناجمة عن هذه الكارثة.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة تحدث مارتن غريفيثس وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن خطة مكونة من ثلاث خطوات لتقديم الدعم الإنساني لجميع الأوكرانيين المتضررين بتدمير السد، والذين واجهوا حربا تمتد لأكثر من عام في أعقاب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وشدد غريفيثس على الحاجة لإنقاذ الناس ونقلهم إلى أماكن آمنة يستطيعون فيها الحصول على الغذاء ومياه الشرب الآمنة.
بعد أربعة أيام من تدمير سد كاخوفكا جنوب أوكرانيا، بدأت الفيضانات في الانحسار على الرغم من أن الكارثة لا تزال تتسبب في نزوح مزيد من الناس وتصاعد الاحتياجات الإنسانية، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي يترأسه مارتن غريفيثس.
في منطقة خيرسون الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن 320 شخصا نزحوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليزيد العدد الإجمالي لمن اضطروا إلى مغادرة منازلهم إلى أكثر من 2500.
وعبر مناطق خيرسون التي تخضع لسيطرة أوكرانيا، تضررت قرابة 40 قرية وبلدة بشدة من الفيضانات ولحق الدمار بأكثر من 3620 منزلا، وفق أحدث تقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وسلط غريفيثس الضوء على خطة الأمم المتحدة للاستجابة ذات المراحل الثلاث.
وقال إن “إجراءات الطوارئ تشمل: إيصال الناس إلى بر الأمان، وتوصيل الإمدادات المنقذة للحياة، وتقييم العواقب على المدى الطويل”. ويجري العمل الآن أيضا على إعداد نداء إنساني لضمان توفير المساعدة الطارئة.
وردا على تقارير إعلامية حول تعليقات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن بطء عمل وكالات الإغاثة، قال غريفيثس إن الاستجابة الفورية كانت دائما هي الأولوية.
وأضاف: “أتفهم شعور الرئيس بالإحباط. ما ركزنا عليه كان محاولة تحريك الاستجابة بأسرع وقت ممكن”.
وحول أحدث جهود الإغاثة، قال المسؤول الأممي إن قافلتي مساعدات – غادرتا يوم الخميس – وصلتا إلى 30 ألف شخص في خيرسون، بالإضافة إلى وصول مساعدات أخرى اليوم الجمعة.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إن أولويات المرحلة الأولى، في الأيام المقبلة، ستكون مواصلة إنقاذ الناس وإيصال الإمدادات الطبية والمساعدات الغذائية بما في ذلك عبر القوارب التي يديرها برنامج الأغذية العالمي.
وتهدف المرحلة التالية إلى الوصول إلى المحتاجين، بمن فيهم 700 ألف شخص يفتقرون حاليا إلى مياه الشرب المأمونة، بالإضافة إلى دعم سبل كسب العيش.
وقال مارتن غريفيثس إن دراسة العواقب البيئية والاقتصادية ستشكل جزءا من المرحلة الثالثة للاستجابة.
وحذر من أن عواقب تدمير السد ستنعكس على الأمن الغذائي العالمي، مشيرا إلى الضرر الكبير الذي لحق بالمحاصيل في أوكرانيا.
في حواره مع أخبار الأمم المتحدة مساء يوم الجمعة بمقر المنظمة الأممية، قال غريفيثس إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “تواصل مع السلطات الروسية في النصف ساعة الماضية”. وأشار إلى أن المكتب يسعى للحصول على إذن للوصول الآمن عبر خطوط المواجهات.
وتعليقا على حملة المعلومات المضللة المستمرة حول المسؤولية عن كارثة السد والملابسات المحيطة بها، قال المسؤول الأممي: “يتمثل واجبنا في قول الحقيقة بشأن الاحتياجات الإنسانية والعمل للاستجابة لها”.
وأضاف أن الرسالة التي يود توجيهها إلى المنطقة هي رسالة تضامن وتعاطف. وأشار إلى أن الناس الذين واجهوا حربا تمتد لأكثر من عام، استيقظوا فجأة في منتصف الليل على كارثة انفجار السد.
وقال “في ظل هذه الظروف، الرسالة الموجهة من العالم بسيطة للغاية: نحن نقف إلى جانبكم في وقت الحاجة هذا”.