الأمم المتحدة تكثف جهود انتشال بيروت من الكارثة
جنيف- بعد مرور أسبوع على تفجير بيروت لا تزال وكالات الأمم المتحدة تواصل تقييم الأضرار الإنسانية والمادية التي لحقت بالمدينة وسكانها، وتقييم الآثار المترتبة على الكارثة.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد قُتل 160 شخصا على الأقل بالتفجير، وأصيب أكثر من 5 آلاف شخص بجراح متفاوتة في انفجار العاصمة اللبنانية.
وقال المتحدث باسم أوتشا ينس لاركيه في تصريحات من جنيف، إن 37 في المائة من مراكز الرعاية الأولية، البالغ عددها 55 مركزا في بيروت أصيبت بأضرار متوسطة إلى ، مشيرا إلى أن 47 في المائة فقط من المرافق يمكنها الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية الروتينية بالكامل.
وأضاف “حدد تقييم المأوى السريع أحياء الجميزة ومار ميخائيل والأشرفية والكرنتينا على أنها مناطق ذات أولوية”. وتشير أوتشا إلى حاجة الكثير من الأسر إلى إمدادات الصرف الصحي ومعدات النظافة حتى يمكن استعادة الخدمات الأساسية في الأحياء المتضررة، في الوقت الذي تواصل وزارة الصحة الإفادة بارتفاع معدلات انتقال كـوفيد-19.
وفيات بين الأطفال
من جانبها، أشارت ماركسي ميركادو، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (أوتشا) إلى أنه حتى الآن تم تحديد مقتل ثلاثة أطفال على الأقل بسبب التفجيرات في بيروت و31 طفلا احتاجوا إلى العلاج في المستشفى، ويفيد الشركاء بوجود نحو ألف طفل من بين المصابين.
وأضافت ميركادو تقول: “تم فصل بعض الأطفال المصابين في البداية عن أسرهم، ولكن تم لم شملهم بعد ذلك. ولا يزال اثنان منفصلين عن أسرتيهما وهما الآن مع أسرة ممتدة ويشكلان الآن جزءا من خدمات إدارة الحالة للرعاية البديلة”.
وقد قامت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة العامة التي تنسقها يونيسف بإجراء مسوحات على 558 من المباني من بين ما يقدّر بثلاثة آلاف مبنىً متضرر، ووجدت أن 337 من المباني الـ 558 يمكن الوصول إليها، ومن بينها 135 لا تصلها المياه.
ولفتت المتحدثة باسم يونيسف الانتباه إلى أن العديد من الأسر ليس بإمكانها الوصول إلى إمدادات المياه النظيفة، بسبب الأضرار التي لحقت بالأنابيب التي تربط بين مصادر المياه والمباني، وداخل المباني.
بعض أنشطة الاستجابة الفورية
بحسب ميركادو، تقدم اليونسيف لقاح الكزاز الوقائي للمصابين، ووصلت هذه اللقاحات إلى البلاد يوم الجمعة (7 آب/أغسطس). وتوفر المنظمة المياه لعمّال الميناء وللمسعفين، وتنقل المياه بالشاحنات إلى أكشاك الصليب الأحمر اللبنانية الثلاثة التي تساعد الضحايا.
وأوضحت المتحدثة باسم يونيسف أنه تم نصب خيمة في وسط بيروت يستخدمها الشركاء لتقديم الإسعافات الأولية النفسية للأطفال ومقدمي الرعاية، وإحالة أولئك الذين يحتاجون إلى خدمات أخرى، بما في ذلك المأوى أو الماء أو الطعام أو مواد النظافة. وقالت: “تم الوصول إلى ما لا يقل عن 675 طفلا ومقدم رعاية حتى الآن، وسيتم نصب ثلاث خيام إضافية لاحقا هذا الأسبوع”.
يذكر أن يونيسف حشدت أكثر من 300 متطوع من الشباب للمساعدة في التنظيف والطبخ وتوزيع الطعام والماء والقيام بالإصلاحات الطفيفة في المنازل والمحلات التجارية، وقدموا المساعدة لنحو 14 ألف أسرة في بيروت .
وكانت يونيسف قد ناشدت، يوم الجمعة الماضية، الحصول على تمويل أولي بقيمة 8.25 مليون دولار، ولكن من المتوقع أن تكون الحاجة أزيد عن ذلك.
لاجئون من بين الضحايا
أفاد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بابار بالوش، خلال المؤتمر الصحفي في قصر الأمم بجنيف اليوم الثلاثاء، بأن ما لا يقل عن 34 لاجئا تم الإبلاغ عن وفاتهم في تفجير بيروت حتى الآن.
وأضاف يقول: “لا تزال فرقنا على الأرض تتحقق من هذه التقارير، ونخشى أن يرتفع عدد القتلى بين اللاجئين البالغ عددهم 200 ألف نسمة في بيروت. ولا يزال سبعة لاجئين في عداد المفقودين، وأصيب 124 بجراح، 20 منهم جراحهم بالغة الخطورة”.
وتركز جهود المساعدة التي تقدمها المفوضية على توفير الحماية وتأمين المأوى. وتحشد المفوضية 12 مليون دولار لاستجابتها الطارئة للأسر الأشد تضررا والأكثر ضعفا. وتشمل الحزمة 9.6 مليون دولار لتدخلات المأوى و2.44 مليون دولار لأنشطة الحماية على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة.
تحديد الأولويات لمساعدة المتضررين
أوضحت مفوضية اللاجئين أن مخزون المساعدات التابع لها في البلاد لم يتأثر بسبب تفجير بيروت ويشمل المخزون مجموعات المأوى والبطانيات والأغطية البلاستيكية والمراتب والعديد من المواد الهامة الأخرى، والتي تم توفيرها للصليب الأحمر اللبناني وغيره من الشركاء العاملين على الأرض.
وقال بالوش: “أولويتنا هي تحديد وتقديم المساعدة لمن يحتاجون إلى مقاومة الطقس في حالات الطوارئ.سيساعد هذا في تأمين الأبواب والنوافذ وتوفير نوع ما من الحماية.. والحفاظ على سلامة وأمن وخصوصية وكرامة السكان”.
وتشدد المفوضية على الحاجة إلى دعم دولي ثابت، وفي الوقت المناسب، لسكان بيروت ولبنان “الذين كانوا مضيفين أسخياء للاجئين لسنوات، وخلال الأوقات المحفوفة بالتحديات مثل المصاعب الاقتصادية وجائحة كوفيد-19”.
ومنذ الأسبوع الماضي، حشد برنامج الأغذية العالمي جهوده على الأرض للاستجابة لاحتياجات الناس الأكثر ضعفا، وقد خصص البرنامج طرودا غذائية لـ 5 آلاف أسرة شديدة الضعف ويُعِدّ لتوسيع نطاق ذلك إذا اقتضت الضرورة.
وبحسب المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بيرز، فإن الطرود الغذائية تكفي لإطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر واحد، وتشمل هذه الحزم المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والباستا والبرغل والعدس والفول والحمص والتونة وزيت الذرة والسكر والملح ومعجون الطماطم.
ويعتزم البرنامج توسيع برامج المساعدات النقدية في لبنان، ليشمل ذلك سكان بيروت، الذين تضرروا، بشكل مباشر، من التفجيرات. ويخطط البرنامج لتزويد 50 ألف شخص في لبنان بحصص غذائية لمدة ستة أشهر، ولذا تتطلب المساعدة الطارئة التي يطلقها برنامج الأغذية العالمي 235 مليون دولار لتوفير الدعم الغذائي للفئات الأكثر ضعفا، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي ودعم سلسلة التوريد للبلاد.
ووفق برنامج الأغذية العالمي، فإن معظم صوامع الحبوب تدمرت مما يتسبب في مخاوف الارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية. ويعتزم البرنامج تقديم مساعدات غذائية لـ 50 ألف أسرة لبنانية (270 ألف فرد) تضرروا بسبب الاقتصاد وأزمة كـوفيد-19، وقد كانت هذه الخطة معدّة حتى قبل وقوع التفجير.