هيومن رايتس ووتش: قلق حول اخفاء الحوثيون لبهائيين قسرا
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن قوات الحوثيين المسلحة اقتحمت في 25 مايو/أيار 2023 بصنعاء في اليمن منزلا كان يجتمع فيه بهائيين يمنيين، واحتجزت وأخفت لاحقا 17 شخصا.
يواجه البهائيون، وهم طائفة دينية وأقلية في اليمن، اضطهادا مستمرا على يد الحوثيين وسلطات الأمر الواقع في العاصمة صنعاء ومعظم اليمن.
قالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: “استهداف سلطات الحوثيين الصارخ للبهائيين على أساس معتقداتهم الدينية فحسب هو انتهاك واضح لحقوق الإنسان الخاصة بهم”.
وأضاف: “يتعين على السلطات الكشف فورا عن وضع البهائيين المحتجزين ومكان وجودهم، والإفراج عن كل من اعتُقل لمجرد ممارسته السلمية لدينه، واحترام حقوق جميع اليمنيين في حرية التعبير والمعتقد”.
قالت “الجامعة البهائية العالمية” وهي مجموعة غير حكومية تمثل البهائيين في جميع أنحاء العالم، إن الاجتماع كان بمثابة لقاء سنوي لانتخاب من يرعى شؤون البهائيين الإنسانية والمجتمعية في اليمن. تواجد شخصيا 17 فردا، بينما انضم عديدون عن بُعد عبر تطبيق “زووم”.
تحدثت هيومن رايتس ووتش مع شخص شهد اقتحام الاجتماع عبر زووم وسجل جزءا من الحادثة ثم نشرت الجامعة البهائية الفيديو على تويتر.
قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه بعد حوالي 15 دقيقة من بدء الاجتماع، وبينما كانوا ينتهون من التعارف، سُمع فجأة دويٌّ قوي، وصفه بأنه “مثل باب يُقتحم”، ثم صراخ في الخلفية.
قال إن الأشخاص في الاجتماع بدوا خائفين ووقفوا، ثم دخل أربعة رجال مسلحين يرتدون الزي الحوثي، ودفعوا الناس إلى داخل الغرفة، ومنعوهم من المغادرة.
يبدو أن مقطع الفيديو الذي شاركه تظهر فيه قوات الحوثيين تدخل الغرفة وتجبر الناس هناك على الجلوس.
قال: “سمعت أصوات صراخ وبكاء في الخلفية. رأيت وجوههم … في حالة صدمة وبعضهم رفع يديه تلقائيا”.
بعد ذلك ببرهة، أغلق أحد الرجال الحوثيين على ما يبدو الكمبيوتر المحمول، ولم يعد الشخص في تطبيق زووم قادرا على رؤية ما كان يحدث.
وفقا للجامعة البهائية، اعتُقل جميع الـ17 واُقتيدوا إلى مكان مجهول. لم تستجب سلطات الحوثيين لطلبات عائلات الضحايا للحصول على معلومات حول مصير أحبائهم، مما يُرجح تعرضهم للاختفاء القسري.
ذكر نادر السقاف، الأمين التنفيذي لمكتب الشؤون العامة للبهائيين في اليمن، وهي جماعة يمنية بهائية حقوقية، على تويتر أنه “تم إبلاغ الجامعة البهائية أيضا بحوادث أخرى تشير إلى أن هذه المداهمة قد تكون الأولى من عدة محاولات أمنية متعددة لاستهداف البهائيين في جميع المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.
الأحداث الأخيرة هي جزء مما وصفه، أحمد شهيد، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد، بأنه “نمط مستمر من اضطهاد” الحوثيين للبهائيين.
ألقى عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثي، خطابا في 2018 وصف فيه البهائيون بـ “الكفار”، وحث اليمنيون على “الدفاع عن بلادهم من خطر البهائيين وسائر الأقليات الدينية الأخرى”.
اعتقل الحوثيون دوريا البهائيين وأخفوهم ونفوهم قسرا. في2016، داهم الحوثيون مؤتمرا تعليميا للبهائيين في صنعاء واعتقلوا أكثر من 60 رجلا وامرأة وطفلاً.
لاحقا، في 2018، اتهم الحوثيون 24 شخصا، 22 منهم على الأقل من البهائيين، بالتجسس والردة في محكمة أدراها الحوثيون من دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
لا تزال جميع القضايا قيد التقاضي اليوم. في 2020، أطلق الحوثيون سراح ستة بهائيين احتُجزوا ظلما لعدة سنوات، ثم نُفوا قسرا لاحقا.
بالمثل، تعرض العديد من أتباع الطائفة البهائية اليمنية الآخرين للنفي القسري هربا من الاضطهاد.
قال أحد أتباع الطائفة البهائية الذي تحدث إلى هيومن رايتس ووتش وشهد على المداهمة عبر زووم إن اسمه كان على قائمة تضم 24 شخصا متهمين خطأ بالتجسس والردة، مما اضطره هو وعائلته إلى الفرار من البلاد.
قال إن “الكثيرين أُجبروا على الانتقال إلى منازل جديدة، وأحيانا إلى مدن جديدة، واضطروا جميعا إلى ’التواري عن الأنظار‘”.
قالت هيومن رايتس ووتش إن الهجوم الأخير على التجمع السلمي يبيّن مرة أخرى الحاجة الملحة إلى ضغط دولي للتصدي لاضطهاد الحوثيين المستمر للطائفة البهائية.
قال جعفرنيا: “انتهك الحوثيون بشكل منهجي حقوق الأقليات في اليمن ولم يظهروا أي علامة على التراجع. ينبغي للمجتمع الدولي التضامن مع المجتمع البهائي والضغط على الحوثيين للإفراج عن المحتجزين فورا”.