بريطانيا.. عسكرة بحر المانش لمنع عبور المهاجرين غير إنساني
جنيف– وصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم استخدام بريطانيا لوسائل عسكرية لمنع المهاجرين وطالبي اللجوء من عبور بحر المانش بالعمل “غير الإنساني وغير القانوني“، مؤكدًا أنه يعرض حياتهم للخطر، ويزيد من تفاقم المشكلة بدلاً من تقديم حلول ذات مغزى.
وقال المرصد الحقوقي الدولي ومقرّه جنيف في بيان صحفي اليوم الخميس، إنّ على حكومتي بريطانيا وفرنسا اتخاذ تدابير فعّالة توفر طرق لجوء أكثر أمانًا لطالبي اللجوء، وتضمن احترام حقوقهم، بدلاً من إغلاق جميع الأبواب في طريق بحثهم عن حياة أفضل.
وأبرز الأورومتوسطي إعلان وزيرة الداخلية البريطانية “بريتي باتيل” الأحد الماضي عن تقدمها بطلب مساعدة رسمي من وزارة الدفاع، وتعيينها للجندي السابق في مشاة البحرية الملكية “دان أوماهوني” للعمل مع الحكومة الفرنسية كـ”قائد سري لمجابهة خطر العبور من بحر المانش إلى بريطانيا” ودفع المهاجرين وطالبي اللجوء إلى العودة للشواطئ الفرنسية.
كما قالت الوزيرة في تصريحات لاحقة إنّ الحكومة عازمة على “العمل المشترك مع فرنسا لإغلاق هذا الطريق بشكل نهائي” في وجه القادمين.
وأعلنت كذلك وزارة الدفاع البريطانية إرسال طائرة عسكرية من طراز “RAF Atlas” للبدء بأعمال مراقبة بحر المانش والمساعدة في اعتراض المهاجرين وطالبي اللجوء الذي يحاولون العبور.
ومنذ بداية العام الحالي، نجح نحو 4 آلاف من طالبي اللجوء والمهاجرين القادمين من فرنسا في عبور بحر المانش والوصول إلى بريطانيا على متن قوارب مطاطية صغيرة، وكان أغلبهم من بلدان سوريا وأفغانستان والعراق ومناطق أخرى مزقتها الأزمات والنزاعات.
ويضطر طالبو اللجوء إلى المخاطرة بأرواحهم وسلك قنوات تهريب خطيرة أملًا في الوصول إلى ملجأ آمن بعيدًا عن الاضطهاد والاضطرابات في بلدانهم، إذ تدفعهم عوامل عدة إلى خوض تلك الرحلات الشاقة، كالإجراءات الفرنسية الصارمة تجاههم وخصوصًا في مخيمات “كاليه” و”دونكيرك”، والجهود الفرنسية البريطانية المشتركة للحد من عمليات التهريب عبر الشاحنات، والمخاوف الكبيرة من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كإغلاق الحدود.
ونوّه الأورومتوسطي إلى أنّ المهاجرين ينتقلون عبر قوارب مكتظة وغير مجهزة للإبحار، ما يُعرّضهم لخطر الغرق، لافتًا إلى أن قرار الحكومة البريطانية سيزيد من صعوبة وخطورة طريقهم، وسيدفعهم إلى اللجوء لبدائل أخطر في رحلة البحث عن مستقبلٍ آمن.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بريطانيا وفرنسا إلى احترام حقوق طالبي اللجوء ووضع إجراءات أكثر وضوحًا من شأنها الحفاظ على كرامتهم، بدلاً من فرض المزيد من القيود والإجراءات الصارمة التي تعقّد طريقهم في البحث عن حياة آمنة.