اليمن: سقوط ضحايا بتفجير جماعة الحوثي منازل مدنيين

أدانت منظمة الكرامة الحقوقية قيام مسلحين من جماعة الحوثي التي تطلق على نفسها اسم “أنصار الله” صباح الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024 بتفجير عدد من منازل مدنيين من سكان مدينة رداع شمال محافظة البيضاء، ما أسفر عن مقتل وإصابة 25 مدنياً على الأقل بينهم نساء وأطفال، وتطالب بالتوقف عن استخدام هذه الطريقة كجزء من أدوات الحرب.

قبل سنوات كانت منطقة رداع، التي تبعد 150 كيلو مترًا جنوب شرقي صنعاء، مسرحًا لهجمات شنتها الطائرات الأمريكية من دون طيار حيث تسنى للكرامة توثيق العديد من تلك الهجمات وأجرت مقابلات مباشرة مع بعض الضحايا الناجين وذويهم، وأعادت حادثة تفجير المنازل إلى الأذهان سياسات “القتل المستهدف” التي أودت بحياة مئات الأبرياء دون عدالة أو مساءلة أو إنصاف الضحايا حتى هذه اللحظة.

ووفقًا لمصادر تحدثت إلى الكرامة، فقد أرسلت جماعة الحوثي حملة عسكرية مكونة من عربات مدرعة وعشرات المسلحين على خلفية مقتل أحد عناصرها المتهمين بارتكاب جريمة قتل ضحيتها أحد أبناء القبائل هناك، حيث قامت الحملة بتفجير منزلين بعبوات ناسفة شديدة الانفجار في حي الحفرة بمدينة رداع، ما أدى إلى انهيار 6 منازل مجاورة تهدمت بعضها على رؤوس ساكنيها.

ورغم اعتراف الحوثيين بالوقوف وراء الحادثة والتعهد بالتحقيق فيها تحت ضغط الرأي العام الواسع المندد بالواقعة، إلا أن الـجماعة التي باتت سلطة أمر واقع في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية تتبع سياسة ممنهجة في تفجير منازل خصومها السياسيين أو المعارضين لها، حيث وثقت مراكز حقوقية تعرض 713 منزلاً للتفجير الكلي، تصدرت محافظة البيضاء الترتيب بعدد 118 منزلاً، وهو ما يدحض مزاعم الحوثيين بأن الواقعة كانت تصرفًا فرديًا.

وتقول المعلومات الواردة من رداع إن تفجير منازل المواطنين أدى إلى تهدم منزلين لأسرة إبراهيم الزيلعي ومنزل محمد اليريمي، ومنزل علوي المجاهر، ومنزل آل ناقوس، ومنزل أحمد الخُلَبي، ومنزل صالح هادي، ومنزل آل الفقيه.

وهو ما أسفر عن مقتل 12 مدنيًا على الأقل، تسعة منهم هم من عائلة محمد سعد اليريمي الذي قضى مع زوجته وجميع أطفاله جراء انهيار منزلهم أثناء تفجير الحوثيين لمنزلين مجاورين، بينما قتل 4 آخرون بقذيفة RPG أطلقها الحوثيون باتجاه مجموعة حاولوا التدخل لإسعاف الضحايا.

بالإضافة إلى ذلك، قتل أربعة أشخاص من فئة المهمشين، وأُصيب آخرون بينهم أطفال جراء قذيفة أطلقتها مسيرة حوثية ضد مسعفين، لكنها سقطت على منازل المهمشين في حي السوق القديم المجاور، لم يتسنّ الحصول على بياناتهم بسبب إجراءات التعتيم التي فرضتها سلطات الحوثيين.

ورغم منع مسلحي الحوثي إنقاذ الضحايا أصرّ السكان بإمكانياتهم البسيطة على العمل لانتشال 7 ضحايا من تحت ركام المنازل المدمرة وهم: أحمد الخُلَبي (60 سنة) وزوجته عائشة الخُلَبي (55 سنة)، إضافة لنجلهما علي أحمد الخُلَبي الذي يقال إن الحوثيين اختطفوه وهو في حالة إصابة جراء انهيار المنزل.

ورغم محاولة عناصر الجماعة الحوثية منع المواطنين من توثيق آثار التفجير فقد أظهرت المقاطع المصورة حالة من الغضب في أوساط الأهالي الذين خرجوا لاحقًا في تجمعات سلمية منددين بالحادثة، واجهتها سلطات الحوثيين بالقمع وإطلاق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.

وتحدثت مصادر حقوقية بأن السلطات الحوثية في البيضاء وصنعاء تمارس ضغوطاً شديدة بلغت حد التهديد بالقتل ضد ناشطين وحقوقيين بثوا صورًا ومقاطع لهذه الواقعة التي أثارت أصداء واسعة في الشارع اليمني.

وسارعت جماعة الحوثي لمحاولة احتواء الغضب الشعبي من خلال زيارة الضحايا الناجين إلى المستشفى والتعهد بإعادة بناء منازلهم.

وقد عانت منطقة رداع اليمنية من مسلسل الهجمات المميتة وانتهاكات حقوق الإنسان منذ اجتاحتها قوات صالح والحوثيين عام 2015.

وقبل ذلك عانت هذه المنطقة جراء تعرضها لهجمات مميتة للطائرات الأمريكية من دون طيار، وثقت الكرامة بعضها.

قد يعجبك ايضا