انتهاكات مروعة تدفع الفلبين لوقف اتفاق استقدام خدم المنازل إلى السعودية

عاد التوتر في ملف استقدام خدم المنازل بين الفلبين المملكة العربية السعودية إلى الواجهة مجددا، عقب الكشف عن انتهاكات مروعة ضد عمال الخدمة المنزلية.

وقررت الرياض وقف إجراءات الحصول على تأشيرات العمالة المنزلية من الفلبين بعد مأزق بين إدارتي العمل في البلدين. وعللت الفلبين قرارها إلى انتهاكات ضد عمال الخدمة المنزلية وعدم دفع أجور العمال من لواء متقاعد في السعودية.

وجمدت العمل السعودية والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية معالجة طلبات التأشيرات والعقود الخاصة بعمال المنازل الفلبينيين المعينين حديثًا. وتعد منصة “مُساند” البوابة الإلكترونية المستخدمة عند توظيف العمالة المنزلية للسعودية.

ونقلت صحيفة “سعودي جازيت” عن المستثمر حكيم الخنيزي إن “باب العقود والتأشيرات لن يفتح إلا إذا أعادت الفلبين النظر بقرار إرسال العمال”.

وأعلنت وزارة العمل في الفلبين عن تعليق استقدام عاملات المنازل الفلبينيات إلى السعودية، على خلفية تكرار الانتهاكات بحقهنّ.

وأفيد بتلقي مكاتب الاستقدام في الرياض رسالة من سفارة الفلبين عن عدم قبول الطلبات الجديدة للعمل المنزلي للمواطنين الفلبينيين. ولم يكشف عن السبب الذي دفع الفلبين لهذه الرسالة للمكاتب.

وذكرت وسائل إعلام سعودية إن السفارة عللته بلوائح جديدة لوزارة العمل الفلبينية بشأن العلاقة التعاقدية بين عاملات المنازل وأصحاب العمل الأجانب.

وكان رئيس الفلبين بعث رودريغو دوتيرتي برسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تتعلق بالعديد من القضايا أبرزها ملف العمالة الفلبينية بالمملكة.

وقبل 3 أسابيع علقت الفلبين مؤقتا إرسال العمالة إلى المملكة العربية السعودية بسبب أزمة في رسوم فحوصات كورونا والحجر الصحي لعمالتها.

وبررت الفلبين حينها قرارها بأن أصحاب العمل ووسطاء التوظيف في السعودية يطالبون عمالتها بالدفع مقابل فحص كورونا والحجر الصحي. إضافة إلى إجبار العمالة الفلبينية على دفع مقابل التأمين لدى وصولهم الأراضي السعودية.

وكشفت صحيفة “مانيلا تيامز” الفلبينية أن دوتيرتي حمّل مساعده للشؤون الخارجية روبرت بورج الذي يقوم بزيارة إلى السعودية رسالة للملك سلمان.

وذكرت أن الزيارة تتماشى مع وعد الرئيس بتوفير الرعاية والاهتمام للعمال الفلبينيين في الخارج خاصة خلال جائحة فيروس كورونا.

وبينت أن بورج مكلف أيضا بصفته مبعوثا خاصا من دوتيرتي بتسليم رسالة موجهة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ولفتت إلى أن الوفد بالإشراف على إعادة الفلبينيين في السعودية المتضررين من جائحة كورونا.

كما سيلتقي الوفد مسؤولين في وزارة الخارجية السعودية ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. الأكثر أهمية أن الوفد سيلتقي باللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر في السعودية.

وتأتي الزيارة في ظل تزايد التقارير حول عمليات الاتجار بالبشر بمواطني الفلبين في كل من السعودية والإمارات. ونوهت إلى أنه تم تحديد اجتماعات مع مسؤولي سفارة الفلبين في الرياض والقنصلية العامة لمانيلا بجدة.

وتعد الرياض الوجهة المفضلة لدى العمال الفلبينيين في الخارج في 2019. غير أن تطورات جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على كافة العمالة الوافدة في دول الخليج عموما والرياض خصوصا.

ويقدر عدد العمالة الوافدة من مانيلا الرياض بنحو مليون شخص. ويعمل معظم هؤلاء في أعمال البناء أو العناية المنزلية أو التمريض.

ويساهم هؤلاء في تحويلات نقدية إلى بلادهم تصل إلى 1.8 مليار دولار خلال العام المنصرم 2020.

وتعد السعودية مصدرا هاما لتدفق العملة الأجنبية إلى البلاد ومحركا رئيسيا لاقتصادها. وأصبح تطبيق “تيك توك” متنفس العاملات الوافدات في السعودية لكشف معاناتهن داخل المملكة في ظل تواطئ السلطات ضد العاملات الوافدات.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن عاملات المنازل بالسعودية يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع العائلة والأصدقاء.

ولفتت إلى أن تطبيق التواصل الأكثر شهرة لدى العاملات المنزليات هو “تيك توك” بعد انتشار شعبيته في 2020. وأكدت غالبية العاملات-بحسب الصحيفة- أنهن يتعرضن للعنصرية والتمييز والتحرش الجنسي.

وذكرت العاملة الكينية في أحد المنازل السعودية بريندا داما، 26 عامًا: “الوضع هنا صعب حقًا”. وأضافت “ينتهي بك الأمر إلى البكاء كل يوم”.

لكن عندما ترى التعليقات الإيجابية على مقاطع الفيديو الخاصة بك، فأنت تشعر بالسعادة، بحسب ما نقلت “نيويورك تايمز” عن داما.

وذكرت “لا أحصل على يوم عطلة واحد، لا أعيش حياة سلمية بدون مشاجرات أو إهانات”. واستعرضت الصحيفة الأمريكية تفاصيل جلب وعمل العاملات الوافدات في السعودية ودول الخليج عامة.

وأكدت أن معظم عاملات المنازل الأجنبيات في الخليج يعملن من خلال نظام الكفالة. وهذا النظام يمنح أصحاب العمل سيطرة شبه كاملة على العاملات.

كما أنهن غير قادرات على تغيير وظائفهن أو مغادرة البلاد دون إذن من صاحب العمل. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنهن “غالبًا ما يصادر رؤسائهن هواتفهن المحمولة وجوازات سفرهن”. من جانبها، قالت العاملة الفلبينية في السعودية ميريغين كاجوتو، 35 عاما “كثيرون هنا يعانون”.

وأضافت “الطريقة التي يعبرون بها عن اكتئابهم، وضغطهم من عملهم، هي من خلال تيك توك”. وأردفت “يرسل لي الأصدقاء مقاطع فيديو ونصائح. إنها نوع من المساعدة”.

قد يعجبك ايضا