مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن يشدد على أن “اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة”
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أكد مبعوث الأمين العام الخاص إلى اليمن، “هانس غروندبرغ” أن: “اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي مستمرين”.
وأكد “غروندبرغ” أنه سيستمر في التحاور مع الأطراف “لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة”.
وكانت أطراف النزاع في اليمن قد اتفقت على الدخول في هدنة لمدة شهرين بدأت في 2 نيسان/أبريل من هذا العام.
وبحسب ما أفاد به المبعوث الخاص، فقد شهدت الأسابيع الستة الماضية تأثيرا إيجابيا ملحوظا على الحياة اليومية للعديد من اليمنيين.
قبل شهرين فقط، كان الكثيرون يعتبرون هذا غير وارد. وفي هذا السياق أثنى على الأطراف لاتخاذها الخطوات الشجاعة للموافقة على هذه الهدنة وإعطاء الأولوية لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
وفي كلمته للصحفيين المعتمدين في الأمم المتحدة، أشار المبعوث الخاص إلى أربعة أمور فيما يتعلق بتطورات تنفيذ الهدنة، أولها وأهمها أن “الهدنة لا تزال متماسكة عسكريا”.
وأوضح أنه على مدار الأسابيع الستة الماضية، انخفض عدد الضحايا في صفوف المدنيين بشكل ملموس.
وكذلك انخفضت وتيرة القتال إلى درجة كبيرة، فلم تُسجَّل أي هجمات جوية عابرة للحدود من اليمن ولم تكن هناك ضربات جوية مؤكدة داخل اليمن. وشهدت الجبهات في جميع أنحاء اليمن هدوء ملحوظا.
وهناك تقارير تفيد بزيادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية بما شمل مواقع على الخطوط الأمامية كان من الصعب للغاية الوصول إليها قبل الهدنة.
لكننه لفت الانتباه -رغم الانخفاض الكلي في وتيرة القتال-، إلى “تقارير مقلقة بشأن استمرار القتال بما شمل أحداثا أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في عدة مناطق بما فيها تعز والضالع”.
ونوه “هانس غروندبرغ” بانطلاق أول رحلة تجارية جوية منذ حوالي ست سنوات، من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية يوم أمس، مشيرا إلى أن رحلة أخرى عادت محمّلة بركاب يمنيين من عمَّان، الأردن، إلى صنعاء.
وفي هذا السياق شكر المملكة الأردنية الهاشمية على دعمها القيّم في تيسير رِحْلَتَيْ يوم أمس، والحكومة اليمنية لما أبدته من تعاون بنَّاء ولإعلائها حاجات اليمنيين.
وقال “حقق هذا انفراجة للكثير من اليمنيين الذين طال انتظارهم للسفر، لتلقي العلاج للحالات الصحية الطارئة أو السعي لفرص العمل والتعليم، أو لمّ شملهم مع أحبائهم بعد سنوات من الانفصال”.
وكانت الحكومة اليمنية قد بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن.
فانحسرت أزمة الوقود التي كانت تهدد قدرة المدنيين على الحصول على السلع والخدمات الأساسية في صنعاء والمحافظات المحيطة بشكل كبير.
النقطة الرابعة التي تحدث عنها المبعوث الخاص هي أهمية تحقيق انفراجة في مجال آخر ألا وهو فتح الطرق في تعز.
وأوضح “غروندبرغ” أن الحكومة اليمنية حددت مسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة، حسب بنود الهدنة، حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى.
وأشار “غروندبرغ” إلى أن مكتبه ينوي تنظيم اجتماع في العاصمة الأردنية فور تعيين جماعة أنصار الله لممثليها.
وقال إن ذلك يمثل أولوية بالنسبة له مشيرا إلى أنه سبق له أن زار تعز العام الماضي وشهد بنفسه كيف يؤثر إغلاق الطرق على إطالة مدة التنقل والسفر في اليمن، ويفرق أفراد العائلات بعضهم عن بعض.
وأكد بأن اغلاق الطرق يحول ضرورات الحياة اليومية، كالذهاب إلى العمل أو إرسال الأطفال إلى المدارس أو الوصول إلى المستشفيات، إلى ضُرُوبٍ من المعاناة.
ولذلك، “يمثل إحراز التقدم لإنهاء هذه المعاناة جزءا أساسيا من الهدنة”.
وأوضح “غروندبرغ” أن الوعد الذي تقدمه الهدنة للمدنيين هو وعد بقدر أكبر من الأمن وتحسين القدرة على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية وتحسين حرية التنقل داخل اليمن ومنه وإليه.
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك احتمال لتمديد الهدنة المقرر انتهاؤها بعد أسبوعين، قال المبعوث الخاص إن نص الاتفاقية المنشور على صفحة مكتبه، يلحظ بوضوح إمكانية تجديد الهدنة إذا رغب الطرفان في ذلك.
وأوضح أنه منخرط حاليا في مناقشات من أجل التأكد من أن هناك رغبة لدى كلا الطرفين. “سيتطلب هذا أيضا بشكل واضح تحقيق بعض العناصر”.
وأضاف: “هذا شيء نعمل عليه بلا هوادة في مكتبي، ويعد انطلاق الرحلة الجوية من عمان أمس عنصرا حاسما”.
وقال إنه ومكتبه عملا بجد من أجله، مشيرا إلى أنه جاء “ثمرة لتسويات كبيرة وتعاون جاد من المجتمع الدولي”.
وأضاف أن العمل الآن مستمر للدفع باتجاه جمع الأطراف لحل مسألة فتح الطرق، قائلا إن العمل على تمديد الهدنة مستمر مع الأطراف فيما نتحدث الآن.
وأكد المبعوث الخاص أن “اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي مستمرين”.
وبهذا الخصوص، أعرب عن امتنانه للدعم المستمر والقوي من قبل المجتمع الدولي في مناصرته لتنفيذ الهدنة وتمديدها، منوها بشكل خاص بالدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية.
وقال إن الهدنة تمثل لحظة تاريخية بحد ذاتها، لكنها تتكون من مجموعة إجراءات مؤقتة واستثنائية تحتاج أن تدعّم بعملية سياسية تساعد على استمراريتها.
وأوضح أن بعض التحديات المتعلقة بتنفيذ الهدنة تنبع من قضايا خلافية كانت متوقعة، ويجب معالجة هذه القضايا في سياق أوسع يتخطى الطبيعة المؤقتة للهدنة.
وفي هذا الصدد أكد مواصلة عمله على “إطلاق عملية جامعة متعددة المسارات، لتكون بمثابة منصة حيث يتمكن الأطراف واليمنيون الآخرون من معالجة القضايا الحاسمة من أجل التوصل إلى ترتيبات أكثر استدامة وتسوية سياسية”.
سيكون لدعم المنطقة والمجتمع الدولي المستمرين دور حاسم في تحقيق ذلك.