الولايات المتحدة: اعتقال طالب لجوء يثير مخاوف على سلامة المهاجرين قبيل مونديال 2026

قبل نهائي كأس العالم للأندية

أثار اعتقال طالب لجوء اصطحب طفليه إلى نهائي كأس العالم للأندية في 13 يوليو/تموز 2025 مخاوف واسعة لدى منظمات حقوقية بشأن سلامة غير المواطنين المتوقع حضورهم كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة. وقالت هيومن رايتس ووتش إن الحادثة تكشف هشاشة الضمانات التي يفترض أن توفرها السلطات الأمريكية خلال الفعاليات الرياضية الكبرى.

كانت المنظمة قد خاطبت الفيفا في مايو/أيار لتحذيرها من أثر سياسات الهجرة الأمريكية على بطولتي كأس العالم 2026 وكأس العالم للأندية 2025. ودعت المؤسسة الرياضية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة ما وصفته بسياسات تُقوض قيم الفيفا المعلنة في مجال حقوق الإنسان والمشاركة العالمية. وردت الفيفا مطلع يونيو/حزيران بأنها تتوقع من الدول المضيفة توفير دخول آمن لكل شخص ذي صلة بالمسابقات، وأكدت أنها تتابع الملف مع الجهات المختصة وستتدخل عند ظهور أي مخاوف حقوقية.

لكن الواقعة التي جرت قبل نهائي تشيلسي وباريس سان جيرمان في نيوجيرسي عكست محدودية هذه الضمانات. فوفق رواية الأسرة، كان الرجل ينتظر بدء المباراة مع طفليه داخل موقف سيارات “أمريكان دريم مول” حين حاول تشغيل مسيّرة صغيرة لالتقاط صورة تذكارية. تعطلت المسيّرة فعاد بها إلى سيارته، وهنا أوقفته الشرطة بدعوى مخالفة لائحة تحظر استخدام المسيّرات قرب ملعب متلايف. وبحسب محامٍ متخصص استشارته المنظمة، فإن مخالفة كهذه تُعامل عادة كمسألة مدنية يُكتفى بشأنها بغرامة.

تطور الموقف لاحقا حين سأل عناصر الشرطة الرجل عن وضعه القانوني ثم سلموه لجهاز الهجرة والجمارك. وبقي محتجزا منذ ذلك اليوم بينما شرعت السلطات في إجراءات ترحيله. قال الرجل للمنظمة من داخل مركز الاحتجاز إن آخر ما رآه قبل نقله هو طفلاه يبكيان. الأسرة كانت قد غادرت بلدها في 2022 إثر تهديدات من جماعات مسلحة، ما دفع الرجل لطلب اللجوء. لكن سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تسمح غالبا بالإفراج عن المحتجزين لدى الهجرة حتى لو تمكنوا من دفع كفالة.

بعد ثلاثة أشهر في الاحتجاز، تخلى الرجل عن استئناف قرار رفض لجوئه بسبب شعوره باليأس من البقاء مدة أطول خلف القضبان. وأشارت المنظمة إلى أن الإدارة تكرر الحديث عن استهداف “أسوأ الأسوأ”، بينما تظهر أبحاثها أن كثيرا من من يشملهم الاحتجاز أو الترحيل لا يملكون سجلا جنائيا.

قبل انطلاق البطولة قال رئيس الفيفا جياني إنفانتينو إنه لا يحمل مخاوف تتعلق بوجود عناصر الهجرة قرب المباريات وإنه واثق من تنظيم حدث ناجح. لكن المنظمة الحقوقية رأت أن ما جرى يستلزم مراجعة جادة، ودعت الجهات الأمنية المحلية التي لا ترتبط باتفاقيات تعاون مع آيس إلى الامتناع عن استجواب المهاجرين بشأن أوضاعهم القانونية خلال الأحداث الكبرى. كما طالبت الأجهزة المرتبطة بترتيبات “287 ز” بإعادة النظر فيها لما تحمله من مخاطر وانتهاكات. وحثت آيس على تجنب احتجاز طالبي اللجوء إلا في الحدود التي يفرضها القانون.

وختمت هيومن رايتس ووتش بأن كأس العالم 2026 يجب أن يبقى احتفالا لكرة القدم لا مناسبة لتطبيق إجراءات تُشتت الأسر وتعرض حياة طالبي الحماية للخطر، معتبرة أن القضية تؤشر على تناقض واضح بين استعدادات الولايات المتحدة لاستضافة أكبر حدث رياضي وبين ممارساتها على صعيد الهجرة.

قد يعجبك ايضا