النازحون السوريون 2021.. أرقام كارثية تكشف حجم المأساة
رغم الهدوء على الجبهات في سوريا، فإن أزمة النازحين السوريين لا تزال مستمرة في أقصى شمالي البلاد، فعودة القتال وشبح النزوح المتكرر بات المسيطر على أذهان الآلاف منهم.
وأصبح حلم العودة صعب المنال في الوقت الراهن، وربما المستقبل القريب. ومع انتشار جائحة كورونا في شمالي سوريا، زادت الأعباء على الأهالي والكوادر الطبية.
وفق أحدث إحصائية لفريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري، فإن أعداد النازحين السوريين بلغت حتى هذه الأثناء نحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق المعارضة السورية.
في حين يبلغ عدد سكان المخيمات مليونا و43 ألفا و869 نازحا، يعيشون ضمن 1293 مخيما، من بينها 282 مخيما عشوائيا أقيمت في أراض زراعية، ولا تحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانية أممية.
توضّح الأرقام التي وثقتها “منسقو الاستجابة” خلال أغسطس/آب الماضي، أن 33.37% من النازحين عادوا إلى بلداتهم وقراهم، مقدرة أعدادهم بنحو 347 ألف شخص من أصل مليون نزحوا جراء الحملة العسكرية التي نفذها النظام وحلفاؤه مطلع العام الجاري.
بينما قدّر الفريق نسبة النازحين غير القادرين على العودة إلى مناطقهم بسبب سيطرة النظام عليها بـ45.09%، ونسبة المهجّرين الوافدين من محافظات أخرى وغير قادرين على العودة إلى المناطق التي نزحوا إليها سابقا بـ7.98%.
وفق فريق الاستجابة، فقد بلغ عدد الأيتام من سكان مناطق سيطرة المعارضة السورية 197 ألفا و865 يتيما من النازحين والسكان، بينما بلغ عدد الأرامل السوريات اللاتي لا معيل لهن 46 ألفا و302 أرملة.
أما أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة فقد بلغت حتى هذه الأثناء 199 ألفا و318 حالة إنسانية، معظمهم لا يتلقون رعاية خاصة أو مساعدات طارئة.
وفق وحدة تنسيق الدعم وترصد الوباء، فقد تم تسجيل 17 ألفا و768 إصابة بفيروس كورونا في شمال غربي سوريا، معظمها في إدلب وحلب.
وقد بلغ مجموع الإصابات المسجلة في المخيمات 1828 إصابة، بزيادة قدرها 718 إصابة خلال العشرين يوما الأخيرة، أي ما يعادل 10.30% من إجمالي الإصابات المسجلة في المنطقة.
وبحسب أحدث تصريح إعلامي لمدير مديرية صحة إدلب الطبيب سالم فواز عبدان، فإن هناك ازديادا كبيرا في عدد المصابين، يزداد معه عدد المرضى المحتاجين إلى الاستشفاء في المستشفيات ومراكز العزل، لدرجة إشغال 80% من أسرّة العناية المشددة، كما أن معظم أجهزة التنفس الصناعي البالغ عددها 80 مشغولة.
يحصل أهالي الشمال السوري على المساعدات الأممية عبر معبر وحيد هو معبر “باب الهوى”، وهو اليوم شريان النقل البري بين سوريا وتركيا، ويبعد عن مدينة إدلب حوالي 33 كيلومترا، ويقابله من الجانب التركي معبر “جيلفا جوزو” التابع لولاية هاتاي التركية.
ونتيجة الفيتو الروسي الصيني، أجبر مجلس الأمن على إغلاق معبر “باب السلامة” مع تركيا، واعتماد باب الهوى وحده فقط لنقل المساعدات لمدة عام كامل منذ 12 يوليو/تموز الماضي.
إغلاق باقي المعابر فاقم حالة الأهالي المدنيين في ريف حلب، حيث بات من العسير وصول المساعدات إليهم، وأصبحت آلاف الأسر مهددة بالجوع.
أقيمت معظم مخيمات الشمال السوري في الأراضي الزراعية بريف إدلب، مما يجعل موسم الشتاء مأساة متكررة تغرق فيها المخيمات بمياه الأمطار والوحل.
وبحسب مدير فريق منسقي الاستجابة محمد حلاج، فإن أهم أسباب تكرار محنة غرق المخيمات -التي توقع أن تستمر في حال عدم حدوث أي تفاعل من الجهات الداعمة- هي عدم استبدال الخيام البالية التي يقيم فيها النازحون منذ 5 أو 6 سنوات، وغياب شبكات الصرف الصحي في معظم المخيمات لتصريف مياه الأمطار، إضافة إلى عدم تعبيد الطرق الرئيسة في محيط المخيمات.
منذ بداية مأساة النزوح في سوريا، فقد العشرات من النازحين السوريين حياتهم جراء البرد وغياب وقود التدفئة.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن 167 شخصا قضوا بسبب البرد منذ عام 2011، بينهم 77 طفلا. وسجلت درجات حرارة متدنية العام الماضي في سوريا وصلت إلى نحو 9 درجات تحت الصفر في مناطق الشمال السوري.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تشدد على عملية أوسع وأكثر مصداقية وفعالية في سوريا